ستديو الآن 22-11-2019
رفع المتظاهرون في لبنان مجسم شعار الثورة في ساحة الشهداء وسط بيروت بعد إحراقه فجر يوم الجمعة من قبل مجهوليين.
ونظم المحتجون في لبنان احتفالات ضخمة بمناسبة عيد يوم الاستقلال، في الموقع المخصص عادة لاحتفالات الجيش بهذه الذكرى كل عام.
وشارك عمال وأطباء وطلاب وأجانب وموسيقيون وأمهات في المسيرة عبر الشارع الرئيسي للساحة، وشكلوا أكثر من 40 مجموعة تمثل “أفواجا” تحاكي أفواج الجيش في استعراضه العسكرية.
وكانت قد أقامت قيادة الجيش اللبناني عرضاً عسكرياً رمزياً في مقر وزارة الدفاع في ساعات النهار الأولى، برئاسة الرئيس اللبناني ميشال عون وحضور رئيس مجلس النواب نبيه بري، ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري.
وقالت المتظاهرة لارا حايك، إنهم أرادوا تنظيم احتفالات شعبية مثل التي ينظمها الجيش كل عام، حسبما أشارت وكالة “أسوشيتد برس”.
وأضافت أن المحتجين قرروا أن يكون احتفال عيد الاستقلال هذا العام للشعب أيضا، مشيرة إلى أن “الشعب هو من بدأ هذه الثورة والشعب كله يريد المشاركة والتعبير عن فرحه بعيد الاستقلال”.
وكتب شخص عبارة: “هذا عيد الاستقلال الشعبي. الاستقلال عن سلطة الفساد. 22 نوفمبر جاء بطعم مختلف”.
وانطلقت “شعلة الاستقلال” من عكار شمال لبنان مروراً بطرابلس والبترون وجبيل والزوق وجل الديب، لتتوقف في ساحة الشهداء حيث كان في استقبالها المئات وسط الهتافات والتصفيق والنشيد الوطني والتلويح بالأعلام اللبنانية.
وتوزع العرض المدني على عدد من الأفواج، كفوج الأمهات، فوج الطناجر، فوج الأطفال، فوج العسكريين المتقاعدين، فوج العمال، فوج الموسيقيين، فوج الأطباء، فوج الطلاب، فوج الطيران، فوج الرياضة، فوج المهندسين وفوج الإرادة الذي يمثل ذوي الحاجات الخاصة، وغيرها من القطاعات، مع تجهيز رايات باسم كل فوج. وقد انضم الى هؤلاء مسيرة مؤلفة من مهنيين من أطباء وجامعيين ومثقفين وفنانين وإعلاميين، تردد هتافات “ثورة عالطائفية بدنا دولة مدنية”.
وكان قد قام عدد من العسكريين المتقاعدين بتدريب أفواج مدنية على العرض المدني. وقد نصبت الحواجز الحديدية على جوانب الأرصفة حتى يتسنى لمن يريد مشاهدة العرض الوقوف خلفها، في مشهد يحاكي العرض العسكري للجيش.
وفي بلدة راشيا الوادي في البقاع الغربي، حيث تقبع قلعة راشيا الملقبة بقلعة الإستقلال، احتشدت جموع غفيرة في سوقها الأثري من مختلف المناطق، بدعوة من الحراك الشعبي في راشيا وهيئات المجتمع المدني المؤيدة له، وتوجهت في مسيرة إلى القلعة التاريخية أو ما يعرف بحصن 22 تشرين حيث اعتصم المحتشدون في باحة مدرج القلعة، وأطلقوا الهتافات المؤيدة للحراك وشعارات رافضة للمحاصصة والفساد، كما حيوا الجيش لمواكبته المعتصمين وتوفير الأمن لهم.
أما في طرابلس، التي لقبت بـ”عروس الثورة”، انطلقت مسيرات شعبية في الشوارع، وحمل المشاركون الأعلام اللبنانية ورايات الجيش، مرددين هتافات تطالب بـ”تشكيل حكومة إنقاذ وطني تعمل على محاسبة الفاسدين واسترداد الأموال المنهوبة ومعالجة الوضعين الإقتصادي والإجتماعي”.
وفي ساحة تقاطع إيليا في مدينة صيدا جنوب لبنان صباح اليوم، احتفل أهل صيدا بعيد الإستقلال من خلال تنظيم فطور جماعي تحت عنوان “ترويقة عالحصيرة.. منجيب أكلنا معنا ليصير بيننا خبز وملح”. إضافة الى تشكيل علم لبناني ضخم في الساحة، بمشاركة حشود من المتظاهرين تحت شعار “للعلى للعلم”، وقد سبق ذلك مسيرة “شعبية مدنية”، إنطلقت من ساحة الشهداء إلى الساحة على تقاطع ايليا.
Photo: REUTERS/Andres Martinez Casares