أخبار الان | إيران – مدينة قزوين (علا مسعودي)

ذوو الاحتياجات الخاصة عادة يواجهون مشكلة بايجاد وظائف وفيما لو وجدت، بالبقاء فيها لقصورٍ بدنيٍّ أوعقلي، لكنَّ معملا لإنتاج مستحضرات العنايةِ بالأطفال في محافظة قـَزوين الإيرانيةِ كسرَ هذه القاعدةَ برُمتها بتوظيف هؤلاءِ المعوَّقين. فقد تمكن هذا المعملُ بعد رفعِ العقوبات عن إيرانَ من زيادة إنتاجه، وتصديرِ منتجاتِه إلى دولٍ عربيةٍ، وهو يسعى إلى توقيع شراكةٍ معَ دولٍ أوروبية.

للوهلة الأول تبدو هذه الجملةُ مبهمةً (هنا نصنعُ الإنسانيةَ بحب) ولكن ما إن وطأتْ قدماي أرضَ هذا المعملِ حتى شعرتُ بصدقِها ، فتسعة أعشار موظفي هذا المصنع وعمالِه هم من ذوي الاحتياجات الخاصة، يعملون هنا ليفيدوا ويستفيدوا، ومنهم هذا الرجلُ الأبكمُ الذي تعرف إلى زوجته هنا، فتزوجا وها هما يعملان معًا في هذا المصنع. 

زليخا شمسيني _ عاملة في المصنع 
منذ عشْر سنوات، أعملُ في هذا المصنع،  وبعد أن بدأ إبراهيمُ العملَ هنا قبل ثلاثِ سنواتٍ تعارفنا ثم تزوجنا ونحن سعداءُ لأننا وجدنا فرصةَ عملٍ في مكان واحد. 

 ومهرداد لم تَحُلْ إعاقتُه دون تقدمه، فقد حقق مركزًا متقدمًا في رياضة العدو وهو يعملُ بنشاط في هذا المصنع.  

مهرداد گنجي _ موظف في المصنع: 
لقد أحرزتُ ميداليةً ذهبيةً في بطولة رياضة العدو فضلًا عن عملي هنا وأنا أعمل  في قسم الإنتاج أنا شاكرٌ لله لأني عضوٌ من أعضاءِ هذا المصنع . 

تتعدد القصصُ معَ تعددِ الحالاتِ هنا فحميرا هي الأخرى تعاني نقصًا بدنيًا لكنها ترتبُ هذه العلبَ بمهارةٍ وإتقان. 

حميرا فيضي_عاملة في المصنع: 
عندما استيقظُ صباحًا أشكرُ اللهَ لأنني حصلتُ على هذه الوظيفةِ، ولأنني معوَّقةٌ لم أكنْ أتوقعُ يوما أن يكونَ لي عملٌ كهذا العملِ لأنني أعلمُ أن من يملِكون يدينِ قد لايجدون عملا فكيف بي أنا! . 

خليةُ نحلٍ هو وصفٌ أقربُ ما يكونُ لهذا المكان، فهو يشعركُ بتدفق نشاطِ العاملين هنا بالرَّغم من صعوبة حركتهم في هذا المصنعِ الذي استطاع  تحقيقَ إنجازاتٍ بعد رفعِ العقوباتِ عن بلادهم. 

داوود إسماعيلي راد _مسؤول إنتاج: 
بعد رفعِ العقوبات تلقينا عروضًا  من بعض  الدولِ الأوربيةِ للتعاون فيما بيننا خاصةً بعد تطويرِ منتجاتنا كما تمكنا من تصدير منتجاتِنا إلى بعض الدولِ العربيةِ المجاورة. 

بالرَّغم من عجزه عن الوقوف، يقفُ خلفَ هذا المصنعِ ، فالسيد محمد هو المؤسسُ وهو يعتقدُ بأن القادمَ من مشاريعه لا يقلُّ أهميةً عن هذا المصنع. 

محمد موسوي_مدير الشركة :
عدا هذا المشروعِ هناك مشاريعُ كثيرةٌ أهمُها مشروعٌ سياحيٌ كبيرٌ على سواحلِ بحيرة خزر وأنا مستعدٌ للتعاون معَ مستثمرين، علمًا بأن أرباحَ هذا المشروعِ ستعودُ لمصلحة تعليمِ المعوَّقين. 

ستُمئةِ عاملٍ بدرجات إعاقةٍ متفاوتةٍ توقع كثيرون إخفاقَهم  لكنَّ منتجَهم اليومَ يعدُّ الأولَ بين مستحضرات العنايةِ بالأطفال في إيران، ومازال يوقع بـ (صنع للإنسانية بحب). 

ليست الإعاقةُ عائقًا جملةٌ تترددُ فعلاً ، وقولاً في أرجاء هذا المصنعِ الذي ينتجُ إنسانيةً مطلقةً لا يقيدُها ظرفٌ، أو فقدان حاسةٍ أو طَرَف. 

إقرأ ايضاً:

تحذير من حلقات تحفيظ القرآن يغضب السعوديين

تصريحات لوزير التعليم السعودي تشعل تويتر بالتغريدات