مقتلُ أحدِ أكبرِ المتطرفين المتشددين في إفريقيا، أبو بكر محمد شيكاو، على يدِ متشددين متنافسين، يسلّطُ الضوءَ على ما يحدثُ في مناطق غربِ إفريقيا والساحل الكبير بين المتشددين. فلماذا يتقاتلون فيما بينهم؟ وما هو دور داعش في القتال؟

الخلافات في عالم المتشددين تختمر، إذ أنّ تداعيات الإحتكاك تتراكم بين القيادة العراقية المركزية لتنظيم داعش وامتيازات فروعه في غرب إفريقيا والساحل، ولا بد من أن يكون لها تأثيرٌ كبيرٌ على جهود التنظيم للإنتشار في القارة السمراء.

لكن قبل الحديث عن داعش وخلافاته في إفريقيا، نتوقف مع الحدث الأهم، والذي يخصُّ زعيم بوكو حرام ابو بكر شيكاو.

هل قتل أم مازال على قيد الحياة خصوصاً أنّها ليست المرة الأولى التي يتمَ فيها الإعلان عن مقتله ثمّ يعود ويظهر في تسجيل ليكذب الخبر.

ثمّة تسجيل صوتي يُعتقد أنّه صدر يوم الأربعاء الماضي وقد حمل عنوان رسالة إلى فرنسا، ويرجح أنه كان قبل الحادثة، تحدث فيه شيكاو عمّا أسماه غدراً تعرض له من قبل مقربين له. ومن النتظر أنّ يصدر بيان تفصيلي قريباً وفق ما تم التداول به، عن ولاية غرب إفريقيا يحمل بعض التفاصيل.

نحن في أخبار الآن تمكّنا في فكّ شيفرة رسالة شيكاو إذا صح التعبير، كونُها وجّهت بلغة الهوسا، وهي لغة محلية، ويقول فيها شيكاوي: على لقد ثبت أنّه تمّت خيانتُنا من الداخل وبعض أفرادِنا تعاملوا مع الدول الغربية.

ويتابع أنّ الأشخاص الذين وضعنا ثقتنا بهم، هم الذين تعاونوا مع الأعداء، وبسبب هذه الخيانة الداخلية لقد قُتلنا وجُرح الكثير منا، وأدعو إلى الصبر ومواصلة الجهاد ضد داعش.

وقد استخدم شيكاو لغة الهوسا في دلالة على أنّ الرسالة موجهة إلى أفراد جماعته، وتتضمن بعض الكلمات المشفرة لا يفهمها إلّا متحدثو لغة الهوسا.

بعد هزيمته في العراق واندثار حلم دولة الخلافة يعاني تنظيم داعش في إفريقيا من صراعات داخلية ضارية، تزيد الفجوة بين فرعي الصحراء الكبرى والساحل.

فما هي نقاط الخلاف بينهما، وكذلك أين القاعدة التي تسعى للحفاظ على البساط تحتَها من ذلك؟