أخبار الآن| دبي – الإمارات العربية المتحدة –

ربما قد  يأتي الإلهام في بعض الأحيان على هيئة موقف محرج قد تتعرض له، فبعض التجارب مهما كانت بسيطة أو سيئة للغاية قد تنتج عنها إمبراطورية ما في أحد الأيام، لهذا تعتبر قصة “نتفليكس” واحدة من أطرف وأبسط قصص النجاح، وربما أكثرها إلهاما، حيث بدأت في لحظة تسلية خلال مشاهدة الأفلام، وذكاء حاد في استغلال الفرص، مثل فضيحة “مونيكا لويسكي”، لتتحول فجأة إلى امبراطورية للإنتاج السينمائي، وتسيطر حاليا على عالم البث الحي وإنتاج الأفلام والمسلسلات على نطاق عالمي، وتحظى بانتشار في 190 دولة و70 مليون مشترك، وبعائدات تتجاوز ثلاثة مليارات دولار، أما ثروته فقدرت في شهر أغسطس/ آب عام 2015، بـ1.65 مليار دولار أمريكي..

حيث بدأت القصة بالتحديد عام 1997، كان وقتها “ريد ها ستنغز” (37 عاما) عاطلا عن العمل، بعد أن باع حصته من شركته الصغيرة الأولى “بيور سوفتوار”، وكان يقضي معظم وقته في مشاهدة الأفلام والتلفزيون.
في أحد الأيام نسي إرجاع قرص الفيلم الذي استأجره من المتجر المشهور «بلوكبستر»، فغرمه المتجر 40 دولاراً (144 درهماً). هذه الغرامة أثارت غضب هاستنغز، وفجّرت شرارة الإلهام في عقله، وجعلته يفكر في تأسيس خدمة لتأجير الأفلام عبر البريد العادي، فقرر برفقة صديقه، مارك راندولف، إنشاء موقع إلكتروني يتيح للناس بسهولة شراء أفلام «دي في دي» واستئجارها من منازلهم، خصوصاً أن حجم هذه الأقراص ووزنها صغيران، وتسليمها بالبريد لا يكلف كثيراً، وأطلقا على هذا الموقع اسم “نتفليكس”، وفق موقع “الإمارات اليوم”..  

بداية فعلية
بدأت “نتفليكس” العمل فعليا في أبريل 1998 بـ30 موظفا، وفي جعبتها 900 فيلم فقط للإيجار، وكانت تؤجر فيلم “دي في دي” لسبعة أيام مقابل أربعة دولارات، يضاف إليها دولاران رسوم الشحن، لكنها واجهت في بداياتها عقبة كبيرة، فمشغلات أفلام “دي في دي” كانت في ذلك الوقت غير مستخدمة وغالية السعر، فتعاونت “نتفليكس” مع شركات أخرى مثل “توشيبا” و “إتش بي” و “أبل” لترويج مشغلات “دي في دي” والحواسيب التي تضمها..

الفكرة العظيمة
لم يقتنع “هاستنغز” بهذه التطورات، وظل يبحث عن حلول أخرى لمشروعه، فخطرت في باله فكرة خدمة مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت باشتراك شهري. يقول “هاستنغز” واصفا تلك الفكرة عندما حاول تطبيقها: “كنت أعلم أنها لن تكون فكرة سيئة، لكن لم أكن أعلم أنها ستكون فكرة عظيمة”، بدأ “هاستنغز” في تنفيذها في سبتمبر/ أيلول عام 1999، وجعل الشهر الأول للاشتراك مجانيا، فكانت النتيجة المبهرة أن 80% من المشتركين في الخدمة جدّدوا اشتراكاتهم في الشهر الذي يليه.

لم تكن الفكرة لتنجح، وواجه “هاستنغز” عائقين كبيرين، الأول أن مشاهدة الأفلام عبر الإنترنت تحتاج إلى مساحات ضخمة على “سيرفرات” مستقرة، ولم تكن تتوافر في ذلك الوقت إلا بشكل نادر وسعر مرتفع جداً، فاحتاج الأمر منه إلى البحث عن شريك ممول ليدعم استئجار «السيرفرات»، أما العائق الثاني فكان العقود المبرمة مع الشركات المنتجة للأفلام والقنوات المالكة للحقوق. واحتاج هذا الأمر منه، إضافة إلى الكثير من الوقت و المال، إلى الكثير من الجهد والمفاوضات المُضنية مع هذه الأطراف المختلفة.

لقى “هاستنغز” دعما من شريك جديد أُعجب بفكرته وطموحه وقدراته، بقيمة 30 مليون دولار، استُخدمت في بناء الشركة و عروضها الترويجية، كما استطاع إبرام العديد من العقود مع القنوات والشركات المنتجة للأفلام، مثل «كولومبيا، وتريستار، ووارنر هوم فيديو”، في منتصف عام 2000، عرض “هاستنغز” شركته في سوق الأسهم الأمريكية، وهو ما أكسب الشركة ثقة المستثمرين، وبدأت تحقيق نجاحها وسيرها على طريق الشركات الكبرى كـ “مايكروسوفت” و “غوغل” و “أبل”. 
 

اقرأ أيضا: 
شركة “نتفليكس” تعلن سحب أفلامها من مهرجان “كان” الفرنسي