يفقد الكثير من المصابين بفيروس “كورونا” المستجد حاسة الشم لديهم من دون أي يترافق ذلك من أعراض أخرى، كما أن الباحثين اكتشفوا أيضاً أن الأشخاص المصابين قد يفقدون حاسة التذوق لديهم.

وبعد مرور عامٍ على تفشي الفيروس، فإن الكثير من الأشخاص الذين أصيبوا في الأشهر الأولى لانتشار “كورونا” لم يستردوا حاستي التذوق والشم.

الناجون من كورونا يعانون من الروائح الكريهة

ولا يعرف العلماء سوى القليل عن كيفية تسبب الفيروس في استمرار فقدان الشم أو كيفية علاجه. لكن الحالات تتراكم مع انتشار فيروس كورونا في جميع أنحاء العالم، ويخشى بعض الخبراء من أن الوباء قد يترك أعداداً كبيرة من الناس يعانون من فقدان دائم في حاستي الشم والتذوق، بحسب ما أوردت صحيفة “نيويورك تايمز“.

وكانت دراسة أجراها باحثون في كلية الطب بجامعة هارفارد، أن خلايا معينة في الجزء الخلفي من الأنف تحتوي على بروتينات مميزة الشكل يستهدفها فيروس كورونا لغزو الجسم.

وقال الباحثون إن إصابة هذه الخلايا يمكن أن تؤدي بشكل مباشر أو غير مباشر إلى تغيّر حاسة الشم. ومع هذا، فإنّ مرضى فيروس كورونا الذين فقدوا حاسة التذوق لا يمكنهم التمييز بين المر أو الحلو.

وقالت كاثرين هانسن، من مدينة سياتل الأميركية، إنه عندما أصيبت بالفيروس في مارس/آذار الماضي، كان أحد الأعراض الأولى التي ظهرت عليها هو فقدان حاسة الشم ثم حاسة التذوق، ومنذ ذلك الحين لا تستطيع تذوق الطعام رغم تعافيها، مشيرة إلى أنها لا تستطيع تحمل مضغ الطعام، وأنها تعيش الآن في الغالب على الحساء.

ومع هذا، فقد أشارت الدراسات إلى أنّ بعض الناجين من “كورونا” يعانون من الروائح الوهمية الكريهة والضارة في كثير من الأحيان، مثل روائح حرق البلاستيك أو الأمونيا أو البراز، وهو تشويه يسمى “باروسميا”.

ترتبط الرائحة ارتباطاً وثيقاً بكل من الذوق والشهية، وغالباً ما يسلب فقدان حاسة الشم الناس متعة الأكل. لكن الغياب المفاجئ قد يكون له أيضاً تأثير عميق على الحالة المزاجية ونوعية الحياة.

وبالنسبة لمعظم الأشخاص، فإنهم يستعيدون القدرة على الشم والتذوق في غضون أسابيع بعد الإصابة، وذلك وفقاً لدراسات عديدة. غير أن هناك أشخاصاً لا تعود الحواس لديهم على الفور، ويشهدون تحسناً بطيئاً على فترة طويلة.

ويصف العديد من المصابين بخسارة حاستي التذوق والشم بأنها مزعجة للغاية، بل إنها منهكة. وقال الدكتور سانديب روبرت داتا، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب في كلية الطب بجامعة هارفارد، إن الذكريات والعواطف مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بالرائحة، ويلعب نظام حاسة الشم دورًا مهمًا وإن كان غير معترف به إلى حد كبير في الرفاهية العاطفية.

من جهتها، ذكرت باميلا دالتون، التي تدرس ارتباط الرائحة بالإدراك والعاطفة في مركز مونيل للحواس الكيميائية في فيلادلفيا: “حاسة الشم ليست شيئاً نوليه الكثير من الاهتمام حتى تختفي. ثم يلاحظ الناس ذلك، وهو أمر محزن للغاية. لا شيء متشابه تماماً”.

ودرس العلماء البريطانيون تجارب 9000 مريض بفيروس كورونا انضموا إلى مجموعة على موقع “فيسبوك” التي أنشأتها المجموعة الخيرية “AbScen” بين 24 مارس/آذار و 30 سبتمبر/أيلول.

وقال العديد من الأعضاء إنهم لم يفقدوا متعة تناول الطعام فحسب، بل أيضاً في التواصل الاجتماعي، إذ أضعفت الخسارة روابطهم مع الآخرين، الأمر الذي أثر على العلاقات الحميمة وجعلهم يشعرون بالعزلة، وحتى الانفصال عن الواقع.

وقال أحد المشاركين: “أشعر أنني غريب عن نفسي. إنها أيضاً نوع من الشعور بالوحدة في العالم. كأن جزء مني مفقود، حيث لم يعد بإمكاني شم وتجربة مشاعر الحياة اليومية الأساسية”.

ويعدّ فقدان حاسة الشم أحد العوامل المؤدية للقلق والاكتئاب، لذا فإن الآثار المترتبة على انتشار فقدان حاسة الشم تزعج خبراء الصحة العقلية بشدة.

ووجد الباحثون أن ضعف حاسة الشم غالباً ما يسبق العجز الاجتماعي في مرض انفصام الشخصية، والانسحاب الاجتماعي حتى لدى الأفراد الأصحاء.

عجوز عمرها 101 عام أول ألمانية تتلقى جرعتي لقاح فايزر

تلقت عجوز ألمانية عمرها 101 عام وكانت أول شخص في البلاد يتلقى اللقاح المضاد لكوفيد – 19، الجرعة الثانية من اللقاح اليوم الجمعة.