الكاظمي يوجه رسالة شديدة اللهجة إلى إيران

رسائل قوية أودعها رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي في صندوق بريد إيران، مفادها أن عليكم بكبح جماح المليشيات، مشيراً إلى أنه سيقوم بمواجهتها ومهدداً بأنه سيعلن بوضوح عمن يدعمها.

رسائل “الكاظمي” إلى إيران، تعني أن الوضع في العراق اختلف كثيراً عن الحكومات السابقة التي سمحت لإيران بالتوغل والانتشار داخل بغداد، والتحكم في مراكز صنع القرار، والأوضاع الاقتصادية والسياسية والعسكرية لبلاد الرافدين، ولذلك يريد “الكاظمي” استرداد سيادة العراق بعد التوغل الإيراني فيها لسنوات عدة، ومن ثم إعادة التوازن للقرار العراقي الخارجي، والانفتاح على دول المنطقة العربية.

مطالب الكاظمي جاءت رداً على العرض العسكري المشؤوم الذي قامت به ميليشيات “ربع الله”، عندما نزل أفرادها مدججين بالسلاح بشكل علني في وسط بغداد، شجبت الوجود الأمريكي وهددت بقطع أذن الكاظمي، أمر فسره البعض على أنه سعي واضح إلى تقويض رئيس الوزراء.

تصريحات الكاظمي تزامنت مع انطلاق الجولة الثالثة من المحادثات الاستراتيجية مع واشنطن، وهي الأولى في عهد الرئيس جو بايدن.

المحادثات ركزت على مجموعة من القضايا ، بما في ذلك وجود القوات القتالية الأمريكية المتبقية في العراق والجماعات المدعومة من إيران التي تعمل خارج سلطة الدولة.

رسائل الكاظمي كانت سبباً في زيارة قائد فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني إسماعيل قاآني هذا الأسبوع إلى بغداد، حيث التقى قادة ميليشيات وقادة سياسيين مدعومين من إيران ودعا إلى الهدوء، وفق ما كشف سياسي عراقي رفيع المستوى.

تصريحات الكاظمي جاءت بعد المرحلة الرابعة من العملية الأمنية المعروفة باسم “أبطال العراق” بقيادة القوات العراقية، لتطهير المناطق الحدودية مع إيران، وبعد سيطرة القوات العراقية على المنافذ الحدودية مع إيران، حيث أكد “الكاظمي” خلال زيارة لـ”منفذ مندلي” الحدودي، أن مرحلة إعادة النظام والقانون بدأت ولن تسمح العراق مرة أخرى بسرقة المال العام في المنافذ الحدودية

أيضاً التصريحات جاءت مدعومة بحديث للناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية، بأن هناك مليوناً و800 ألف عنصر عسكري ضمن قوام القوات الحكومية يأتمرون بأوامر مباشرة من مصطفى الكاظمي في فرض الأمن وملاحقة العناصر الخارجة عن القانون.

 

 

ضيوف الحلقة: السيد معن الجبوري خبير استراتيجي ومستشار وزارة الدفاع العراقية سابقاً، ومن أربيل الدكتور مهند الجنابي أستاذ العلوم السياسية أربيل.