أخبار الآن | دبي – الإمارات العربية المتحدة (مرصد المستقبل)

يستمر الإبداع البشري بالتمدد في اتجاهات متعددة. ويحقق الباحثون كثيراً من الإنجازات غير المسبوقة في كافة المجالات، سعياً إلى حياة أفضل للبشر في كافة أنحاء العالم.

اقرأ أيضا: جهاز تحليل للأطياف يفك شيفرة أفكار المصابين بالشلل

وتمكن أطباء في الهند مؤخراً – وهي الدولة التي تعيش حالة من الفخر بعد تحطيم الرقم القياسي لإطلاق الأقمار الاصطناعية – من إجراء أول جراحة على المستوى الوطني لترميم العمود الفقري بالطباعة المجسمة "ثلاثية الأبعاد".

فقدت المريضة، البالغة من العمر 32 عاماً، القدرة على المشي بسبب إصابة شديدة بمرض السل. يؤثر هذا المرض عادة على الرئتين، لكنه انتقل إلى الحبل الشوكي للمريضة بسبب الضعف الشديد الذي أصاب النظام المناعي نتيجة تناولها أدوية للعقم.

تسبب السل بالضرر للفقرات الرقبية الأولى، والثانية والثالثة، ما أدى إلى زوال الارتكاز بين الجمجمة والجزء السفلي من العمود الفقري.

نتج عن تضرر الحبل الشوكي وضعية وقوف منحنية، وضعف في الأطراف، وميلان لاإرادي للرأس إلى الأمام. ولو بقيت هذه الحالة دون علاج، لتسببت بالموت المؤكد للمريضة. غير أن فريقاً من الجراحين في مستشفى جورجاون قدم حلاً مثيراً للاهتمام.

طباعة عمود فقري

عمل فريق من الجراحين بقيادة الدكتور ف أناند نايك، وهو مستشار رئيس لجراحة العمود الفقري في معهد ميدانتا للعظام والمفاصل، على استبدال الفقرات المتضررة بنسخة من التيتانيوم مصنوعة بالطباعة المجسمة. فطبع الفريق أولاً عموداً فقرياً مستعار بحجم يناسب جسم المريضة تماماً، مستدلين بصور الأشعة المقطعية والرنين المغناطيسي.

وبعد هذا أجرت فرق تصميمية من الهند والولايات المتحدة والسويد العديد من التجارب لاختبار الميكانيك الحيوي ومقاومة الإجهادات، ثم تمت طباعة الزرعة النهائية من التيتانيوم.

أدخل نايك وفريقه بعد ذلك القطعة البديلة بين الفقرتين الأولى والرابعة، لملء الفراغ في العمود الفقري المتضرر.
وأُجريت الجراحة لمدة عشر ساعات في سباق مع الزمن، و قال د. نايك لاحقاً لصحيفة هندوستان تايمز: كانت جراحة بالغة التعقيد، وكان وضع المريضة يتردى يوماً بعد يوم. لم نكن لنحقق هذا الإنجاز بدون تقنية الطباعة المجسمة.

ويتوقع تعافي المريضة كلياً وعودتها إلى حياتها الطبيعية خلال أسبوعين. وتعد رحلتها نحو الشفاء تاريخية فعلًا، إذ شفيت حالة مستعصية بفضل جهود دولية تجاوزت التفكير الطبي التقليدي. وقد تتحول هذه السابقة إلى ممارسة اعتيادية تنقذ أرواح كثيرة، لكن يكفي اليوم إنقاذ حياة واحدة فقط.

اقرأ أيضا: 
 سوريان يخترعان جهازاً محمولاً لحماية أدمغة الرضع المصابين بنقص الأوكسجين

سراويل وجوارب وأكمام ضاغطة ذات تقنية فائقة لتحسين قدرة المرضى على الحركة