أخبارالآن | لندن- بريطانيا – (وكالات) 

كشفت دراسة بريطانية حديثة عن جدوى استخدام الرسائل النصية (اس ام اس) لتذكير المرضى بمواعيد تناول الادوية، خاصة اليومية منها.

وتؤكد النتائج ان التذكير برسائل نصية يعمل على تحسين تناول الأدوية وامتصاصها بنسبة 64 بالمئة ولا يعمل فقط على منع إهدار الملايين على عقاقير طبية لا يتناولها المرضى، وانقاذ العديد منهم ممن هم بحاجة ماسة لتناول عقاقير مكافحة الكوليسترول.

وقام باحثون في معهد وولفسون للطب الوقائي بجامعة كوين ماري بلندن، بدراسة تأثير التذكير بالرسائل النصية على مدى انتظام تناول الأدوية لمجموعة من 301 مريض يتناولون أدوية يوميا.

وقسم العلماء المرضى إلى مجموعتين متساويتين عدديا، بحيث يتم إرسال رسائل نصية بشكل منتظم إلى المجموعة الاولى فيما يتم تجاهل الثانية.

وواظب الباحثون في مرحلة اولى طيلة اسبوعين عللى ارسال النصوص بشكل يومي، قبل زيادة المدة لتكون مرة واحدة كل عدة أيام خلال الأسبوع الواحد وذلك لمدة أسبوعين متتاليين.

وتم في مرحلة نهائية رفع المدة إلى مرة واحدة اسبوعيا لمدة 22 أسبوعا متتاليا.

واتضح للدارسين بعد تقييم النتائج أن تسعة بالمئة فقط من المجموعة الأولى التي تم مراسلتها برسائل قصيرة على هواتفها لم تنتظم في تناول أدويتها اليومية، اذ تناول 14 مريضا فقط من المجموعة ما هو أقل من 80 بالمئة من الأدوية الموصوفة له، مما يثبت نجاح الرسائل في مساعدة المرضى على تذكر موعد أدويتهم حتى بعد زيادة المدة بين كل رسالة تذكير وأخرى.

من جهة اخرى ارتفعت نسبة من لم ينتظمون في تناول أدويتهم اليومية إلى 25 بالمئة من المرضى بالمجموعة الثانية التي لم يتم مراسلتها بأي رسائل خلال فترة التجربة، كما لاحظ الباحثون وجود بعض الأفراد توقفوا تماما عن تناول الدواء بنفس المجموعة.

ووفقا لدافيد والد، الطبيب متخصص بأمراض القلب وأحد أعضاء الفريق البحثي، فان واحدة من أهم المشاكل التي تسبب في فشل مهمة الأدوية والطب بشكل عام، هي مشكلة عدم تناول الدواء الموصوف بانتظام.

ويعتقد والد ان "الرسائل النصية القصيرة قد تمثل حلا بسيطا وفعالا لتلك المشكلة، كما تساعد تجربة مثل الحصول على ردود من المرضي عقب تناولهم للدواء على تحديد ما إذا كان مريضا يواجه مشكلة وفي حاجة إلى المساعدة".

وتثبت النتائج المتوصّل إليها إلى أن تذكير المرضى برسائل نصية لمواعيد تناول أدويتهم يعد وسيلة بسيطة ذات مردود غير متوقع.

يذكر ان ظهور تطبيقات التراسل عبر الهواتف مثل "واتس اب" عام 2009، شكل تهديدا لشركات الاتصالات المتنقلة، وقدّر مشغّلو الشبكات خسائرهم بحوالي 23 مليار دولار في عام 2012 جراء تراجع الرسائل النصية مقابل رسائل "تطبيقات التراسل" التي لا تكلف شيئا.