أوضاع أفغانستان تسير إلى الأسوء في ظل حكم طالبان

 

شهر ونصف الشهر مرَّ على عودة طالبان إلى أفغانستان، والحال تبدل وتغيّر إلى حدّ كبير، لكن إلى الأسوأ، وكل الشهادات التي خرجت إلى العلن، تعكس مدى انسداد الأفق، وانقطاع الأمل لدى ألأفغان، الذين فرَّ منهم الكثير إلى خارجِ البلاد، فيما ينتظر كثر الفرصة من أجل الهروب.

وكيف لا يهرب الأفغان ومشاهد الاعداماتِ العشوائية، غيرِ المرتكزة على محاكمات عادلة، تتوالى وتنتشر بكثرة على مواقع التواصل الإجتماعي.

على الصعيدِ الإنساني الوضع ليس أفضل حال فقد حذّرت الأمم المتحدة، من أن أفغانستان معرضة لخطر الجوع الوشيك، مع اقتراب فصلِ الشتاء وتعطلِ الخدمات.

وقالت المنظمة الدولية إنّ الوضعَ في أفغانستان حرج فيما ثلث الشعب الأفغاني الذي يعد ثلاثة وثلاثين مليون نسمة، يهددُه الجوع الوشيك وذلك عدا عن القلق بشأنِ كيفية تقديم الرعاية الصحية.

يجري ذلك فيما يحاول قادة طالبان تصوير الحركة على أنها أصبحت أكثر اعتدالاً مما كانت عليه عندما حكمت أفغانستان بين عامي 1996 و2001 وقد منعت حينها النساء من المدرسة والعمل ولم تسمح لهن بمغادرة المنزل إلّا مع مرافق.

وقد وعدت الحركة باحترام حقوقِ المرأة في إطار الشريعة الإسلامية، لكن الكثير من الأفغان والمراقبين ما زالوا متشككين.

وتشكل قضية حقوق الإنسان في أفغانستان أهمية بالغة للمجتمع الدولي، حيث يتهم الأفغان حركة طالبان بالقمع الممنهج، وسط مخاوف دولية من قمع متواصل وتحديدا لحقوق المرأة.

ويشأن ذلك يقول القيادي بطالبان لأخبار الآن: “نحن نطمئن العالم بأن حقوق الإنسان محفوظة في أفغانستان، وقبل مجيئنا كان الأفغان في خطر أمني، وحقوقهم ضائعة، ولكن مع مجيئ طالبان، فإن تلك الأفعال أدت لضياع حقوق الأفغان لن تحدث مجددا”.

وتابع قائلاً: ” نسعى لزيادة الاهتمام بحقوق الانسان، وكذلك المرأة، ونلتزم بالحقوق الشرعية للسيدات بحسب الشريعة والسياسات المتبعة في طالبان”.

ويعتبر الكثيرون طريقة وصول طالبان إلى الحكم  في أفغانستان بالغير شرعية، ما قد يجعل القرارات التي يصدرونها غير دستورية.

كما يتساءل العديدون عن طبيعة الحياة الديمقراطية في أفغانستان، وامكانية وجود انتخابات رئاسية تؤدي إلى وجود رئيس أفغاني بتصويت المواطنين، حيث قال ذبيح الله إن هذا الأمر له عدة أبعاد، أهمها البعد الشرعي.

وقال: “هذا الأمر مطروح لدى علمائنا، يتباحثون في وجود تلك الانتخابات ضمن الشريعة، حيث أن للانتخابات جوانب سلبية مثل الرشوة وخلافه، لذا فإن شورى العلماء والخبراء يدرسون هذه الفكرة حاليا”.