واشنطن تؤكد أن “اتفاق الرهائن” في غزة لا يزال “ممكنًا”
اعتبرت الولايات المتحدة الاثنين، أن التوصل إلى “اتفاق الرهائن” بين إسرائيل وحماس للافراج عن الرهائن، مقابل إرساء هدنة في غزة لا يزال ممكنا وستكون فوائده “هائلة”، وذلك بعد عملية إسرائيلية دامية أسفرت عن إنقاذ رهينتين.
وقالت مصادر مطلعة على التطورات إنه من المتوقع أن يصل مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى القاهرة الثلاثاء، لعقد جولة جديدة من المحادثات حول اتفاق بوساطة مصرية وقطرية، بعد أن رفضت إسرائيل رد حماس الأولي عليه الأسبوع الماضي.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر للصحافيين: “كان هناك عدد من البنود التي يتعذر الدفاع عنها في الاقتراح الذي جاء كرد من حماس، لكننا نعتقد أن التوصل إلى اتفاق أمر ممكن وسنواصل مساعينا” لتحقيقه.
وأضاف “نعتقد أن فوائد (إعلان) هدنة والتوصل إلى اتفاق بشأن الرهائن هائلة، ليس فقط بالنسبة الى الرهائن الذين سيتم الافراج عنهم، ولكن أيضا بالنسبة للجهود الإنسانية في غزة وقدرتنا على البدء بالسعي إلى حل فعلي ودائم لهذا النزاع”.
والاقتراح الذي طُرح لأول مرة خلال محادثات جرت في باريس وجمعت بيرنز مع كبار المسؤولين الإسرائيليين والقطريين والمصريين، يقضي بوقف القتال موقتا مقابل إطلاق حماس سراح الرهائن.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رفض بعد محادثات الأسبوع الماضي مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اقتراح حماس المضاد وتعهد توجيه “ضربة قاتلة” لحماس.
وأعلنت الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة أنّها تمكّنت من الإفراج ليل الأحد الاثنين عن رهينتَين خطفهما مقاتلو حماس خلال عمليّة في رفح التي تشهد أعنف المعارك وعمليات القصف وحيث يتكدس 1,4 مليون نازح فلسطيني.
وأكدت وزارة الصحة في حكومة حماس الاثنين أن العملية أدت إلى سقوط “نحو مئة شهيد”.
وجاءت العملية بعد ساعات من محادثة هاتفية جرت بين نتنياهو والرئيس جو بايدن الذي قال إن الولايات المتحدة تعارض الهجوم على رفح دون خطة لحماية المدنيين.
وقال ميلر “تقييمنا أن هذه الضربة الجوية ليست بداية هجوم واسع النطاق في رفح”.
وأضاف “سنوضح (…) كما فعلنا نهاية الأسبوع الماضي، وكما فعل الرئيس في محادثته خلال عطلة نهاية الأسبوع (…) أنه بدون خطة كهذه ذات مصداقية ويمكنهم تنفيذها، فإننا لا نؤيد إطلاق عملية عسكرية واسعة النطاق هناك”.
مع ذلك، تشدّد الولايات المتحدة على أنها تدعم “الحملة العسكرية المشروعة” ضد قيادة حماس وكتائبها، محمّلة الحركة مسؤولية النزاع.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي “لا نهاية مستدامة للأزمة قبل أن تفرج حماس عن الرجال والنساء الذين تحتجزهم رهائن، (تفرج) عنهم كلهم”.
ولم يشأ مسؤولون أمريكيون الخوض في العواقب التي قد تواجهها إسرائيل في حال مضت قدما في هجوم تلوّح بشنه على رفح من دون توفير حماية للمدنيين.
وقال ميلر “لا أستبعد شيئا” موضحا “لم نجر التقييم”.
ولدى سؤاله عمّا إذا يمكن أن تعمد الولايات المتحدة إلى قطع المساعدات عن إسرائيل، رد ميلر “يجب النظر… إلى كيفية تلقّف خصوم إسرائيل لخطوة كهذه، سواء بداخل غزة أو خارج دولة إسرائيل”.