أخبار الآن | ألمانيا – وكالات

أثّرت أزمة فيروس “كورونا” المستجد على الأعمال والوظائف حول العالم، وقد خسر الكثير من العمال مهنهم ووظائفهم. وفي أوروبا، فإن الحكومات قد تتخذ نمطاً يشكل حافزاً للمنطقة على شق طريقها للخروج من الركود العميق الناجم عن الفيروس التاجي.

ففي ألمانيا، شاءت الدولة أن تتبنى نموذج “كورزاربيت”، والذي ينص على خفض ساعات العمل المقرّرة للعاملين، والذي بموجبه تدفع الدولة ما يترواح بين 60 و 70% من أجورهم المفقودة. والهدف من ذلك، هو مساعدة الشركات على الحفاظ على الوظائف مما يسهل عليها وعلى الاقتصاد الاوسع التعافي لاحقاً.

ولذلك، فإن العديد من الدول الأوروبية تسعى إلى حماية العمال من أزمة “كورونا” من خلال اتباع نهج ألمانيا بشكل كبير، وكل دولة تعمد إلى اطلاق نسختها الخاصة من البرنامج الألماني، الذي يمكن ترجمته حرفياً إلى “العمل لوقت قصير”.

وحالياً، فإن الحكومة الألمانية تخطّط ليشمل تطبيق نموذج “كورزاربيت”، 2.15 مليون عامل، أي بنحو 5% تقريباً من العاملين، وذلك بتكلفة 10 مليار يورو لمدّة عام. ومع هذا، فإنه يمكن للموظفين المستقلين والشركات الصغيرة البالغ عددها 3 ملايين وحدة في ألمانيا، الحصول على منح تتراوح قيمتها بين 9000 و 15000 يورو لتغطية التكاليف الثابتة، مثل الإيجار، طالما أنها قادرة على إثبات تضررها من تفشي الفيروس.

كذلك، يمكن للشركات الكبيرة الاستفادة بأنفسهم من 400 مليار يورو في ضمانات السيولة الصادرة عن صندوق الاستقرار الاقتصادي الجديد، الذي يشبه صندوق إنقاذ البنوك في العام 2008. وربما يتم تخصيص 100 مليار يورو أخرى للاستثمار المباشر في الشركات، بما في ذلك الشركات الاستراتيجية المعرضة لخطر الاستحواذ، ويمكن تقديم نفس المبلغ إلى بنك التنمية الحكومي، الذي وعد وزير المالية الألماني أولاف شولز بقيامه بالإقراض بكميات غير محدودة للشركات المتعثرة.

وساعد نموذج “كورزاربيت” ألمانيا على تجنب حالات تسريح العمالة واسعة النطاق في أعقاب الأزمة المالية العالمية عام 2008، مع العلم أنه كان موجوداً منذ أكثر من قرن، وقد نال اهتماماً دولياً خلال الأزمة المالية العالمية، وقد ساعد ألمانيا على تجاوز الازمة والتعافي سريعاً نسبياً. ووفقاً للخبراء، فإن “البطالة كانت سترتفع مرتين بدونه”.

وفي أواخر شهر نيسان/أبريل الماضي، أعلنت وكالة العمل الاتحادية في ألمانيا، أنّ “أزمة تفشي فيروس كورونا، تسببت في ارتفاع نسبة البطالة بشكل غير مسبوق، بالإضافة إلى تقلص أوقات دوام ملايين الأشخاص إلى مستوى قياسي لم يحدث من قبل”.

وأوضحت الوكالة أنّ “عدد العاطلين عن العمل في ألمانيا ارتفع بنسبة 13.2% في نيسان/أبريل الجاري بسبب كورونا، وذلك في أكبر زيادة خلال شهر منذ 1991”. وسجلت وكالة التوظيف 308 آلاف عاطل عن العمل جدد بالمقارنة مع معطيات الشهر السابق، ليرتفع بذلك عدد العاطلين عن العمل إلى مليونين و644 ألف شخص، ومعدل البطالة إلى 5.8%.

مصري مقيم في ألمانيا يتحدث عن الإجراءات المتخذة من قبل الدولة لمكافحة كورونا

انتشار فيروس كورونا في أوروبا أثّر على الحياة اليومية للعديد من الأشخاص محمد صادق وهو مصري مقيم في المانيا  تحدث لأخبار الآن  عن الإجراءات والتدابير المتخذة , وكيف تتعاطى الدولة الألمانية مع موضوع كورونا .

مصدر الصورة: getty

للمزيد:

ارتفاع غير متوقع في صادرات الصين وتراجع الواردات في أبريل