تزامناً مع شهر رمضان.. في اليمن مرمّم للنسخ التالفة من القرآن الكريم يشرح آلية عمله

لتلبية الطلب المتزايد خلال شهر رمضان المبارك، تعمل مجلدات الكتب التقليدية في العاصمة اليمنية على مدار الساعة لترميم عشرات النسخ التالفة من القرآن.

يرتفع الطلب خلال الشهر عندما يصوم الناس من الفجر حتى الغسق، ويقضون وقتًا أطول في قراءة القرآن وتلاوته.

ويوضح هاشم السراجي، حبَاك مصاحف وكتب، عملية الترميم الدقيقة وتجليد المصاحف قائلا إنها تبدأ بوضع أنواع معينة من الورق والنسيج على المصحف قبل لصقها، وإضافة أغلفة صلبة وعلامات مرجعية، وأخيرا تُترك المصاحف والكتب المجلدة في الشمس تجف بين لوحي خشب لضغطها لمدة 24 ساعة.

وفصَل ذلك قائلا “أول حباكة الكتب نقوم بتركيب أول شي تركيب الشرايح حق العمل، البز (القماش) هذا أول شي نركب القرطاس، وبعد ما نركب القرطاس نركب البز، وبعد ما نركب البز نقوم بخياطته بالشكل هذا”.

ترميم المصاحف.. عمل ينتعش في اليمن خلال شهر رمضان

ويشرح هاشم السراجي العملية أكثر قائلا “بعدما كملنا خياطة المصحف كامل وطرحنا لها القماش وخيطنا البز أو القطن والليلون (بوليستر) وركبناه مع البز، وذا الحين نقوم بتطبيق الجلد بالغراء (مادة لاصقة) الذي نسبره إحنا (نحن نصنعه)”.

ويتابع شرحه مضيفا “نحن نقوم بغروى الكتاب ونفعل الغراء عليه كامل عند البز والجلد، آخر مرحلة ذا الحين تركيب الجلد.

وأضاف: “نحطه الآن في هذه الملزمة ويجلس خلال 24 ساعة ما يفتك من الملزمة لأن إذا افتك من الملزمة بتعطف الكتاب والعمل ما يسبرش (يخرب) نلزمه بالملزمة هكذا تماما وتعرضه على الشمس 24 ساعة”.

ويقول إبراهيم الزيدي إنه جاء من محافظة المحويت، على بعد نحو 115 كيلومترا غربي صنعاء، لإحضار مصاحف بحاجة إلى ترميم.

وأضاف: “جيت من محافظة المحويت من مديرية شبام كوكبان، جبت معايا مصاحف، 47 مصحف، على أساس نحبكها لأن كان فيها تمزق، وأي مسجد يحتاج ولديه ختم (مصاحف) ممزقة يجيبهم ونحن نصلحهم على حسابنا الشخصي، وفي رمضان بالأخص كلهم (الناس) يشتهوا يدرسوا”.

وقال فؤاد عبدالله، صاحب دكان حباكة المصاحف والكتب، “هذا نموذج بعد الحباكة يعني تقع جميلة وتقع مخيطة تمام، وبعدين تفتحها هكذا، أبصر (أنظر) هذه كيف هي مخيطة كذا، وهذا قبل الخياطة أبصر (أنظر) كيفها تنتقل”.

وخلال شهر رمضان يملأ المصلون أروقة الجامع الكبير بصنعاء ومئات المساجد في أنحاء العاصمة اليمنية للصلاة وتلاوة القرآن.

وقال محسن العماد، من سكان صنعاء، متحدثا عن رجل بجواره يشاركه التلاوة “نحن نتدارس القرآن الكريم،… تقول هو المعلم وأنا المتعلم، يعلمني أحكام التجويد والطريقة والله يطرح البركة إن شاء الله”.

ويقول محمد الجندبي، وهو من فقهاء الجامع الكبير بصنعاء، “الحمد لله أنهم (اليمنيون) يهتمون به (القرآن) ويحافظوا عليه من ناحية تغليفه، من ناحية عزه، من ناحية تدبره، من ناحية الاستقامة بحدوده من الحلال والحرام وتطبيق ما قاله الله سبحانه وتعالى”.