مطبخ أخبار الليلة 04-02

كيف يؤذي التسجيل الصوتي المسرب الحرس الثوري الإيراني؟

فضل التسجيل الصوتي المسرب لاتصالات الحركة الجوية الإيرانية، لم يعد باستطاعة الحرس الثوري الإيراني الكذب على المواطنين الإيرانيين وبقية العالم، إذ كشف التسجيل أنهم عندما أطلقوا النار على الطائرة الأوكرانية في 8 يناير، عرفوا على الفور أنها كانت طائرة ركاب. ولكن لماذا استمر الحرس الثوري بالكذب حتى وقت قريب؟

ما الذي جعل التنظيم الذي يفخر بالتسبب في الموت والدمار من سوريا إلى اليمن، يخشى من تحمل مسؤولية إسقاط طائرة مليئة بالركاب المدنيين؟ إليكم تحليلنا:

الحرس الثوري الإيراني غير قلق بشأن تحمل ذنب قتل المدنيين الإجرامي، فليس من الصعب عليهم العثور على كبش فداء وغسل أيديهم من الدماء. الحرس الثوري الإيراني آلة إرهابية والقتل هو ما يفعلونه.

وبشكل ملحوظ وبدرجة كبيرة، الحرس الثوري الإيراني لا يعجبه نوع الإيرانيين الذين لقوا حتفهم بعد إسقاط الطائرة الأوكرانية. كان هؤلاء الأشخاص من بين أفضل المواطنين الإيرانيين تعليمًا وأكثرهم ذكاءً ولمعانًا، مهندسين وأطباء ورجال أعمال وفنانين ممن يتخرجون من أفضل الجامعات في إيران ثم يبيعون كل شيء ليتمكنوا من إقامة حياة حرة ومزدهرة وناجحة في أماكن مثل كندا.

مشكلة الحرس الثوري أعمق مما تبدو عليه، فمنذ ثورة الخميني، لربما للمرة الأولى ترفع الدوائر القوية والفعالة في إيران صوتها حول دور الحرس الثوري الإيراني في المجتمع والاقتصاد وأيضًا في الدفاع عن البلاد، فالحرس الثوري الإيراني هو آلة عسكرية واقتصادية ضخمة لا تخضع للمساءلة أمام أي شخص.

إيران لديها جيش نظامي. ومع ذلك، فقد طغت عليه قوات الحرس الثوري الإيرانية المتعجرفة والتي لا تخضع للمساءلة. المرشد الأعلى علي خامنئي هو من سمح بحدوث ذلك.

الآن، وبعد سقوط الطائرة الأوكرانية، قام خامنئي بإصدار أمرين صادمين، الأول أنه كلف الجيش النظامي بالتحقيق في الحادثة، كما طلب من الحرس الثوري التنسيق مع الجيش النظامي “بشكل أفضل”.

قد تكون هذه التطورات بداية لأن يقرر قادة إيران المنتخبون أخيرًا أن الحرس الثوري الإيراني يجب أن يخضع لسيطرتهم.

يمكن للمجلس الإيراني أن يبدأ بطرح أسئلة مثل “لماذا يشارك الحرس الثوري المسلح وغير الكفء في الدفاع عن المجال الجوي للعاصمة في الوقت الذي تمتلك فيه إيران سلاحًا جويًا مناسبًا؟”

سيتزايد الضغط داخل النظام الإيراني بسبب قطعه أجنحة الحرس الثوري الإيراني. القبول بتقليص دوره يعني قوة ونفوذًا أقل للحرس الثوري الإيراني. أين سيتوقف؟ إن التمرد على مثل هذا الدور المخفض سيثبت أن الحرس الثوري الإيراني أصبح أكثر خطورة حتى بالنسبة للنظام نفسه.

هذا هو السبب الذي يكمن وراء الأهمية البالغة للتسجيل الصوتي المسرب، فهو يوضح أنه ناهيك عن العالم أو المواطنين الإيرانيين، فحتى حكومة إيران لا تستطيع أن تثق في كلمة الحرس الثوري الإيراني، وأنه يجب القيام بشيء للحد من دوره. التسجيل الصوتي المسرب يكشف أن وقت زوال الحرس الثوري الإيراني قد حان، وهذا ما يقلقهم حقًا.