إسرائيل قالت إنها مستعدة لفتح الباب أمام ترحيل قادة حماس

قال مسؤولون إسرائيليون إن تل أبيب مستعدة للسماح لزعيم حماس يحيى السنوار بالمغادرة إلى المنفى، مقابل إطلاق سراح جميع الرهائن وإنهاء حكومة حماس في غزة.

الحكومة الإسرائيلية كانت قد تعهدت في البداية بقتل السنوار والقائد العام لـ “كتائب القسام” محمد الضيف، وفكرة إرسالهم مع أربعة آخرين من كبار القادة إلى المنفى بدلا من ذلك، نشأت بعد بداية الحرب كوسيلة بديلة محتملة لإزالة قيادات حماس من غزة.

وذكر أحد كبار مستشاري رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو: “لا مانع لدينا إذا غادر السنوار مثلما غادر (الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر) عرفات لبنان”، على متن سفينة قبل 42 عاما، مبينا “أننا سنسمح بحدوث ذلك طالما تم إطلاق سراح جميع الرهائن”.

وأفاد مستشار كبير في الحكومة الإسرائيلية بأن “فكرة المنفى لتمهيد الطريق أمام هيئة حكم جديدة في غزة خالية من التطرف كانت مطروحة على الطاولة منذ نوفمبر”.

وناقشت حلقة اليوم من برنامج “ستديو أخبار الآن” هذه الاحتمالية، وأهدافها، وإمكانية تحققها من عدمه.


>

في هذا السياق قال الأستاذ المحاضر في جامعة القدس المفتوحة د. محمود الفروخ: “ما نجحت به إسرائيل في عام 1982 بترحيل القيادة الفلسطينية إلى تونس لن تنجح به في غزة اليوم”.

وأضاف: “عقلية حماس والسنوار وكتائب القسام تختلف، والواقع الميداني مختلف عن الثمانينات”.

ولفت إلى أنه “تم اقتراح ترحيل القيادات من فلسطين وتم رفض هذا المقترح من قبل أسامة حمدان ممثل حماس في الخارج”.

ترحيل قادة حماس.. ما فرص تنفيذ هذا المقترح؟

وأردف: الموافقة على ترحيل القادة الفلسطينيين مستبعد، وحماس سترفض ذلك بشكل تام لأنها تعتبره هزيمة وهو قيمة مضافة لنتنياهو”.

وأكد أن “مقترح ترحيل القادة الفلسطينيين من غزة خبيث، وهو مقدمة لترحيل الفلسطينيين في المستقبل”.

من جانبه أوضح الباحث والخبير في الشأن الإسرائيلي د. علي الأعور أنه “لا يمكن أن يصل نتنياهو إلى صدام عسكري مع مصر”.

ولفت إلى أن “المتغيرات في الشرق الأوسط والمعطيات تغيرت، ولم نعد نعيش زمن الحروب”. وأردف: “هناك شعب يعيش تحت الاحتلال ومن حقه أن يقاوم”.

ترحيل قادة حماس.. ما فرص تنفيذ هذا المقترح؟

وأكد أن “نتنياهو يريد احتلال قطاع غزة، وهذا هدفه المعلن”.

كما أشار إلى أن “نتنياهو يريد عودة غزة إلى الحكم العسكري لسنة كاملة ولاحقاً يريد إدارة مدنية”.

ورأى أن “هناك مخطط لليوم التالي من الحرب، ونتنياهو يفكر أيضاً باستبعاد السلطة الفلسطينية”.

واعتبر أن “هناك مفاوضات في الغرف المغلقة وحماس ونتنياهو سيقدمان تنازلات.. نتنياهو لن يعود من القاهرة إلا بصفقة الرهائن”.

وأضاف: “لو كان الأمر بيد نتنياهو فإن الرهائن لن يكونوا في مقدمة أولوياته إلا أنه مكبل بالرأي العام الإسرائيلي وبالتالي لا يمكنه الخروج عن المزاج العام”.

>

هذا وكشف مصدر مطلع على اجتماع باريس أن الإسرائيليين اقترحوا على الأمريكيين أن يتم “ترحيل ستة من قادة حماس، بما في ذلك السنوار والضيف، خارج غزة، لكن الاقتراح لم يتم تقديمه رسميا إلى حماس، لأن حماس كانت قد استبعدت بالفعل فكرة المنفى”.

وقال مصدران مطلعان على المناقشات داخل الحكومة إن “المنفى كان مجرد واحد من مجموعة من المقترحات التي طرحها الإسرائيليون على الولايات المتحدة والتي تضمنت استبدال حماس بقادة مدنيين يتم اختيارهم بعناية وإصلاح نظام التعليم في غزة”.

وأقر مستشارو حكومة الحرب الذين يعملون على سيناريوهات غزة ما بعد حماس، بأنه من “غير المرجح أن يوافق السنوار على الإبحار إلى المنفى”.

ولفت مسؤول أمني إسرائيلي سابق إلى أن “المنفى هو الحل السحري الذي يريده الجميع، ولكن من غير الممكن على الإطلاق أن توافق حماس على ذلك”.

ووفقا لدبلوماسيين أجانب ومسؤولين أمريكيين سابقين فإن القادة الفلسطينيين والحكومات العربية يشعرون بالقلق من أي مقترحات من إسرائيل حول كيفية حكم غزة في المستقبل.

وأشار جاكوب ناجل، مستشار الأمن القومي السابق لنتنياهو، إلى أن “السنوار لا يزال يعتقد أنه سيخرج من الأنفاق منتصرا.. السنوار لا يهتم بما يحدث لشعب غزة”.

هذا وأمر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو جيشه الجمعة بإعداد “خطّة لإجلاء” المدنيّين من رفح، وسط خشية لدى الولايات المتحدة والأمم المتحدة من هجوم محتمل لإسرائيل على هذه المدينة التي تُشكّل ملاذا أخيرا للنازحين من الحرب في قطاع غزّة.

وأفاد مكتب نتنياهو في بيان بأنّه “يَستحيل تحقيق هدف الحرب دون القضاء على حماس وترك أربع كتائب لحماس في رفح. على العكس، من الواضح أنّ أيّ نشاط (عسكري) كثيف في رفح يتطلّب أن يُخلي المدنيّون مناطق القتال”.

وأضاف البيان “في هذا السياق، أمر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو القوّات والمسؤولين الأمنيّين الإسرائيليّين بتقديم خطّة مركبة لإجلاء السكّان والقضاء على كتائب حماس” وذلك في المدينة التي تُمثّل الملاذ الأخير للنازحين الهاربين من الحرب في القطاع الفلسطيني المحاصر.

وبعد أكثر من أربعة أشهر على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأوّل/أكتوبر، باتت رفح القريبة من الحدود مع مصر، والتي تؤوي أكثر من مليون نازح فرّوا من الدمار والمعارك في باقي مناطق القطاع، محور الترقّب بشأن المرحلة المقبلة.

وحذّرت الولايات المتحدة، أبرز داعمي إسرائيل سياسيا وعسكريا في الحرب، من وقوع “كارثة” في رفح. وقال نائب المتحدّث باسم الخارجية الأمريكية فيدانت باتيل الخميس إنّ واشنطن “لم ترَ بعد أيّ دليل على تخطيط جاد لعمليّة كهذه”، محذّرا من أنّ “تنفيذ عمليّة مماثلة الآن، دون تخطيط وبقليل من التفكير في منطقة” نزح إليها مليون شخص، “سيكون كارثة”.