روسيا تواصل غزوها أوكرانيا

  • الرئاسة الأوكرانية ترفض فكرة أن تكون كييف محايدة
  • ضربات روسية ضد مدنيين فارين من مدينة ماريوبول المحاصرة

 

معقدةٌ هي الأزمة الأوكرانية، والكرملين لا يسعى إلى الحل، بل إلى تعقديها أكثر، عن طريق وضع شروطٍ تعجيزية، وهو ما كشف عنه البيان الذي نشرته موسكو والتي طالبت فيه أن تكون “أوكرانيا” دولةً محاية، ولها جيشها الخاص، الذي لا يتدخلُ في النزاعات الإقليمية، مثل النمسا أو السويد، قائلة إنه الحلَ الوسط الذي يُمكن أن يساهم في الخروج من الأزمة.

وأعلن الكرملين، الأربعاء، أن فكرة أن تكون أوكرانيا دولة محايدة ولها جيشها الخاص مثل النمسا أو السويد يمكن أن يكون حلا وسطا محتملا في المحادثات مع كييف.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، قوله “هذا الحل البديل الذي تتم مناقشته في الوقت الحالي يمكن اعتباره حلا وسطا”.

وأشار بيسكوف إلى تصريحات من قبل كبير المفاوضين الروس فلاديمير ميدينسكي، الذي قال في وقت سابق للتلفزيون الحكومي: “أوكرانيا تعرض نموذجا نمساويا أو سويديا من دولة محايدة منزوعة السلاح، ولكن في الوقت ذاته، لها جيشها وأسطولها البحري الخاصين بها”.

من ناحيتها، أعلنت الرئاسة الأوكرانية أنها ترفض فكرة أن تكون كييف محايدة على غرار السويد أو النمسا مطالبة بـ”ضمانات أمنية مطلقة” في وجه روسيا.

وقال المفاوض الأوكراني ميخائيلو بودولياك في تعليقات نشرتها الرئاسة: “أوكرانيا في حالة حرب مباشرة مع روسيا الآن. والنسق لا يمكن أن يكون إلا ‘أوكرانيا'”.

وأوضح أنه يريد “ضمانات أمنية مطلقة” في وجه روسيا يتعهد الموقعون عليها التدخل إلى جانب أوكرانيا في حال حصول عدوان.

ويعدُ الحيادُ السياسي أحد المبادئ الرئيسة والقديمة في سياسة سويسرا الخارجية، والذي ينصُ على ألا تشارك سويسرا في أيّ حربٍ مسلحة بين الدول الأخرى. وهي سياسة مفروضةٌ ذاتيا، ومصممة لضمان الأمن الخارجي وتعزيز السلام العالمي.

وفي النمسا- أصدر البرلمانُ إعلان الحياد في العام 1955 كقانون دستوري، وذلك في نتيجية مباشرة لاحتلال الحلفاء من قبل الاتحاد السوفيتي، والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا بين عامي 1945 و 1955، والتي تم تحريرُ البلادِ منها بموجب معاهدة الدولة النمساوية.

وفي سياق منفصل، أكد الجيش الأوكراني أن ضربات روسية ضد مدنيين فارين من مدينة ماريوبول المحاصرة في جنوب شرق أوكرانيا، خلفت الأربعاء “قتلى” وجرحى بينهم طفل أصيب بجروح خطيرة.

وكتب الجيش على تلغرام إن هجمات صاروخية أصابت قافلة مدنيين في طريقها من ماريوبول إلى زابوريجيا حوالي الساعة 3,30 بعد الظهر (13,30 ت غ)، ونشر صورة الطفل المصاب، تغطيه الدماء.
وأضاف “تشير حصيلة أولية إلى وجود وفيات”.

بعد سلسلة من الإخفاقات، بسبب عدم توقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، تسارعت عمليات الإجلاء في ماريوبول، حيث يفتقر سكان الميناء الاستراتيجي إلى الماء والغذاء.

وأثار قصف الروسي على جناح ولادات في هذه المدينة الأسبوع الماضي احتجاجاً دولياً.

وتستخدم قوافل السيارات ممراً إنسانياً يربط ماريوبول بزابوريجيا شمالًا عبر بيرديانسك، ويبلغ حوالي 270 كلم.