وعقدنا العزم أن تحيا الجزائر.

فعلاً، عقد رجال المنتخب الجزائري العزم أن يرفعوا علم بلادهم عالياً ومعه آفاق العالم العربي وفخره.

نفخر طبعاً بإنجازات عالمية وبكسر أرقام وتواجد المنتخبات العربية على الخارطة العالمية.

اليوم مع 31 انتصار متتالٍ، الجزائر تخطّت فرنسا وتبقّى أمامها 5 منتخبات و7 انتصارات لتتفرّد على رأس اللائحة.

الجزائر اليوم وأمس

أن تشارك الجزائر اليوم المستوى نفسه مع فرنسا والأرجنتين والبرازيل وإسبانيا وإيطاليا، حدث بحد ذاته.

هذا لا يعني الاستخفاف بالمنتخب الذي قارع المانشافت في سابقة تاريخية سُرقت منه المباراة حينها، لكن أن تكون مصرّاً على الانتصار مهما كلّف الأمر لتتخطّى

أهم منتخبات العالم، ذاك لوحده إنجاز.

وبهذا التخطي لمنتخب الديوك، لا يمكن أن نغفل تخطّي الجيل القديم الذهبي لفرنسا الذي حقّق هذا الإنجاز.

لذلك نقول إن لمحاربي الصحراء رسائل يريدون إرسالها.

 

ماذا تخبّئ التفاصيل؟

بمزيج من الخبرة وعنصر الشباب، اكتسح المنتخب الجزائري النيجر بأربعة أهداف نظيفة من دون أن تُهز شباكه، وبذلك تصدّر مجموعته بالتصفيات الإفريفية المؤلهة لمونديال 2022.

كيف لا والخبرة الجزائرية يوقّع عليها كلّ من حارس المرمى مبولحي، ورياض محرز وعيسى ماندي وجمال الدين بن العمري وسفيان فيغولي؟

الجميل أنّ التهديف لم يقتصر على لاعب واحد، قد يرجّح كثيرون أنه يجب أن يكون النجم رياض محرز؛ بل توزّعت الأهداف على أربعة لاعبين في إشارة إلى روح الفريق والتنظيم الهجومي.

روح الفريق لم تقتصر فقط على التهديف، بل هناك من حرّك الوسط بذكاء بقيادة إسماعيل بن ناصر ورياض محرز ومن تصلّب بالدفاع كي لا يسمح للاعبي النيجر الوصول إلى المرمى أو الحصول على فرص ذهبيّة.

 

مدرّب محنّك وكيمياء ملتحمة

لائحة طويلة من الضحايا كتبها محاربو الصحراء، انضمّ إليها مؤخراً النيجر في مناسبتين ساحقتين.

ويبدو أن المدرّب الجزائري الجريء جمال بالماضي يريد أن يتوق إلى تحقيق المزيد مع رجاله، خصوصاً أنه وبالرغم من تقدّمه بهدفين في الشوط الأوّل، طلب من

لاعبيه عدم الرجوع إلى الخلف، وأصاب هدفين آخرين.

رسائل كثيرة ممكن أن نأخذها من حاملي لقب كأس أمم إفريقيا ٢٠١٩؛ اليوم، عينهم ليست فقط على التصفيات المؤهلة لكأس العالم، إنّما أيضاً على تحطيم الأرقام العالمية وجعل العالم كلّه يتفرّج “كيف يُعقد العزم” بالكلمة والفعل.