غازبروم تعلن ايقاف ضخ الغاز إلى أوروبا

  • غلق خط أنابيب نورد ستريم
  • روسيا تستخدم هذه الصيانة كذريعة لمنع تدفق الغاز لأوروبا
  • روسيا قد تطيل الأزمة لمعاقبة أوروبا

أعلنت شركة غازبروم الروسية وجود حالة قوة قاهرة تمنعها من ضخ إمدادات الغاز لأوروبا لعميل رئيسي واحد على الأقل وفقا لرسالة من غازبروم بتاريخ 14 يوليو واطلعت عليها رويترز اليوم الاثنين.

منذ أسبوع، تحديدًا الإثنين الماضي، أعلنت روسيا غلق خط أنابيب نورد ستريم الذي ينقل الغاز من سيبيريا إلى ألمانيا للصيانة السنوية، وقالت إن ذلك سيستمر لمدة 10 أيام فقط.

استخدام الغاز كسلاح

بمجرد أن أغلقت روسيا الخط للصيانة، كثرت التقارير في الصحف الغربية عن الخوف من أن روسيا تستخدم هذه الصيانة كذريعة لمنع تدفق الغاز لأوروبا بشكل كامل.

في الشهر الماضي حدثت العديد من الانقطاعات، وألقى القادة الأوروبيون باللوم على موسكو.

لأسباب مختلفة أسباب، أوقفت روسيا بالفعل إمداد فرنسا وبولندا وبلغاريا وفنلندا والدنمارك وهولندا ، وخفضت في الآونة الأخيرة الإمدادات إلى ألمانيا وإيطاليا، وألقت باللوم في التخفيضات على العقوبات الغربية.

لكن بات واضحًا هذه المرة أن روسيا قد تطيل الأزمة لمعاقبة أوروبا، فقبل 3 أيام فقط من انتهاء مدة الصيانة أعلنت روسيا وجود حالة قاهرة تمنعها من الوفاء بمعاهداتها.

يخشى الكثير في الغرب من أن موسكو قد تطيل فترة الإغلاق، ربما بشكل دائم، وتحرم ألمانيا، القوة الصناعية في أوروبا، من أحد المكونات الرئيسية لمصانعها ومصانع جيرانها.

ضربة موجعة لألمانيا

تعتمد ألمانيا بشكل كبير على روسيا في مجال الطاقة، كما أنها تعمل كمركز عبور المتجه إلى النمسا والتشيك وأوكرانيا.

تقوم الصناعة الألمانية أيضًا بتصنيع المواد الخام والمكونات، من الزجاج إلى البلاستيك والمواد الكيميائية الأخرى، والتي تعتبر بالغة الأهمية للمصنعين الآخرين في جميع أنحاء أوروبا وخارجها.

في حال استمرار قطع الغاز الروسي عن ألمانيا، من المتوقع أن تقوم برلين بإعلان حالة الطوارئ، باستخدام تشريع جديد للسيطرة على سوق الطاقة، وإذا أدى الخفض إلى نقص، فقد يؤدي ذلك إلى تقنين استخدام الوقود.

ماذا ستفعل أوروبا؟

في يوم الخميس الماضي، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن الاتحاد الأوروبي يجب أن “يستعد لسيناريو يتعين علينا فيه التحول بالكامل من روسيا”.

في نفس اليوم، قال الرئيس التنفيذي لشركة شل بي إل سي، بن فان بيردن، في مؤتمر للطاقة إن أوروبا قد تحتاج إلى تقنين الطاقة وتواجه احتمال ارتفاع الأسعار بشكل حاد، حيث تستعد القارة لفصل شتاء “صعب حقًا”.

تقول برلين إنها لن تقطع صادرات الغاز إلى جيرانها، وأنها ملتزمة باتفاقيات الاتحاد الأوروبي، ولن تقوم بتخزين الطاقة، وأنها ستتضامن مع جيرانها في وقت توقف الغاز الروسي عن التدفق.

لكن مفوض الاتحاد الأوروبي للطاقة تييري بريتون سافر إلى برلين، خوفًا من أن يتكرر سيناريو جائحة كورونا، حيث قامت بعض الدول الأعضاء بتخزين المعدات الطبية والوقائية، ومنعتها عن الدول الأخرى.

قال بريتون بعد الزيارة: “يجب على كل دولة أن تثبت أنها ستفعل كل ما هو ممكن لنفسها وللآخرين”.

وقال مسؤولون يوم الخميس الماضي إن الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي ستنشر قريبًا إرشادات جديدة للحفاظ على الغاز تقترح الحد من درجة الحرارة في مباني المكاتب إلى 19 درجة مئوية.

 

التأثير على الصناعة

بدأ المصنعون الأوروبيون في الصناعات التي تعتمد على الغاز إلى التحول لأنواع وقود بديلة مثل النفط والفحم حيثما أمكن، ويقومون بتخزين المواد الكيميائية والمكونات الأساسية الأخرى قبل الشتاء، ذروة الطلب على الغاز، وفقًا لمسؤولي الأعمال والتجارة.

لكن تلك الخطوات لن تحفظ الصناعة، حيث يقول المسؤولون التنفيذيون والاقتصاديون إن النقص الحاد في الغاز يكفي لفرض التقنين في أي دولة أوروبية – خاصة في ألمانيا، أكبر اقتصاد في الكتلة -، وهو ما سيتمد أثره حتما في جميع أنحاء القارة.

قال غونتر أوتينجر، مفوض الطاقة السابق في الاتحاد الأوروبي والسياسي الألماني، إن مثل هذا الحدث من شأنه أن يعطل سلاسل التوريد الأوروبية، لا سيما في قطاع البتروكيماويات، الذي يعتمد على الغاز والبترول كمواد خام، وكذلك قطاع الصلب والنحاس والسيراميك.

يعطي التشريع الألماني الأسر والمؤسسات مثل المستشفيات أولوية لإمدادات الغاز، مما يجعل من المرجح أن تكون الصناعة أول من يواجه التقنين في حالة النقص.

بالنظر إلى مدى تكامل اقتصاد القارة بشدة، فإن مثل هذه الخطوة ستنتشر بسرعة إلى الخارج، وستؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير.

شركة التأمين الألمانية  Allianz SE قالت في تقرير حديث: “الاتحاد الأوروبي بأكمله سيتعرض للمعاناة إذا دخل أي اقتصاد بمفرده في ركود حاد وطويل الأمد” نتيجة لانقطاع امدادات الغاز.

 

هل من بديل؟

قال خبراء تجاريون إن منتجي الغاز الطبيعي المسال في الولايات المتحدة وعدوا بزيادة الإمدادات إلى أوروبا، لكن العواصف الاستوائية، الشائعة في هذا الوقت من العام، يمكن أن تعطل هذه الخطط، وستعقد أيضًا نقل شحنات البضائع الأخرى.