إيلون ماسك يريد التوسع في مشروع ستارلينك

بهدف توفير خدمات إنترنت عالية السرعة من الفضاء، تصل إلى المناطق النائية على الأرض، يواصل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، مؤسس شركة “سبيس إكس”، التوسع في مشروعه “ستارلينك” الذي بدأه منذ 2018.

حتى الآن، نجح ماسك عبر شركته سبيس إكس في إطلاق الآلاف من الأقمار الاصطناعية.

ويوفر مشروع ستارلينك خدمات الإنترنت عبر شبكة ضخمة من الأقمار الصناعية.

المشروع موجه للأشخاص الذين يعيشون في المناطق النائية حول العالم، الذين لا يستطيعون الحصول على إنترنت عالي السرعة.

وأطلقت شركة سبيس إكس جولتها الأولى المكونة من 60 قمرًا صناعيًا من ستارلينك في مدار الأرض السفلي في مايو 2019 على أحد صواريخ سبيس إكس فالكون 9.

واليوم، تمتلك الشركة أكثر من 4000 من الأقمار الصناعية في المدار، وقد قال ماسك إنه يريد في النهاية إرسال ما يصل إلى 42000 قمر صناعي إلى الفضاء، وفق موقع بيزنيس إنسايدر.

ووُضعت أقمار ستارلينك في مدار منخفض المستوى حول الأرض، لجعل سرعات الاتصال بين الأقمار الصناعية والأرض عالية قدر الإمكان.

وحول سرعة الإنترنت، تقول شركة سبيس إكس إن خدمتها لديها سرعات تنزيل تتراوح بين 25 و 220 ميجابت في الثانية، وأن معظم المستخدمين يبلغون عن سرعات تزيد عن 100 ميجابت في الثانية، بالإضافة إلى سرعات تحميل تتراوح بين 5 ميجابت في الثانية و20 ميجابت في الثانية، وهي سرعات مثالية لأنشطة الإنترنت مثل الألعاب والبث المباشر.

مستقبل ستارلينك.. لماذا يخطط ماسك لإطلاق 42 ألف قمر صناعي إلى الفضاء؟

كم تبلغ تكلفة إنترنت ستارلينك؟

بالمقارنة مع مزودي الإنترنت التقليديين، فإن ستارلينك لا يعد رخيصًا، إذ تبلغ تكلفته حوالي 599 دولارًا لشراء الطبق وجهاز التوجيه اللازمان للاتصال بالأقمار الاصطناعية واستقبال الإنترنت، بالإضافة إلى 110 دولارات شهريًا في الولايات المتحدة.

وتختلف الأسعار بناءً على موقع المستخدم. وتتوفر خدمة ستارلينك في 48 ولاية أمريكية وأكثر من 55 دولة حول العالم، وتحديدا في أمريكا الشمالية وأوروبا وأستراليا، كما تخطط لتوسيع تغطيتها بشكل أكبر في جميع أنحاء أفريقيا وأمريكا الجنوبية، وآسيا.

وذكرت الشركة في مايو الماضي إن لديها أكثر من 1.5 مليون مشترك حول العالم.

وتستهدف ستارلينك بشكل أساسي المستخدمين في المناطق النائية، وقد بدأت الشركة في تقديم خدماتها لخطوط الرحلات البحرية وشركات الطيران خلال العام الماضي.

وأطلقت الشركة أيضًا خطة إنترنت بقيمة 135 دولارًا شهريًا تستهدف مالكي المركبات الترفيهية في العام الماضي.

وفي عام 2022 ، أعلن ماسك أن سبيس إكس ستشارك مع T-Mobile لتزويد مستخدمي الشركة بالوصول إلى خدمة ستارلينك الفضائية في المناطق النائية بجميع أنحاء العالم.

وقال نائب رئيس المبيعات التجارية لشركة سبيس إكس، جوناثان هوفيلر، في وقت سابق من هذا العام، إن الشركة تخطط لبدء اختبار خدمة الهاتف المحمول في غضون العام.

سبيس إكس: الإنترنت الفضائي قد يشمل العالم كله بحلول سبتمبر/ ايلول المقبل

شعار نظام “ستارلينك” الفضائي للأقمار الصناعية. المصدر: غيتي

الاستخدام العسكري

لعبت ستارلينك دورًا أساسيًا في مساعدة أوكرانيا على التغلب على الهجمات الإلكترونية الروسية العام الماضي عندما شنت روسيا هجومها غير المبرر على أوكرانيا.

وقدم إيلون ماسك خدمات ستارلينك في أوكرانيا بعد فترة وجيزة من غزو القوات الروسية لأواكرانيا، وإغلاق خدمات الإنترنت الأرضية وشبكات الهاتف المحمول.

وأضاف أنه تم شحن حوالي 20 ألف مجموعة من أطباق الاستقبال وأجهزة التوجيه إلى أوكرانيا.

وقال نائب رئيس الوزراء الأوكراني، ميخائيلو فيدوروف، إن شركة ستارلينك لعبت دوراً حيوياً في إعادة إنشاء الخدمات الأساسية في أعقاب الهجمات الصاروخية الروسية.

رغم ذلك، قررت شركة سبيس إكس في وقت سابق من هذا العام تقييد استخدام ستارلينك الأوكرانية لتشغيل الطائرات بدون طيار. قالت في فبراير الماضي، إن الخدمة “لم يُقصد بها تسليحها مطلقًا”.

وكشفت شركة الصواريخ أيضًا عن فرع عسكري من ستارلينك أواخر العام الماضي، أطلق عليه اسم “ستارشيلد” (Starshield) ويستهدف الوكالات الحكومية وسيستخدم تقنيات ستارلينك لدعم جهود الأمن القومي.

التلوث الضوئي والاصطدامات

مع استمرار سبيس إكس في زيادة عدد الأقمار الصناعية، واصل علماء الفلك إثارة مخاوفهم بشأن كيفية تأثير ستارلينك على التلوث الضوئي في الفضاء، فضلاً عن احتمالية اصطدام الأقمار الصناعية.

حاولت الشركة معالجة المخاوف بشأن التلوث الضوئي من خلال ترقية أقمار ستارلينك لتقليل سطوعها.

وقالت وكالة ناسا في عام 2022 إن خطط ماسك لإطلاق حوالي 42000 قمر صناعي قد تتداخل مع مهامها، وتولد حطامًا فضائيًا، وتزيد من مخاطر الاصطدامات.

في ذلك الوقت، كانت سبيس إكس سريعة في معالجة مخاوف ناسا، قائلة إن موثوقية شبكتها الفضائية تبلغ أكبر من 99٪، مضيفة أنها نفذت “نظامًا متقدمًا لتجنب الاصطدام”.