مصر تستضف “كوب 27” في شرم الشيخ

ناقشت حلقة الثلاثاء من برنامج “ستديو الآن”، اجتماع ممثلي حوالي مئتي دولة في مدينة بون لبحث سبل تعزيز مكافحة الاحترار، ومفاعيله المدمرة وإقرار وتوسيع المساعدة للفئات الأكثر هشاشة، سعيا لإعطاء دفع للمؤتمر المقبل حول أزمة المناخ المقرر عقده في نوفمبر في مصر.

وبعد ستة أشهر على مؤتمر المناخ “كوب 26” الذي عقد في غلاسكو وأكد على هدف الحد من ارتفاع حرارة الأرض بمقدار 1,5 درجة مئوية، وهو هدف يبدو مستحيلا حاليا في وقت ارتفع متوسط درجة حرارة سطح الأرض حتى الآن 1,1 درجة مئوية مقارنة بمستوى عصر ما قبل الصناعة، ستسعى هذه “الجولة المرحلية” من المفاوضات حول البيئة للحفاظ على التقدم الطفيف الذي حققه المؤتمر.

شهد العالم منذ ذلك الحين، الغزو الروسي لأوكرانيا وانعكاساته على أسواق الطاقة والمواد الغذائية.

وأعلنت رئيسة وكالة الأمم المتحدة للمناخ التي تتخذ مقرا في المدينة الألمانية باتريسيا إسبينوزا  قبل انعقاد الاجتماع “إننا بحاجة إلى قرارات وخطوات الآن ويعود لكل البلدان أن تحقق تقدما في بون”.

أزمة المناخ.. هل يجد "كوب 27" في مصر الحل؟

من ناحيته قال البرفسور أحمد الملاعبة، أستاذ الجيولوجيا والبيئة والتغيرات المناخية في الجامعة الهاشمية بعمّان، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” إن الإرادة العالمية ليست بمستوى التغيرات المناخية، وهناك تهرب من الدفع المالي وهجوم صناعي لإغراق الأسواق بالمواد الهيدروكربونية.

وأضاف الملاعبة أن هناك انهيار في الفكر المطروح، مشيرًا إلى الهجوم الصناعي من قبل الدول الصناعية الكبرى، وكذلك التهرب من دفع الالتزامات المادية التي من شأنها مكافحة التغيرات المناخية.

وقبل أشهر قليلة من مؤتمر “كوب 27” المقبل بين 7 و18 تشرين الثاني/نوفمبر في شرم الشيخ بمصر، لا تزال بعض النقاط عالقة.

وفي طليعة هذه النقاط خفض انبعاثات غازات الدفيئة التي تتسبب بالاحترار. وطلب اتفاق غلاسكو من الأطراف “إعادة النظر وتعزيز” أهدافهم للعام 2030 ” للتماشي مع أهداف اتفاق باريس لخفض درجة الحرارة بحلول نهاية العام 2022″.

وشهد اتفاق باريس الذي أبرم عام 2015 ويشكل حجر الأساس في مكافحة أزمة المناخ، موافقة الدول الموقعة على حصر الاحترار بـ”أقل بكثير” من درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل العصر الصناعي، و1,5 درجة إذا أمكن.

من ناحيته، قال سعيد شكري، المستشار في قضايا البيئة والتغيرات المناخية، في حواره مع سونيا الزغول لبرنامج “ستديو الآن” إن الطريقة التي يجري بها الحوار حول أزمة المناخ العالمي، هي السبب في الوصول إلى هذه النتائج السلبية.

وأوضح أنه يجب الوقوف أمام سؤال مهم ، وهو “إلى أي حد يمكن أن تكون هذه المفاوضات فعالة ولها تأثير في أرض الواقع”، مشيرًا إلى أهمية “كيفية الحد من ارتفاع الغازات الدفيئة للحد من ارتفاع درجات الحرارة”.

ويرى الخبراء أن العالم يتبع حالياً مساراً كارثياً مقدرين أن يبلغ الاحترار 2.8 درجة مئوية. ولم تقدم سوى دول قليلة التزامات جديدة بالأرقام. ويتعين بالتالي إنعاش الجهود من أجل أن يفضي مؤتمر المناخ في شرم الشيخ إلى «تدابير جريئة وملموسة مدعومة بخطط محددة» من أجل تحقيق التغير الضروري «قبل أن يفوت الأوان»، على حد قول إسبينوزا.

وقال مدير معهد البحث حول وطأة التغير المناخي في بوتسدام يوهان روكسروم، إن هناك في الوقت الحاضر فصلاً بين الأدلة العلمية على أزمة عالمية ترتسم مع وطأة لا يمكن تصورها على المناخ، وقلة التحرك. ومن الملفات الساخنة المطروحة في بون المساعدة التي يترتب على الدول الغنية التي غالباً ما تكون مسؤولة عن أعلى انبعاثات للكربون، تقديمها للدول الفقيرة التي تتحمل قدراً أقل من المسؤولية عن الاحترار لكنها غالباً ما تكون في الصفوف الأمامية لمواجهة مفاعيله. ولم تتحقق حتى الآن الوعود التي قطعتها الدول الغنية في 2020 بتقديم مساعدات بمقدار مئة مليار دولار في السنة للدول الفقيرة لمواجهة تحديات التغير المناخي.