أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة 

يتفق الجميع على أن حبوب منع الحمل كان لها تبعات اجتماعية جمة. ولكي نعرف سبب أهمية حبوب منع الحمل من الناحية الاقتصادية يجب أن ننظر أولا لما تقدمه هذه الحبوب للنساء. في البداية، حققت هذه الحبوب الغرض منها – وذلك عكس العديد من الوسائل الأخرى. وفقا لـ"بي بي سي".

الثورة الاقتصادية

اعتمدت حبوب منع الحمل لأول مرة في الولايات المتحدة في عام 1960. وفي غضون خمس سنوات فقط، كان ما يقرب من نصف النساء المتزوجات الراغبات في تحديد النسل يستخدمونها.

لكن الثورة الحقيقية حدثت عندما بات بإمكان النساء غير المتزوجات استخدام حبوب منع الحمل. وقد استغرق ذلك بعض الوقت. وفي عام 1970 تقريبا، أي بعد عشر سنوات من الموافقة على حبوب منع الحمل لأول مرة، بدأت ولاية أمريكية تلو الأخرى تسهل عملية حصول النساء العازبات على حبوب منع الحمل.

وفي عام 1970، كان الذكور يمثلون أكثر من 90 في المئة ممن يدرسون الطب، وأكثر من 95 في المئة من دارسي القانون وإدارة الأعمال، و99 في المئة من دارسي طب الأسنان. 

ولكن في بداية السبعينيات، ارتفعت نسبة النساء – نتيجة استخدام حبوب منع الحمل – في جميع هذه التخصصات. وفي البداية، شكلت النساء 20 في المئة، ثم 25 في المئة من هذه التخصصات، قبل أن يصل عددهم إلى الثلث بحلول عام 1980.

التقدم المهني

ارتفعت نسبة الطالبات اللاتي يدرسن تخصصات مثل الطب والقانون بشكل كبير، وبالتالي ارتفعت نسبة النساء في تلك المهن بعد وقت قصير. لكن ما علاقة ذلك بحبوب منع الحمل؟ لقد سمحت تلك الحبوب للنساء بالتحكم في خصوبتهن، وهو ما مكنهن من التركيز على حياتهن المهنية.

وقبل استخدام حبوب منع الحمل، لم يكن قضاء خمس سنوات أو أكثر للتخرج من كلية الطب أو الحقوق خيارا جيدا من حيث الوقت أو المال. ولكي تجني فوائد تلك التخصصات، كانت المرأة تحتاج إلى تأجيل الإنجاب حتى تصل لسن الثلاثين على الأقل.

إقرأ: النساء يسيطرن على ثلث تعاملات سوق دبي المالي

زيادة المكاسب

جرى تشريع الإجهاض، ووضعت قوانين لمكافحة التمييز على أساس الجنس، وظهرت الحركة النسائية المطالبة بالمساواة بين الجنسين، علاوة على أن دخول الشباب الخدمة في الجيش الأمريكي للمشاركة في حرب فيتنام أجبر أرباب العمل على توظيف مزيد من النساء.

لكن دراسة إحصائية دقيقة أجراها لورانس كاتز وكلوديا غولدن، وهما اقتصاديان بجامعة هارفارد، تؤكد على أن حبوب منع الحمل قد لعبت دورا رئيسيا في السماح للمرأة بتأخير الزواج والإنجاب، والاستثمار في حياتها المهنية.

الواقع البديل

لكن الشابات في سبعينيات القرن الماضي لم يكن بحاجة إلى رؤية أبحاث آماليا ميلر، لأنهن كن يعرفن بالفعل أنها كانت صحيحة. وعندما أصبحت حبوب منع الحمل متاحة، تقدمت الشابات لدورات مهنية طويلة بأعداد لا يمكن تخيلها. ويمكن للمرأة الأمريكية اليوم أن تنظر عبر المحيط الهادئ من أجل رؤية الواقع البديل.

ففي اليابان، التي تعد واحدة من المجتمعات الأكثر تقدما من الناحية التكنولوجية في العالم، لم يُوافق على استخدام حبوب منع الحمل إلا عام 1999. وكان على اليابانيات أن ينتظرن 39 عاما أكثر من نظرائهن الأمريكيين لاستخدام نفس وسائل منع الحمل.

إقرأ أيضا 

"الجنيه الإسترليني" يسقط ضحية لإنفجار "مانشستر"

صرخة فقر من عمال وموظفين في ألمانيا أغنى دول أوروبا

 

كذلك يمكنكم متابعة أخبار الآن ومن أبرزها: 

فقدان عشرات الأطفال بعد تفجير مانشستر.. ونداءات الاستغاثة تجتاح "تويتر"