أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة

حينما شرع نوح ببناء سفينته، عصفت به عبارات السخرية، واستهزأ به قومه، الذين لم يدركوا حينها أن هذا المركب العملاق هو الذي سيحمل البشرية بل الحياة بأسرها ،الإنسان والحيوان والنبات، الى شاطئ النجاة من هلاك محتم، واليوم تواجه البشرية طوفانا لا يشبه طوفان نوح، هو من نوع آخر، طوفان احتياجات مردها الإنفجار السكاني، وسوء حالة المناخ. مرة أخرى ينبري لمواجهة هذا الموقف رجل لديه أفكار غريبة، ومرة أخرى ينبري لمواجهته من يتهمه بالجنون.

دراسة.. المدن العائمة فكرة أشبه ما تكون بسفينة نوح

مزارع تعوم على الماء.. هل جنَّ صاحب الفكرة؟

الفكرة المعمارية المبتكرة والتي أوردتها الـ"هافنغتون بوست" على موقعها الإلكتروني، تضرب ثلاثة عصافير بحجر واحد، فهي تحصد طاقة الشمس والمحاصيل الزراعية والأسماك، في تصميم واحد متكامل يخدم بعضه بعضا، فهو يتكون من ثلاثة طوابق، الطابق السفلي مصمم لكي يمكن العمال من اصطياد ما يصل إلى 1.7 مليون سمكة في السنة الواحدة، هذا الطابق سوف يحتوي أيضاً على حواجز ضد الأمواج، وأرصفة للقوارب، وأماكن للتخزين.

دراسة.. المدن العائمة فكرة أشبه ما تكون بسفينة نوح

الطابق المتوسط، مصمم للزراعة المائية، والتي تستفيد من الطابق السمكي بالأسفل في الحصول على فضلات الأسماك والتي يتم إعادة تدويرها لتخصيب المحاصيل، فهي تتميز عن أسمدة فضلات الحيوانات في أنها لا تستغرق وقتا طويلا لتكون صالحة للاستخدام، كما إنها تدعم النبات بسرعة، بمكونات غذائية دقيقة مثل الفوسفور والبوتاسيوم، وفي نفس الوقت تمثل فضلات الزراعة غذاء للأسماك، لتكون دائرة نفعية متبادلة بين الطابقين.

وتعتمد الزراعة المائية على الماء الغني بالمغذيات مع قاعدة تحتوي على الألياف الصخرية أو ألياف جوز الهند، أو الطين كبديل عن استخدام التربة، لإطعام النباتات والمحاصيل، دون أن يحتاج إلى مطر أو حتى أرض ذات خصوبة عالبة، فقط مياه معالجة.أما الطابق االعلوي هو مصنع للطاقة الشمسية، مع تجهيزات لضبط المناخ في المكان، بالإضافة إلى وسائل للري.

قد يضاف للتصميم محطة لتحلية المياه إن كانت تطفو فوق سطح البحر المالح، أو مصنع لمعالجة الأسماك وتعليبها، أو توربينات رياح أو أمواج للاستفادة بمصادر إضافية للطاقة، مع حماية خاصة للبارجة بأكملها من البحار وسوء الأحوال الجوية عبر حاميات من الموج قابلة للنفخ، كل تفصيلة تصب في صالح كون "المزرعة العائمة الذكية"، كيانا قائما بذاته.

هذه الضربة الثلاثية التي تقوم بها المزارع العائمة مثيرة للتفاؤل في الحقيقة، وقد قدر ما سيقدمه المشروع بـ8152 طناً من الخضروات و1703 أطنان من الأسماك سنوياً، ستكون قادرة بهذه الطريقة على إطعام الناس طوال أيام السنة دون انقطاع، بغض النظر عن ندرة المياه أو الجفاف أو حتى الكوارث الطبيعية.

دراسة.. المدن العائمة فكرة أشبه ما تكون بسفينة نوح

هل يمكن رؤية هذه الهياكل العملاقة على "مياه الواقع" 

صحيح إن "المزارع العائمة" ما تزال فكرة لم تظهر في الواقع بعد، لكن مؤسس ورئيس تحرير المجلة الزراعية الشهيرة "Indie Farmer"، السيد "نيجل آكيهورست"، يعتقد إنها سوف تبنى يوماً ما، وتصبح مشروعا تجاريا له ثقله في عالم الأعمال الزراعية.

إقرأ أيضا
سعودي خاطر بنفسه وقاد شاحنة مشتعلة لانقاذ 50 ألف نسمة! (فيديو)

قناع من الفلفل الحار لنضارة الوجه.. (فيديو)
أكبر سرقة في تاريخ نيوزيلندا!