قصتها القصيرة 95 | ثلاث مجالات كسرت الصورة النمطية.. وتميزت

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة في ثلاث مجالات تمكنت تالا من كسر الصور النمطية عن عمل المرأة هواياتها ومجالات إبداعها، فتميزت في الملاكمة وركوب الدراجات والأمن السيبراني.⁣⁣

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

في ثلاث مجالات تمكنت تالا من كسر الصور النمطية عن عمل المرأة هواياتها ومجالات إبداعها، فتميزت في الملاكمة وركوب الدراجات والأمن السيبراني.

نص الحلقة :

تالا : " أكيد كان يوجد كثير ناس معارضة, وسمعت جداً جداً كلام مثل _ بنت مش مفروض تلعب هيك رياضة, كيف عادي تقبلي هيك ضرب _ "
هبة : ملاكمة, ركوب دراجة, العمل في مجال الأمن السيبراني, وظائف وهوايات وسلوكيات لم تتعود كثير من البنات تعملهم, بالعادة حين يكون هناك صبية تمتهن واحدة منها نقول _ أوف قدي هالصبية قدرت تتجاوز نظرات من المجتمع, وتتجاوز أطر عامة و براويز وضعت فيهن السيدات ! _ لكن كيف لو كانت كل الهوايات والوظائف بصبية واحدة قادرة تعمل كل هذا الاختلاف وبسهولة ؟
تالا ومن بين 108 لاعبين ولاعبات استطاعت إنها تنافس و تحصل على ميدالية ذهبية في بطولة للشباب والشابات في عام 2021, ومن بين 80 سيدة استطاعت إنها تحصل على ميدالية ذهبية بالملاكمة في عام 2019, ورغم كل هذا النجاح في الرياضة إلا إنه تخصص تالا بعيد عن الملاكمة, سوف تحكي لنا قصتها القصيرة.
تالا : أنا اسمي " تالا قريطم " وأنا من عمان/ الأردن, أعمل في مجال الامن السيبراني, مُلاكِمة, بطلة المملكة من 2019, ولدي عشق للدراجات وللسرعة وللتحديات والمغامرات.
هبة : على الرغم من إنه النساء شاركن في الملاكمة طوال فترة وجود هذه الرياضة تقريباً, لكن تم حظر المعارك النسائية فعلياً بمعظم تاريخ الملاكمة, رفض المفوضون الرياضيون معاقبة أو إصدار تراخيص للملاكمات, وتم حظر هذه الرياضة رسمياً في معظم الدول.
يرجع دخول النساء للحلبة للقرن الثامن عشر, حين قاتلت إليزابيث ويلكنسون في لندن, وصفت نفسها في ذاك الوقت إنها بطلة أوروبا, قاتلت الرجال والنساء على حد سواء, في تلك الأيام كانت قواعد الملاكمة تسمح أيضاً بالركل, التلاعب وأساليب أخرى للهجوم ليس مثل قواعدها الآن, خلال عشرينيات القرن الماضي شُكّل نادي للملاكمة النسائي في لندن, مع ذلك كانت هذه الملاكمة وهذه الرياضة النسائية مثيرة للجدل بشكل كبير, في عام 1926 حَظرت إحدى البلديات مباراة عرض كان مُرتب لها بين الملاكمين من قبل, وزير الداخلية في ذاك الوقت أيضاً كان من بين المعارضين للمباراة, وقال إنه الهيئة التشريعية لم تتخيل أبداً إنه مثل هذا المعرض المشين كان سيقام في البلد, أما الملاكمة النسائية ظهرت لأول مرّة في الألعاب الأولمبية في عام 1904, وكان إحيائها رائد من قبل جمعية الملاكمة السويدية للهواة طبعاً, أما في جمعية الملاكمة البريطانية أقرّت أيضاً للهواة أول مسابقة ملاكمة للسيدات في عام 1997, كان الحدث الأول بين طفلين يبلغوا من العمر 13 سنة, لكن أحد الملاكمين انسحب بسبب اهتمام وسائل الإعلام المعادية, في وسط كل هذه التحديات تالا دخلت هذا المجال, ليس فقط ذلك أبدعت به.
تالا : بدأت ملاكمة في 2019, ذهب ألعب رياضة مثل أي أحد راغب يملئ وقته, خلال أيام تعرّفت على مدرّب اسمه ( محمد الإيزوري ), ونحن نلعب رأى هناك موهبة وقوّة جسدية ليست عادية, لأنني في الأصل أنا رياضية وألعب من قبل أشياء ثانية, دخلت تدريب مكثف في اسبوعين, وذهبت على أول بطولة مملكة بالأردن للسيدات, حصلت بها المركز الأول ومن هنا بدأت رحلتي, أكيد " أكيد كان يوجد كثير ناس معارضة, وسمعت جداً جداً كلام مثل _ بنت مش مفروض تلعب هيك رياضة, كيف عادي تقبلي هيك ضرب _ حتى واجهت صعوبات وتحديات ب إني أجد سيدات في نفس فئة وزني ألعب معهم بشكل متواصل, لكن بعد 3 سنين مغامرات و هذه التحديات الجميلة قررت إني لا أكمل بطولات ولقاءات وفقط أبقيها هواية, ألعب بها في وقت فراغي.
هبة : موضوع الملاكمة بقي العالم يراه كهواية للسيدات ليس لزمن بعيد, نتكلم عن أولمبياد عام 2008 لم تُعرض ملاكمة السيدات, في عام 2012 وافقت اللجنة الأولمبية الدولية على دخول ثلاث فئات وزن, لكن تم العمل على ارتداء زي ملاكمة نسائي جديد مناسب للجنسين, هذا يتطلب من النساء بموجب قواعد الاتحاد الدولي للملاكمة ارتداء تنانير أثناء المنافسة, الأمر اللي جعل لتغطية أخبارهم وألعابهم تعليقات خاصة صار بعدها مطالبات كثيرة لتغيير الزي, وهذا اللي حدث.
هبة : تالا ليس هذا التحدي الوحيد اللي خاضته واللي كسرت به صور النمطية, اليوم تالا واحدة من النساء اللي يقدن دراجات هوائية, تقود بها في الشارع وتحاول تكسر كل الصور النمطية في هذا المجال, وتُرتب لسباقات ومبادرات مختلفة من خلال الدراجة.
تالا : بالنسبة للدراجة قصتي بصراحة جداً تضحك, أنا رأيت إعلان على واحد من مواقع التواصل الاجتماعي وهنا قررت أذهب أراه, بالمعرض كانوا واضعين الدراجات على الباب, لا أتذكر إني كملت أرى ماذا لديهم, رأيت دراجة وقلت خلاص سوف أذهب أجلبها, أخذت تدريب وأخرجت رخصة واشتريت دراجة وخرجت بها على الشارع, من أول اسبوع لي بدأت أرى الأشياء اللي كانوا يتكلموا لي عنا, المخاطر اللي كنت أسمع عنها, كان هناك سيارات تقترب عليّ بطريقة ليست عادية, كان هناك شباب كثير يصفّروا لي, كان يغمزوا لي, كانوا يتحرشوا بطريقة ليست عادية, التكاسي اللي أصبحوا يسابقونني, الناس اللي تقود بيد وليد الثانية على التلفون, هنا بدأت أفهم لماذا البنات ممكن يترددن إنهن يجلبوا دراجة, أو لا يخرجن لوحدهن, عائلتي في الأول لم يكونوا متقبلين الموضوع, لكن أخذتهم على أكثر من وكيل للدراجات, جعلتهم يتكلموا مع المندوبين, يتكلموا فقط يعبروا عن مشاعرهم.
هبة : أول تحدي واجهته تالا كان من أهلها, اللي لم يكونوا متقبلين الموضوع, ويروا الخطر اللي ممكن يحيط بابنتهم, لكن قليلاً قليلاً ومع الإقناع استطاعت تالا تكسب جولة وتتميز مرّة جديدة في هذا الطريق.
تالا : عائلتي في الأول لم يكونوا متقلبين الموضوع, لكن اللي عملته ذهبت أخذتهم على أكثر من وكيل للدراجات, جعلتهم يتكلموا مع المندوبين, يعبروا عن أفكارهم, يتكلموا معهم فقط يصير هناك نقاشات لكي يشتروا فكرة الدراجة, بالنسبة لتحديات المجتمع جداً موجودة وجداً موجودة على الجهتين, هناك لديك الجهة الداعمة للدراجات كثير خصوصاً السيدات مثل مثلاً مبادرة " بدنا ياك " من خلالهم استطعت أعرف كثير سيدات معهم دراجات, استطعت أعرف عن دورات تعليمية للأمن عام, وعن دورات الإسعاف, دورات صيانة للدراجة, أي شيء تحت أكثر من شعار من عندهم مثل مثلاً " بدنا ياك تكونِ قوية " وكثير مبسوطة إنه يوجد بنات كثير أصبحن مُقبلات إنه يشترين دراجات أكثر وأكثر, سنة عن سنة, ويوجد جهة ثانية اللي فقط يفكر إنه السيدة يجب يكون معها دراجة من فئة معينة, يجب تخرج شهادات معينة, يجب تتحدد ضمن هذا الإطار اللي أنا لم أقبل أكون فيه, من أكبر الإنجازات اللي صارت معي هنا, إني أنا اشتركت بتحدي وكنت من أول السيدات اللي بالأردن اللي صعدت High Road وأنهيتها على دراجة, هذا الطريق كان عبارة عن 1610 كم قطعنا خلال فترة 24 ساعة متواصلة, Kawasaki اللي هي وكيل دراجتي كانت تدعمني للمشاركة ب هكذا تحدي, وبصراحة لو رجع فيّ الزمن أرجع أُعيدها مرّة ثانية.
هبة : السيدات على مدار السنوات الماضية حصلت على فرصة لاقتحام مجالات جديدة كانت للرجال فقط, إلا إنه الأمر كما هو في مجال الأمن السيبراني اللي يختص في حماية الأجهزة من الهجمات الرقمية للحصول على معلومات حسّاسة عن أي شخص, في عام 2017 كانت حصّة النساء في هذا المجال 14 بالمئة فقط بالمجتمع الأميركي, بحلول عام 2018 كان الوضع كما هو في الولايات المتحدة وبعض الدول, كان تمثيل النساء بالأمن السيبراني بمنطقة آسيا والمحيط الهادي مثلاً 10 بالمئة, في إفريقيا كان تمثيل النساء 9 بالمئة, أما في أمريكا اللاتينية 8 بالمئة, و7 بالمئة في أوروبا, وفي الشرق الأوسط كان تمثيل النساء 5 بالمئة, مازالت لعام 2019 تعتبر النسبة منخفضة, وصلت ل 20 بالمئة, وهذا الشيء يجعلنا بحاجة للاستمرار في دفع المزيد من النساء بمجال الانترنت, ولأن المرأة تميل دائماً إلى تقديم وجهات نظر مختلفة عن الرجال, ونظرتهن تشكل نقلة كبيرة في معالجة المخاطر السيبرانية, مشاركتها في هذا المجال سوف يجعل العمل أكثر جدّية وأفضل من حيث النتائج, وهذا تماماً اللي تطمح له تالا اللي اختارت هذا التخصص لعمل فيه وتبدع فيه وتكون كل أحلامها فيه.
تالا : بالنسبة لعملي كثير ناس حين يسمعوا إني ب هكذا مجال ينصدموا, لأنه ليس كثير يوجد سيدات بالأردن بهذا المجال, مجال أمن المعلومات هو شغفي بالحياة, هو الشيء اللي يجعلني أصحى الصبح وأكون متحمسة أذهب إلى العمل, مديري هو من أكثر الناس اللي يدعمونني في هذا المجال من وأنا وفي الجامعة, كنت أعمل دوام جزئي في الشركة, لذلك هو من الأشخاص اللي أنا آخذتهم قدوة في حياتي وأحاول أدعم اللي حولي بنفس الدعم اللي دعمني إياه, لذلك أنا لدي كثير أفكار منها إني أعمل منظمة خاصة بالأمن السيبراني للسيدات بالأردن, وليس فقط محصورة بالعاصمة على مستوى الأردن كامل, وبصراحة يوجد كثير أفكار ثانية لكن ما زلت لا استطيع أتكلم..


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...