رواد مواقع التواصل: “دفعة لندن” أساء للعراقيين

مع بدء ماراثون مسلسلات شهر رمضان 2023، أثار “دفعة لندن” جدلًا واسعًا وذلك بعد عرض حلقاته الأولى، حيث لاقى انتقادات من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي في الخليج والعراق.

وإلى ذلك، اعتبر العراقيون أن المسلسل يشوه صورتهم ويُسئ إليهم، وهو ما أغضب الجمهور والناشطين، ويروي المسلسل قصة مجموعة من الطلاب العرب المغتربين الذين يدرسون الطب بإحدى جامعات لندن في فترة الثمانينيات. ويحمل كل منهم أفكاراً وقناعات ومبادئ مختلفة عن الآخرين.

وبعد عرضِ الحلقة الأولى من المُسلسل، ثارت ضجة كبيرة، حيث تصور أحداث المسلسل العراقيات وهن يعملن كخادمات ويتم اتهامهن بالسرقة كما أظهر المسلسل رجلاً عراقياً يرفض مساعدة الفتيات الكويتيات بعد أن سرقت نقودهن ويبصق عليهن بدلا من نجدتهن، ما اعتبره عراقيون تشويهاً لصورتهم.

في المقابل دافع مغردون عن مؤلفة العمل مؤكدين أنها ممنوعة من الكتابة في الكويت. فيما لفتت مغردة إلى أنه إذا كانت هناك إساءة في المسلسل للعراقيين فلينتقدوا صناع العمل بدلا من انتقاد الشعب الكويتي.

دور الفن

وردًا على الانتقادات التي واجهها المُسلسل، قال الفنان ذو الفقار خضر أحد نجوم مسلسل “دفعة لندن”، خلال استضافته في “ستديو الآن” عبر “سكايب”: “أنا اتحدث عن نفسي ولا أرغب في الحديث بلسان صُناع العمل، وأرى أن الشخصية التي تعمل خادمة في المسلسل، لجأت لهذا العمل من أجل أن تُحافظ على نفسها وأسرتها وهي نموذج عصامي”.

"دفعة لندن".. عمل فني يعكس حُرية الإبداع أم تجاوز لحدود الأخلاق؟

وأضاف: “الشخصية في المسلسل التي عملت خادمة لا تسئ للعراقيين، خاصة أنها اُتهمت بالسرقة بالفعل، ولكن اتهامها جاء من قبل فتاة مصابة بداء السرقة”.

ولفت خضر خلال حديثه: “بشكلٍ عام يجب أن يُسلط الفن الضوء على كافة نماذج المجتمع، الإيجابي منها والسلبي”.

الرأي رأيكم

وحول هذا الموضوع، أجّرت “أخبار الآن”، استفتاءً ضمن فقرة الرأي رأيكم، وسألنا المُتابعين: “بعدما أغضب مسلسل دفعة لندن العراقيين لكونه “يُسئ لهم”.. هل ترى الأمر حُرية إبداع أم تجاوز أخلاقي؟

  • حرية إبداع: 19%
  • تجاوز أخلاقي: 81%

ضرورة الترند

من ناحيته، علّق الكاتب والناقد الفني مصطفى الكيلاني، خلال استضافته في برنامج “ستديو الآن” عبر تقنية “الزووم” على مشهدٍ قدّمه المسلسل لرجل عراقي رأى فتيات تعرضن للسرقة ورفض مساعدتهن عندما استنجدن به لأسبابٍ سياسية، وقال الكيلاني: “المشهد غير مُهم، والكثير من الأعمال الدرامية أصبحت تلعب على فكرة (الترند) بشكلٍ أساسي من أجل زيادة عدد المشاهدات”.

"دفعة لندن".. عمل فني يعكس حُرية الإبداع أم تجاوز لحدود الأخلاق؟

وأضاف: “بعض الكُتاب يعتمدون على وضع مشهدٍ صادم يثير الجدل كي يتحدث عنه الجمهور ومن ثم تزيد نسب المشاهدات بشكل أكبر”.

ولفت: “مسلسل دفعة لندن كعمل رمضاني لديه الخلطة الطبيعية لأي عمل فني حيث يجمع بين الكوميديا والتشويق وكذلك قصص متنوعة لعلاقات مختلفة وهو ما تعتمده دومًا الكاتبة هبة مشاري”.

وأوضح الكيلاني في معرضِ حديثه أن: “ليس من الخطأ تجاوز التابوهات والتقاليد في حال كانت تُقدم فكرة مُهمة يستوجب على المجتمع التعرف عليها، بينما أحيانًا نتجاوز التابوهات في خلق فتنة وتقديم أفكار عنصرية وهذا مرفوض”.