أخبار الآن | مراكش – المغرب (تطبيق خبّر)
بعد مضي ستة أشهر حرماناً من الفضاءات الخضراء، خصوصا أشهرها وأكثرها سحرا وجمالية، تمكن سكان مدينة مراكش في المغرب وسياحها أخيرا من تنفس الصعداء بكل من حديقة ماجوريل بجليز، وحديقة أنيما النباتية، الواقعة على بعد حوالي 20 كيلو متر من المدينة. واللتان فتحتا  مناظرهما الخلابة لأعين الزائرين من المنطقة .
افتتحت أبواب حديقة ماجوريل و متحفها الأمازيغي في الأول من أكتوبر، وشهدت توافداً كبيراً من طرف الزوار، خصوصا أيام عطلة نهاية الأسبوع. ووجدت العائلات فرصة لاصطحاب أبنائها خارج أسوار المنازل، بعد الحرمان من قضاء العطلة الصيفية في الشواطئ والفضاءات الخضراء، نظرا للوضعية الحرجة التي عرفتها المملكة المغربية بسبب فيروس كورونا، وما ترتب عنه من حجر صحي لفترة ليست بالهينة، وما سببه ذلك من آثار سلبية على نفسية الأطفال والكبار أيضا.
مراكش تتنفس الصعداء في أشهَر حدائقها بعد 6 أشهر من الإغلاق

وتبقى هذه الحديقة التي أنشأها الرسام الفرنسي، جاك ماجوريل سنة 1924 الوجهة المفضلة لدى الكثيرين، لاحتوائها على نباتات وأزهار قادمة من القارات الخمس، خاصة أنواع نبات الصبار، فضلاً عما يضمه المتحف الأمازيغي من لباس تقليدي، و منتوجات وأسلحة، وأدوات للزينة، وآلات موسيقية، تبرز تنوع الموروث المغربي، خصوصا المتعلق بالثقافة الأمازيغية. وتمتد حديقة ماجوريل على مساحة تزيد عن 9000 متر مربع.

مراكش تتنفس الصعداء في أشهَر حدائقها بعد 6 أشهر من الإغلاق

 

وتزامن افتتاح الحديقة مع افتتاح حديقة أنيما أبوابها، ليتمكن الزوار بالتالي من الاستمتاع بروائع الرسام والكاتب الألماني هانز فيرنر غيردتس، والتعرف على لوحات من إرثه الفني الذي ورثه من صديقه أندريه هيلر . تعتبر هذه الحديقة النباتية التي تغطي أكثر من 8 هكتارات، مكاناً فريداً لكل الفنانين والسياح المغاربة والأجانب، الباحثين عن سحر الطبيعة، نظرًا لضم هذا الفضاء الطبيعي أنواع مختلفة من النباتات والأشجار، كما أنه يحتوي على قاعات للعرض، مخصصة للثقافة والفن، ومكتبة، و مدرجاً للأنشطة الثقافية المتعلقة بالبيئة .

مراكش تتنفس الصعداء في أشهَر حدائقها بعد 6 أشهر من الإغلاق

 

وعبرت الزائرة “حفيظة رازقي” لمراسلة “تطبيق خبّر” الميدانية هدى لبهالة عن سعادتها بقضاء يوم عطلتها من العملرفقةوالديها وشقيقتها شيماء و أمل، بكل من حديقتي ماجوريل وأنيما، بعد إجماع عائلي مسبق حول برنامج نزهتهم. وبدأت العائلة برنامجها بزيارة حديقة ماجوريل في الفترة الصباحية، والاستمتاع بلوحة فنية طبيعية يشكلها تناغم اللون الأزرق لمرافق الحديقة مع ألوان الطبيعة, التي ازدادت جمالية بصوت العصافير، وبعد فسحة استمرت أربع ساعات، استقلت حفيظة وعائلتها سيارتهم نصف ساعة نحو حديقة أنيما.
مراكش تتنفس الصعداء في أشهَر حدائقها بعد 6 أشهر من الإغلاق

وأضافت “رازقي” أن قضاء باقي اليوم بحديقة أنيما كان أمراً رائعاً، استمتعت خلاله بسحر الطبيعة و رسومات “هانز فيرنر غيردتس”, التي تعتبر بالنسبة لها ولعائلتها إضافة نوعية وإرثا ثقافياً يميز مراكش الحمراء، و يستحق آخذ الكثير من الصور التذكارية. أما حديقة أنيما، فتبقى وجهة “رازقي” المفضلة حيث تستهويها أشجارها وأزهارها ونباتاتها النادرة، التي تضفي عليها البحيرة الصغيرة بالحديقة ورسومات “غيردتس” جمالية من نوع خاص، عكس حديقة ماجوريل التي بحسب رأيها محدودة المناظر.

وأكدت أنها وبعد فترة من القلق والتوتر وقضاء أطول فترة في المنزل، أمضت أخيراً يوما لا ينسى منحها شعوراً بالراحة النفسية وطاقة إيجابية لبدء أسبوع جديد من العمل.