قصتها القصيرة 93 | التحرش في بيئة العمل.. الحل في الإفصاح

ليلى العوف

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة تمر السيدات في عدد من التحديات حتى تصل إلى بيئة العمل.. وهناك يبدأ تحد له علاقة في التحرش.. كيف يجب التعامل مع هذا التحدي في حال واجهته السيدات؟

تابعوا البرنامج على تطبيقات البودكاست

راديو الآن | دبي- الإمارات العربية المتحدة

تمر السيدات في عدد من التحديات حتى تصل إلى بيئة العمل.. وهناك يبدأ تحد له علاقة في التحرش.. كيف يجب التعامل مع هذا التحدي في حال واجهته السيدات؟

نص الحلقة :

نادين : " لاء لاء.. طبعاً هذه ليس أول مرة, هذا شيء يحصل دائماً لا نستطيع إيقافه, لكن أشعر إنه نحن كسيدات لانفهم ما معنى التحرش, والمجتمع يرى إنه التحرش موضوع جداً كبير, هو كبير في الأساس لكن هم يعتقدون إنه الفعل جداً كبير, هو ممكن يكون بنظرة تزعج, الشخص ممكن يكون بكلمة, ممكن يكون بعدها بهمس ولمس وغمزة, لكن ممكن فعلاً يكون بكلمة أو حتى بنظرة, أنا أرى إنه نحن لا نفهم هذا الموضوع, وهذه ليست أول مرة.. تحصل دائماً لكن نحن في مجتمع دائماً نسأل ماذا كانت لابسة ؟ بسبب ذلك أنا أفضل لا أظهر هويتي "

هبة : أول ما تتعرضي للتحرش في بيئة العمل, يجب تقولي إنه أنا رافضة لهذا الفعل, وتوقفي الموضوع عند حدّه وتشتكي, وبعدها إذا لا أحد سمعك.. لا أحد سمعك من زملائك, من إدارتك, من الناس اللي حولك, اشتكي بشكل رسمي وخذي حقك بالقانون, لكن يا هل ترى الموضوع ممكن أم وهم ؟ وهل نحن نعرف ماذا يعني تحرش ؟ " نادين " وهذا اسم وهمي لبطلة قصتنا لليوم, سوف تحكي لنا قصتها القصيرة.

نادين : المشكلة إنه كل كلمة تحرش بالنسبة ل كيف أفكر كانت مرتبطة بشيء له علاقة بموضوع جنسي, أو يجب أن يكون لمس أو كان في لدي خلط ما بين الاغتصاب و كل الأشياء اللي لها علاقة في هذا الموضوع وبين التحرش, بسبب ذلك لم أستطع أفهم في البداية ما معنى هذا الكلام, اشتغلت في بيئات عمل مختلفة, وكانت كل بيئة عمل فيها نوع من هذه الأنواع كان يحكى كلام لم أكن أفهمه, كان يحكى تعليقات كنا إن تضايقنا منها أم لم نتضايق منها نعبرها, أو نعتبرها مرّات من الغزل, وهنا كان لدينا ضعف لا نقدر نحكي.. لا, نعتقد إنه هذا الشيء كله قائم على غزل وقائم على موضوع طبيعي, مجاملات, أو ربما في ناس تعتقد إنه فلان يريد يخطب فلانة بسبب ذلك يحكي لها هذا الكلام أو حبيبها, لكن الحقيقة ليس هكذا أبداً الحقيقة كانت هي فكرة إنه دائماً يحاولون يتكلموا كلام لا يسكت عليه, يتحول ربما الكلام بمرّات كثير إلى فعل, أو يتعدى حدود الطبيعية ويتعدى الحدود العادية, للأسف.

هبة : نظرة المجتمع رغم المكسب اللي حصلت عليه جعلتها لا تظهر هويتها, لأنه باعتقادها إنه المجتمعات على الدوام يضعون الحق على الضحية, وأول سؤال يُسأل ماذا كانت لابسة / مرتدية ؟ ندين تؤكد إنه الموضوع ليس جديد, موضوع التحرش في بيئة العمل, هي كانت تسمعه من زمان, اللي فرق من مَن وما هي الأدوات اللي يستخدمها للضغط على الضحية ؟

نادين : طبعاً كنّا نسمع كلام مثل " إيش يا بطة ", كان يصل رسائل في أوقات غير مناسبة, كان في كلام مرّات يتمادى فيه الشخص المقابل, يوجد كمان شيء.. نحن كثير مرّات كلمة نرضى بها من شخص ونشعر إنها غير مقبولة من شخص ثان, هذا الموضوع يجعلك تراجع أنت صح أم أنت غلط, أنت لماذا تقبل من فلان ولا تقبل من آخر حتى أقل منها, هنا يصير في خلط بين إنه ما المسموح؟.. ما هي المجاملة؟.. ما هو الغزل ؟.. ما هو التحرش؟ إذا أردنا نسميه بهذه الكلمة, التحرش الناس لا تحب تسمع هذه الكلمة ودائماً للأسف أول ما نسمعها يذهب ذهننا إلى الامرأة بالقصة, ماذا كانت مرتدية؟.. ماذا كانت عاملة؟.. أين كانت؟.. إلى آخره ومن هذا الكلام, ودائماً يذهب إلى الامرأة في كل مراحله, يكون هناك لوم عليها وكأنها مذنبة, يوجد كثير من الناس يحاولون الاختصار على أنفسهم وعلى أهلهم وأنا كنت واحدة هؤلاء الناس اللي اختصروا لكن لم يبقوا ساكتين للآخر, ووضعوا حد لهذا الموضوع بشكل جذري.

هبة : التحديات اللي تمر بها السيدة حتى تصل إلى سوق العمل كبيرة وكثيرة, وأقل من ذلك يكون في بيئة آمنة ومناسبة حين تصل إلى مكان العمل.

نادين : حين المرأة تخرج وتعمل وتذهب وتأتي هي تكون في الأساس مرّت بكثير تحديات, إضافة إلى أنها تقنع أهلها, تقنع المجتمع حتى اللي حولها زوجها.. أولادها.., إنه اليوم من خروجها يوجد فائدة وهذا الشيء يقتنعوا به إذا كان هناك دخل مادي تستطع أن تساعد به العائلة أو تعيل نفسها أو تعيل العائلة أيضاً بشكل عام, بسبب ذلك في كثير من المرّات يكون الشخص مضطّر إنه يشتغل, مضطّر إنه يتحمل كثير من الظروف كرمال  يقبل بشغل معين ويأتيه دخل, هذا الشيء يجعله لا ينتبه لكثير من الأشياء اللي تمرّ حوله وهو ليس منتبه, مثل ما ذكرت لك هناك كلمات تمرّ كنا نشعر بها عادية لكن هي أبداً ليست عادية, أو حين تصبح أكبر عمراً تصير ترى هذه الأشياء غير مسموح فيها ولا يجب أن تحصل, ويصبح الموضوع جداً جداً صعب, حين تدخل إلى عالم الشغل تبدأ قصص التحرش, و التحرش بالكلام اللي له علاقه مثل ما ذكرت لك " إيش يا حلوة, شوه الحلاوة اليوم.. ", وطبعاً هذه يتبعها نظرات تسطيع الست أيضاً تعرف وتميّز الفرق ما بين المجاملة أو الغزل أو الشيء الذي لا يوجد به إساءة للشخص الثاني وبين موضوع التحرش.

هبة : لكن ما قصة نادين ؟ وكيف تفاعلت معها ؟ وكيف تغلّبت على هذا الموضوع ؟

نادين : طبعاً القصة لم أسكت عليها, لأنه هذه المرة لم يكن الكلام اللي نحن معتادين عليه من ناس زملاء أو أحد يشتغل معك بالشغل, لاء كانت من ناس أكبر كمسمى وظيفي, وكرمال أكون دقيقة كان من المدير.. مديري بالشغل, بدأت القصة حين أنا ذهبت قدمت لهذا الشغل كان هناك أسئلة أنا أراها غير مناسبة لمقابلة عمل مثل " متزوجة أم لاء, تخرجي باكراً أم لاء..", أسئلة مثل هذا النمط اللي لا يدل لها دخل بالكفاءة أو لاء, بسبب ذلك من الأول أو ربما في الأول لم أكن جداً منتبهة بعدها عدت انتبهت إنه هناك شيء غلط يحدث, يوجد شيء غير طبيعي يحدث في الموضوع, لذلك سكتت طبعاً ولأنه الأشخاص حين دائماً حين تسكتي.. تسكتي.. تسكتي عنهم يتمادوا فعلياً في التصرفات.

كل القصة بدأت اللحظة الأولى في مقابلة العمل اللي كان فيها صراحةً أسئلة لا اشعر إنها تُسأل مثل "متزوجة أم لاء, تخرجي أم لاء, لأي ساعة تستطيعي أن تبقي متأخرة ", وليس لها دخل في صلب عملي, بسبب ذلك أنا كنت غير مرتاحة لكن لم أكن أعرف ماذا أفعل لأنه كان الموضوع في الأول لا يتعدى التحرش اللفظي, شيء له علاقة في اللباس, له علاقة في شكل الشخص من هذا الكلام, لاحقاً صار الموضوع يتطور أكثر وأكثر, مثلاً كان يرسل لي رسائل بعد الدوام, كان يسألني " كيفك, شو أخبارك, شو عاملة.. " إلى آخره, بعدها طلب فعلياً بشكل صريح وواضح إنه نخرج, وهنا كانت المفاجئة خاصةً إنه هذا الشخص متزوج ولديه أولاد, لذلك استغربت قليلاً الطلب اللي كان واضح إنه طلب ليس عام أو الكل ممكن يأتوا هو كان بشكل مباشر عزيمة موجّه إلي, وقتها أنا اعتذرت بلباقة وقلت إن الموضوع عادي لكن للأسف ثاني يوم لم يكن عادي, وكان كثير لئيم معي ولم يكن يتكلم معي بشكل جيد مثل ما دائماً, أنا طبعاً خفت.. خفت على شغلي وخفت على كثير أشياء, أيضاً بقيت ساكتة ولم أفعل أي شيء, بعدها قلت إنه أنا لا أستطيع أخرج.. تعذرت بعذر في ذلك الوقت لأنه كنت خائفة, عادَ.. لكن هو كان يعرف أكيد إنه أنا لم أحكي الصح وأيضاً هو بدأ يشعر بالفكرة, بدأ يشعر في ناس تضايق من هذا الموضوع, لكن رغم إنه هو شاعر أيضاً على هذا الموضوع أكثر من مرة حتى وصل إنه.. فعل حركة بشكل قاصد بهذا المجال, بعدها كل مرة يحكي لي إنه نخرج أتعذر بالشغل, بدأ يستخدم هنا ماذا لديه سلطة لكي يخفف لي شغل وأطلع معه, وهذه ايضاً واحدة من المشاكل اللي كنت أواجها ورأيتها مع هذا الشخص, طبعاً هذا التمادي زاد عن حده وبالرغم من إني أنا لم أخرج ولا مرّة, لكن بقت الطلبات موجودة وكانت دائماً فيها جزء من إنه وعد " إذا تخرجي يتحسن راتبك.. إذا تخرجي معي .. " لم تكن بهذه المباشرة لكن هكذا كان المفهوم من هذا الكلام " إذا تأتي معي.. أعزمك على هنا.. أعزمك على هنا.. ", أنا كنت أرفض دائماً هذه الأشياء, مرّة اتصل عليّ تلفون في الليل وأنا رفضت إنه أرد عليه وقلت له ثان يوم إني كنت نائمة من دون ما أحكي إنه تضايقت وغير مسموح تتصل بي في هذا اوقت, وطبعاً كل هذه الأشياء كانت حين أنتبه إنه هناك شيء يحصل وهذا الكلام لا يجب أن أسكت عليه, لكن نحن مثل ما تعودنا إنه نسكت عن الأشياء ولا نحكي عنها لأنه دائماً اللي يُلام هو المرأة بالمجتمع وخاصة في هكذا مواضيع, وأول سؤال يسألونه ماذا كانت لابسة ؟ المهم أنا في هذا الوقت لم أكن أرد لحد ما فعلياً ذهبوا كل الناس اللي في المكتب وهو كان يستعد لهذا الموضوع, قال لي يوجد اجتماع ويجب نحضره معاً, انا بقيت على أساس في ناس سوف يأتون لكن للأسف الناس لم تأتي, وكان الموضوع كله استدراج إلي, بدأ يتكلم معي وهو يتكلم معي أيضاً وضع يده على كتفي, في هذا الوقت أنا ابعدت كتفي من عند يده وبعدها اقترب أكثر عليّ, وبهذا الوقت حاول يلمسني أيضاً مرّة, بهذا الوقت أنا أبعدته وغادرت خارج المكتب, كان لدي خيارين خيار إنه أقبل وأسكت وآتي داوم ثاني يوم وأكيد سوف يكون باين عليّ, أو أذهب إلى خيار الشكوى, وفعلاً ذهبت واشتكيت لمجلس الإدارة وفتحوا تحقيق بهذا الموضوع اللي هو الشركة نفسها, ووجدوا أنه فعلياً هذا الشيء ليس مسموح به, والجميل إنه حين فتحت هذه القصة ظهر إنه هناك أكثر من امرأة أيضاً تضايق منه ولديها مشاكل لها دخل بهذا الموضوع معه, سواء بالكلام أو بالاتصالات اللي خارج أوقات العمل أو بعرض طلبات عليهن مثل إنه نخرج.. , كان هذا الموضوع ليس جديد لكن الجديد إني أنا استطعت أتكلم و تكلمت لاء ليس صحيح نبقى ساكتات, وربما لو بقيت ساكتة كانت القصة اندفنت وكانت أنا اللي خرجت من الشغل, ولكن اليوم استطعت إنه يخرج هو من الشغل ونحن نكون موجودات ك سيدات عاملات, وموجودات في هذا المجال ونبقى موجودات في بيئات عمل فيها جزء الامان.

هبة : القصة كلها بعدم السكوت بالإفصاح من اللحظة الأولى, من اللحظة الأولى إنه هذا السؤال في مقابلة العمل مرفوض, لأنه ليس له علاقة بالشق المهني.


قائمة الحلقات

  • حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية
    هبة جوهر

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية

    حارسة الذاكرة بالحكاية والأغنية الشعبية فوزية كتانة أم وجدة أعادت إحياء التراث من خلال الأغاني والحكايات الشعبية بعد تقاعدها وتمكنت من الوصول إلى جيل الشباب.  إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ...

  • وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة
    هبة جوهر

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة

    وجه واحد لزوجة محبة وأم حنون وامرأة عاملة حياة النساء مليئة بالتفاصيل والتحديات، ومهما كثرت مسؤوليتها تتمكن في السيطرة على توازن إيقاع البيت، كما فعلت آيات الشاويش. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro ...

  • سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء
    هبة جوهر

    سلام تحقق حلم الطفولة بالوصول إلى الفضاء

    سلام أبو الهيجاء شابة عشرينية ومهندسة ميكانيك، وهي أول مصممة بدلات فضائية في الأردن. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"
    هبة جوهر

    مشروع أردني غيّر مفهوم "العزومية"

    أطلق محمود النابلسي مشروع مطعم "عزوتي" والذي يمثل التكافل الاجتماعي وبين العازم والمعزوم، وهناك المتطوع، التي تروي قصته الممرضة سارة محفوظ. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة Feedz Pro الهوية البصرية: سرد ديجيتال الإشراف العام: محمد علي

  • النرجس لغة حب
    هبة جوهر

    النرجس لغة حب

    النرجس لغة حب تميم وريم هو مشروع للزوجين مأمون عودة وهبة جموم، اللذان عاشا قصة حب بدأت من ورد النرجس، وتعلمت هبة لغة الإشارة لتنشر الحب في كل مكان. إعداد وتقديم: هبة جوهر الإخراج الصوتي: شركة ...

  • حلم الأمومة المؤجل
    هبة جوهر

    حلم الأمومة المؤجل

    حلم الأمومة المؤجل يرى الكثيرون عملية تجميد البويضات على أنها خطة بدلية للحفاظ على حق الأمومة، على الرغم من ذلك تواجه العملية رفضا مجتمعيا وحيرة، فـ ما تفاصيل هذه العملية وكيف يراها المجتمع؟ إعداد وتقديم: ...