روت “محاربة سرطان الثدي” ميساء رعد، في برنامج نون، قصتها مع ذلك المرض، إذ أنّها أصيبت به عندما كانت في سنّ الـ22، شُفيت لاحقاً لكن عاد إليها بعد 4 سنوات، مشيرةً إلى أنّ التنبه للأمر باكراً من قبل الشابات أمر ضروري، ويجب عدم التساهل مع ذلك على اعتبار أنّ ذلك المرض يصيب السيدات فوق سنّ الخمسين عاماً.

وكشفت ميساء، وهي أم، أنّ السرطان عاد إليها ليصيبها أيضاً في الكبد في فترة لاحقاً، لتبدأ مرّة جديدة رحلة العلاج ومحاربة السرطان، لافتةً إلى أنّ تفكيرها قد تغيّر كلّياً، إذ أنّها عندما أصيبت بالسرطان لأوّل مرة، كان همّها الأول كيف يمكن أن تحافظ على شكلها الخارجي، بينما بات الأمر اليوم بالنسبة لها، كيف يمكن أن تحافظ على حياتها من أجل ابنها.

نون.. شهادتان مؤثرتان لناجية من سرطان الثدي وأخرى ما زالت تحاربه

نسبة الموت بسبب السرطان انخفضت

من جهتها، أخصائية أمراض الدم والأورام الدكتورة هبة المقدم، قالت إنّ سرطان الثدي هو أكثر شيوعاً لدى النساء، وهو من أكثر الأورام التي يمكن أن تسبب وفاة لديهن، ومن هنا فإنّ الكشف المبكر مهم جداً من أجل اكتشاف المرض في المراحل الأولى، حتى يُسمح لنا كأطباء، مساعدة المريض أو المريضة لمحاربة هذا النوع من السرطانات.

وأشارت إلى أنّ النسب في الإصابات مرتفعة، لكن لدى المقارنة، يمكن القول إنّ الأرقام أفضل عمّا كانت عليه قبل عشرين عاماً، بمعنى آخر أنّ نسبة الإصابة بالسرطان مازالت مرتفعة لكن نسبة الموت بسبب السرطان تراجعت كثيراً بسبب الكشف المبكر.

ناجية من مرض سرطان الثدي: تجربة أعطتني القوة وعدم التأجيل

كذلك استضاف برنامج نون أخصائية التغذية تينا شاغوري، وهي ناجية من مرض سرطان الثدي، وقد كشفت أنّها أصيبت بالمرض عندما كانت في سنّ الـ 39، وكان الوضع صعباً جداً بالنسبة لها، خصوصاً أنّها كانت أصبحت أمّاً، وقالت: هنا الخوف كان أكبر، ويصبح لدينا هوس بالحياة والموت، وكذلك ثمّة رحلة علاج فيها من الصعوبة الكثير على صعد مختلفة، جسدياً ونفسياً وحتى إجتماعياً.

وأضافت: من المفيد أن نستمع إلى تجارب الآخرين للإستفادة قدر المستطاع، وهذه التجربة التي مررت بها، أعطتني الكثير من القوّة، وعلمتني وجوب عدم تأجيل شيء يجب أن أقوم به في الحياة.

أمّا على الصعيد النفسي، فقالت الدكتورة ماري أنج نهرا، وهي معالجة ومحللة نفسية إنّ المصابة بمرض سرطان الثدي يجب عليها أن تزور الطبيب النفسي، لأنّها تعيش تحدياً كبيراً لا يمكن لإنسان أن يتحمله بمفرده، وبالتالي فالعلاج يجب أن يكون بإعطاء الدعم المعنوي، ومرافقة المريضة بيومياتها وتحدياتها، وكذلك في نمط حياتها الجديد، ومساعدتها على تقبل بعض التنازلات والتضحية بأمور كثيرة، كي تكون قادرة على تقبّل جوانب أخرى من عادات جديدة وتقاليد مختلفة. بمعنى آخر، يجب علينا أن نحيط المرأة في تلك المرحلة احتراماً لوجعها.