كيف تغلب العديد من المستهلكين على ارتفاع الأسعار؟

  • المستهلكون “الأذكياء” قاموا بشراء المنتجات من بعضهم

في الأشهر الماضية ارتفعت أسعار كل السلع والخدمات في العالم، بعض الناس لجأوا لشراء سلع أقل بنفس الميزانية، وآخرين سحبوا من مدخراتهم لشراء نفس السلع.

لكن هناك من لجأ إلى طريقة أخرى

فكر العديد من المستهلكين في دول العالم في التغلب على ارتفاع الأسعار من خلال الشراء من بعضهم البعض.

هؤلاء المستهلكين الأذكياء- كما وصفتهم شبكة سي إن إن- قاموا بشراء المنتجات المستعملة من بعضهم البعض، عن طريق الإعلان عنها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أو عبر التطبيقات والمواقع التي تتيح بيع المنتجات المستعملة.

تضرر الشركات

في الفترة الماضية أعلنت كبريات الشركات العالمية مثل Walmart و Target و Bed Bath & Beyond عن زيادة المعروض من البضائع، ونقص الطلب على الأثاث والإلكترونيات والديكور المنزلي والملابس.

هذه السلع تحديدًا هي الأكثر طلبًا في السوق المستعملة، وفقًا لتقرير الصناعة السنوي الرابع من OfferUp، وهو سوق بيع كبير عبر الإنترنت.

في التقرير، قال الرئيس التنفيذي لشركة OfferUp، تود دنلاب: “بينما أصبحت إعادة الشراء شائعة في الثقافة من خلال استخدامها لإعادة بيع الملابس، وجد بحثنا أن 76٪ من العناصر التي تم شراؤها وبيعها مملوكة مسبقًا ليست ملابس، وبدلاً من ذلك تندرج ضمن فئات الإلكترونيات والأثاث والسلع المنزلية وأدوات الرياضة وقطع غيار السيارات.

سوق كبير ويتوسع

كان الطلب على الملابس المستعملة والأشياء الأخرى قويًا بالفعل قبل جائحة كورونا، لكن مع اهتمام المتسوقين من جيل الألفية والجيل زد بالبيئة والميزانية توسع السوق خلال جائحة كورونا، والآن أصبح قويًا وكبيرًا مع التضخم.

وجد التقرير، الذي تم أصدرته شركة التحليلات GlobalData، أن 82 ٪ من الأمريكيين، حوالي 272 مليون شخص، يشترون أو يبيعون حاليًا سلعًا مستعملة.

قال غالبية هؤلاء المستهلكين إن التضخم أثر على قرارهم بدخول سوق السلع المستعملة، حيث كان الادخار أو جني الأموال هو الدافع الرئيسي.

قال نيل سوندرز، محلل التجزئة والمدير الإداري في GlobalData Retail: “التضخم مفيد أكثر من كونه ضارًا لبيع المستعمل لأنه يقود السوق لكل من المشترين والبائعين”.

وقال “على صعيد المشتري، يتجه المزيد من الناس إلى السلع المستعملة كوسيلة لتوفير المال عندما ترتفع الأسعار. ويبيع المزيد من الناس بضائعهم المستعملة لكسب القليل من المال الإضافي، لذا فإن التضخم يؤدي إلى زيادة عدد الأشخاص المشاركين في سوق إعادة البيع وزيادة عدد العناصر المتاحة.”

سوق المستعمل ينافس “السوشيال ميديا”

يقضي الأشخاص النشطون في مواقع بيع المنتجات المستعملة حوالي 27 دقيقة يوميًا، وهو توقيت مقارب للنصف ساعة التي تعتبر متوسط عالمي للوقت الذي يقضيه الناس على انستجرام وفيسبوك وسناب شات.

قال دنلاب: “أجرينا مقابلات مع مجموعة من الأمريكيين ووجدنا أنهم لا يخططون لوقف التعامل مع المستعمل، فأكثر من نصف الأمريكيين (58٪) الذين يشاركون في إعادة التجارة يخططون لزيادة مشترياتهم أو بيعهم للسلع المملوكة مسبقًا في الأشهر الـ 12 المقبلة.

تتوقع OfferUp أن يصل سوق إعادة البيع إلى 178 مليار دولار في المبيعات في عام 2022، ارتفاعًا من 160 مليار دولار عن العام السابق، وأن يحقق مبيعات بقيمة 289 مليار دولار بحلول عام 2027.

زيادة الاستثمار في أسواق المستعمل

في منتصف أغسطس، أعلنت Cartlow، منصة بيع الأدوات المستعملة في المنطقة عن الاستحواذ على منصة Melltoo للمنتجات المستعملة, التي تأسست في عام 2014 من قبل شارين لي وموراد إرسان.

ترى منصة Cartlow أن سوق الخدمات المستعملة هو سوق له مستقبل كبير، وتتوقع أن تبلغ قيمته 958 مليارًا بحلول العام 2028.

قال محمد سليمان، مؤسس Cartlow ورئيسها التنفيذي: “شهدت منصتنا منذ إطلاقها بيع ما يزيد على 2 مليون منتج، بالإضافة إلى مساهمة ضخمة بتوفير أكثر من 6 مليون كيلوجرام من النفايات الإلكترونية و36 مليون كيلوجرام من انبعاثات الكربون”.