دبي , الإمارات العربية المتحدة , 24 ديسمبر ، متفرقات , أخبار الآن –

تزدهر أعمال هذه الشركات خصوصا بفضل الملاجئ المحصنة التي بناها الجيش السويسري في منطقة الألب أيام الحرب الباردة والتي باتت السلطات تتخلى عنها شيئا فشيئا.
ومن أبرز هذه الملاجئ ذلك الذي يقع بالقرب من منطقة آتينغهاوزن في قلب سويسرا والذي يبقى عنوانه المحدد طي الكتمان. وقد أصبح هذا الملجأ المحصن الممتد على 15 ألف متر مربع ملك شركة “ديلتاليس” السويسرية التي أسست فيه سنة 2011 مركز معطيات معلوماتية يمتد على 600 متر مربع.
وهذا الملجأ الذي يقع في قلب الجبل والمحمي بأبواب فولاذية مضادة للنووي تزن 4 أطنان كان المقر العام السابق للجيش السويسري. ويعمل 12 شخصا لا غير في هذا الموقع الذي تنتشر فيه الأروقة وأحواض المياه الجوفية وتغطي خرائط عسكرية قديمة من أيام الحرب الباردة جدرانه.

ولا بد من الخضوع لتدابير أمنية عدة قبل الدخول إليه، مثل تقديم بطاقة الهوية والتأكد من بصمة شبكة الأوعية الدموية التي هي أكثر فعالية من البصمة الرقمية قبل تجاوز باب مضاد للنووي ينفذ إلى قاعة بيضاء ناصعة تنتشر فيها الكاميرات والأجهزة المعلوماتية الموصولة دوما مثل تلك التي تصور في أفلام الخيال العلمي.

وتختزن هذه الآلات معطيات الزبائن الذين يرغبون في الحفاظ على نسخة من بياناتهم لاستخدامها في حال تعرضت أجهزتهم لعطل معلوماتي أو كهربائي أو هزة أرضية أو هجوم إرهابي. وينبغي حماية هذه المعطيات من أي ضرر أو تدخل خارجي.
وفي عصر التجسس الإلكتروني، تستفيد مراكز تخزين المعطيات السويسرية الخمسة والخمسين من الأمن والاستقرار المستتبين في البلاد.
وقد كشفت تسريبات إدوارد سنودن المستشار السابق لوكالة الأمن القومي الأميركية أن عمالقة الانترنت مثل “فيسبوك” و”غوغل” و”سكايب” و”ياهو!” ينقلون معطيات مستخدميهم للاستخبارات الأميركية.
وقال كريستوف أوشفالد أحد المسؤولين عن شركة “ماونت10” التي تضم مراكز بيانات في منطقة الألب تختزن بيانات البرلمان السويسري “بصفتي مواطنا أوروبيا أرغب في القول أولا إن عمليات الأميركيين تدهشني وثانيا إنها تعود بالنفع على نشاطاتنا التي ازدادت ثلاث مرات في برهة من الزمن”. وأضاف بعد فضيحة وكالة الأمن القومي “لم أعد بحاجة إلى أن أبرر للزبائن دواعي دفع المال”.
وتقول سوزان تانر من مجموعة غرينداتا “حتى الشركات السويسرية التي تستخدم خواديم في الخارج تريد العودة إلى البلاد”. وشرح مدير مجموعة “كيوس” المتخصصة في المعلوماتية أن “الزبائن باتوا يدركون بشكل أفضل أهمية حماية المعطيات منذ فضيحة سنودن”.
 
وكشف دومينيك هاوري من معهد الدراسات الاقتصادية في بازل أن سويسرا تتمتع باستقرار كبير وبنى تحتية إلكترونية ومعلوماتية ممتازة، وهي مرشحة بالتالي لأن تصبح “ملاذا آمنا” بفضل تدابيرها المقيدة في مجال حماية المعطيات.
 
وعلى الصعيد التشريعي، تبقى سمعة سويسرا من أكبر مزاياها في ما يخص السرية والأمن، حتى لو كانت هذه الأخيرة قد شوهت إثر تخلي البلاد عن السرية المصرفية.
 
وذكر بيتر غروتر رئيس الجمعية السويسرية للاتصالات بأن “المؤسسات على أنواعها تتمتع بنفاذ إلى المعلومات في البلدان الأخرى. أما هنا، فهي بحاجة إلى إذن من القضاء. وهذه ميزة كبيرة تميزنا عن الولايات المتحدة مثلا”.
 
ويعتبر كثيرون أن سويسرا قد وجدت مجالا جديدا لتبرع فيه في وقت أثر فيه تخليها عن السرية المصرفية على نشاطاتها المالية.