دبي ، الامارات ، 24 مارس 2014 ، رويترز –

انتهى الصراع الكبير بين ريال مدريد وضيفه برشلونة بتفوق الأخير بأربعة أهداف مقابل ثلاثة في المباراة التي جمعت الطرفين على ملعب سانتياجو بيرنابيو، ضمن منافسات الجولة 29 من الدوري الإسباني.

وقدم الفريق الكاتالوني مباراة مخالفة للتوقعات، إثر المستويات الكبيرة التي يظهرها الفريق الملكي في الفترة الأخيرة وأفضليته باللعب على أرضه وبين جماهيره، إلى أن نجوم البلوجرانا تمكنوا من خطف الأضواء في معقل الغريم التقليدي وانتزاع فوز ثمين قلب الموازين في مشوار المنافسة على لقب الليجا.

ونلفت انتباهكم أعزائنا لبعض الأمور التي منحت الأفضلية لكتيبة تاتا مارتينو:

1 – إبداعات الرسام:

كالعادة، في كل مباراة يخوضها الفريق الكاتالوني يكون الأرجنتيني ليو ميسي هو المستهدف الأول من قبل الدفاعات ولاعبي الوسط للحد من تقدمه وإيقاف تحركاته، لكن في برشلونة وبوجود إنيستا تصبح الأمور أكثر تعقيداً، حيث يمتلك النجم الإسباني قدرات خارقة في الاختراق والتوغل بين دفاعات أي فريق مهما كانت قوته.

وظهر الرسام ليلة أمس في أجمل لوحاته، مستغلا انشغال لاعبي الريال في رقابة ميسي ونيمار ليخطف الهدف الأول، ليكون بعد ذلك المحرك الرئيسي في كل العمليات الهجومية من جانب الضيوف، واستطاع بقدراته العالية بالمراوغة من جعل لاعبي الفريق الملكي يبذلون أكبر مجهود كلما أرادوا تخليصه الكرة.

2 – بيل ورونالدو “بدون فعالية كافية”:

رغم أن النجم البرتغالي تمكن من تسجيل الهدف الثالث لفريقه في شباك البلوجرانا إلى أن ذلك لم يكن كافياً للخروج بالانتصار، حيث أن الفريق الملكي كان يحتاج لقدرات نجمه البرتغالي الخراقة التي لم يظهرها في لقاء الأمس، وذلك بسبب الإغلاق المحكم والرقابة اللصيقة من جانب لاعبي برشلونة.

وكذلك الأمر بالنسبة للجناح الطائر جاريث بيل الذي حاول بذل أقصى مجهود على المستوى الدفاعي لكن حضوره الهجومي لم يثمر بالشكل المطلوب، حيث كان يظهر عليه التسرع في جميع الكرات التي استلمها وحاول الدخول بها لمناطق برشلونة لينتهي بها المطاف لخارج الملعب.

3 – طرد راموس:

الدولي الإسباني ظهر بمستوى جيد خلال مجريات الشوط الأول بالتصدي للعديد من الفرص المواتية للبلوجرانا بحذر وخبرة واضحتين، لكن الدقيقة 63 دمرت كل مجهوداته بلمسه واحدة منحته البطاقة الحمراء ومنحت برشلونة ركلة جزاء عادل بها النتيجة، وذلك بعد تدخله على نيمار داخل منطقة الجزاء.

وبدأت معاناة الفريق الملكي بعد ذلك مباشرة، بعد أن قام أنشيلوتي بالاستغناء عن مهاجمه الفرنسي بنزيمة ليشرك فاران مكانه في قلب الدفاع ليواصل الريال مهمته الصعبة بعشرة لاعبين.

4 – لاعبوا ريال مدريد والحكم:

بغض النظر عن مدى كفاءة الحكم والمستوى الذي ظهر به خلال المباراة من قرارات وأخطاء، لكن القلق والتوتر ظهرا على لاعبي الريال منذ انطلاق صافرة البداية، بسبب الصورة التي بنيت منذ لقاء الذهاب في كامب نو.

وظهر أبناء المدرب أنشيلوتي في حيرة من أمرهم من قرارات الحكم، مما زاد توترهم ودفعهم إلى ارتكاب العديد من الأخطاء ومن اللاعبين الأكثر خبرة بالفريق.

5 – تغييرات تاتا الموفقة:

استطاع المدرب الأرجنتيني تاتا مارتينو من كسب الرهان مجدداً على حساب الخبير أنشيلوتي، ورغم أن التشكيل الأساسي للمباراة كان متوقعا من قبل الفريقين قبل بداية اللقاء، إلى أن الأرجنتيني استطاع من تحديد خياراته بدقة كبيرة واستطاع السيطرة على زمام الأمور في جميع خطوط اللعب.

وكان تاتا قد زج بكل من سانشيز وبيدرو الذين يمتلكان سرعة ومهارة كبيرتين، ليستغل النقص العددي في صفوف الميرنجي ويرفع وتيرة الفريق الهجومية مما دفع كتيبة أنشيلوتي للبقاء في مناطقهم خلال الربع ساعة الأخيرة من المباراة خوفا من تلقي هدف آخر.