إيران تعدم أحد متظاهري انتفاضة 2022

أثار إعدام السلطات الإيرانية المتظاهر الشاب محمد قبادلو، أحد معتقلي احتجاجات عام 2022، موجة من ردود الفعل المحلية والدولية، وأدانت شخصيات ومنظمات مختلفة هذا الإعدام، ودعت إلى تدخل المجتمع الدولي لوقف الإعدامات في إيران

واعتقل قبادلو في سبتمبر/أيلول 2022 في مدينة باراند قرب العاصمة طهران، بعد أن دهس بسيارته مجموعة من رجال الشرطة، مما أدى إلى مقتل ضابط، بحسب وكالة ميزان للأنباء التابعة للسلطة القضائية.

https://twitter.com/MizanNewsAgency/status/1749628574691213601

قبادلو حكم عليه بالإعدام في نوفمبر/تشرين الثاني 2022 بتهمة غامضة هي “الإفساد في الأرض”، والتي يعاقب عليها بالإعدام بموجب الشريعة الإسلامية، قبل أن يتم تأييد الحكم في ديسمبر .2022، فيما صدر عليه حكم آخر بالإعدام في الشهر نفسه، بعد إدانته بارتكاب “جريمة قتل”.

إيران

قبادلو ليس الأول أو الوحيد

الشاب محمد قبادلو ليس الأول الذي يحكم عليه أو ينفذ فيه حكم الإعدام، إذ تعد إيران ثاني أكثر الدول ممارسة لعقوبة الإعدام بعد الصين بحسب منظمة العفو الدولية.

حول هذا الموضوع ولتسليط الضوء أكثر على ملف حقوق الإنسان في إيران تواصلت منصة “أخبار الآن” مع الناشط الحقوقي الإيراني والسجين السياسي السابق إيراج مصداقي، والذي يرى أن “الجمهورية الإسلامية” ولدت بالإعدام وحتى اليوم، فإنها ترسخ حكمها بالقتل والإعدام والقمع.

 

يقول مصداقي إن محمد قبادلو هو آخر ضحايا هذا النظام، والذي يأتي في توقيت تشهد فيه المنطقة حالة من عدم الاستقرار، بينما يخشى النظام الإيراني أن ينهض الناس من جديد. يضيف “وإذا تشكلت حركة احتجاجية في إيران في ظل هذه الظروف فمن الصعب السيطرة عليها”.

وتابع الكاتب والباحث إيراج مصداقي أن السلطات القضائية والأمنية الإيرانية تحاول تخويف الناس بهذه الإعدامات، مشيرا إلى حالة محمد قبادلو والذي لم يشفع له عند النظام أنه مريض عقلي، ورغم ذلك تم إعدامه لإظهار أن المؤسسة الحاكمة لن تظهر أي رحمة لأي شخص.

إيران

وأدانت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، ومقرها النرويج، بشدة إعدام محمد قبادلو، ودعت المجتمع الدولي إلى “رد فعل قوي” من أجل “منع المزيد من عمليات الإعدام من قبل آلة الإعدام في نظام إيران”.

الإعدام اداة لقمع المعارضة

وحول الهدف الرئيسي من لجوء طهران لممارسة هذه الانتهاكات، أكد مصداقي في تصريحاته لـ”اخبار الآن” أن النظام النظام الإيراني يستخدم بطبيعة الحال عقوبة الإعدام كأداة لقمع أي شكل من أشكال المعارضة، مشيرا إلى ما فعله الخميني على سبيل المثال، بعد انتهاء الحرب الإيرانية العراقية وهزيمة إيران في حرب الثماني سنوات،  حين أمر بقتل 4000 سجين سياسي لمنع ظهور حركات احتجاجية.

وبينما يرى مراقبون أن حالة الغضب والإدانة الكبيرة التي أثارها إعدام قابلو، قد تؤدي إلى احتجاجات جديدة مثل تلك التي حدثت بعد وفاة مهسا أميني، قال إيراج مصداقي إنه لا يعتقد ذلك، بسبب اختلاف الظروف بين الحادثتين، لكنه لفت إلى إمكانية حدوث ذلك بطريقة أخرى في المستقبل القريب..

ماذا حدث في سجون النظام الإيراني

وخلال حديثه مع “أخبار الآن” عاد الناشط الحقوقي إلى الفترة التي قضاها سابقا في سجون النظام الإيراني، حيث قال إنه عندما كان في السجن لم يكن العالم على علم بما كان يحدث في إيران.

وتابع “كما قلت، فقد ذبحوا 4000 سجين سياسي في غضون أسابيع قليلة، ولم تتحدث أي وسيلة إعلامية في العالم عن ذلك تقريبًا. اليوم العالم مختلف والعالم أصبح صغيرا جدا، وأصبح هناك عدد لا يحصى من وسائل الإعلام التي تغطي جرائم النظام الإيراني”.

يشير مصداقي “في عام 1989، عندما أغمضت ندى آغا سلطان أعينها أمام الكاميرات، انفتحت عيون العالم على ما كان يحدث في إيران. واليوم، مع إعدام قبادلو، سيركز العالم مرة أخرى على إيران”.

إيران

لكن ماذا عن دور المجتمع الدور؟

في هذا السياق، يقول إيراج مصداقي إنه ينبغي على المجتمع الدولي أن يتخلى عن سياسة الاسترضاء، والتي لم تسفر عن أي نتائج، لافتا إلى أن محكمة سويدية قضت بمحاكمة حامد نوري، أحد المتورطين في مذبحة 88، وحكمت عليه بالسجن المؤبد، بينما اعتقلت إيران بعض السويديين وتحاول عقد صفقة مع الحكومة السويدية.

وطالب الناشط الحقوقي عبر منصة “أخبار الآن” العالم بضرورة أن يتوقف عن التعامل مع الإرهابيين ومحتجزي الرهائن، مشيرا إلى أن نظام طهران اعتقل دبلوماسيًا من الاتحاد الأوروبي، دون أن يصدر أي رد فعل عن التكتل.

واختتم مصداقي حديثه بالتأكيد على أن إيران حولت احتجاز الرهائن إلى صناعة مربحة، ومن ثم لا ينبغي السماح لهذه السياسة بالاستمرار.

إيران

وقبادلو يعد تاسع معتقل من الانتفاضة الشعبية في إيران يتم إعدامه بعد إجراءات قضائية عاجلة، على الرغم من احتجاجات منظمات حقوق الإنسان.

وخلال الاحتجاجات التي عمت إيران عام 2022، ووفقًا لمنظمات حقوق الإنسان، قُتل نحو خمسمائة متظاهر على يد قوات الأمن الإيرانية.