الخيانة بين فاغنر وقيادات روسيا بدأت في سوريا

  • انتقاد بريغوجين لجنرالات موسكو يكشف عن توتر في هيكل القيادة الذي بناه الرئيس الروسي
  • بريغوجين يعترف أن القوات الأوكرانية منظمة للغاية ومدربة تدريبا عاليا

الصراع المتصاعد بين رئيس مرتزقة “فاغنر” والقيادة العسكرية العليا كان أول خلاف كبير في روسيا منذ بدء غزو أوكرانيا قبل أكثر من عام.

وبحسب صحيفة “وول ستريت جورنال” كشف الخلاف مدى ظهور الصراع علنًا، خلال الأسابيع الأخيرة، وتأثيره على العمليات العسكرية، وأن نكسات موسكو على خط المواجهة تضع ضغوطا على نظام السلطة القوي الذي أنشأه الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، على مدى العقدين الماضيين.

وكان مؤسس مجموعة “فاغنر” شبه العسكرية، يفغيني بريغوجين، حذر من تعرض روسيا لـ “ثورة” إذا ما استمرت الجهود الحربية المتعثرة في أوكرانيا.

وقال بريغوجين في مقابلة مع المدون المؤيد للكرملين، كونستانتين دولغوف، إن القوات الروسية غير مستعدة لمقاومة نظيرتها الموالية لأوكرانيا حتى عندما تدخل الأراضي الروسية.

تصاعد في أوكرانيا.. كيف بدأ الصراع بين فاغنر وقيادات روسيا في سوريا؟

امتدح بريغوجين القوات الأوكرانية قائلا: “أعتقد أن الأوكرانيين اليوم هم أحد أقوى الجيوش في العالم”.

وقال إنها قوات “منظمة للغاية ومدربة تدريبا عاليا وتتمتع بذكاء على مستوى عال، ويمكنها تشغيل أي منظومة عسكرية سواء سوفيتية أو تابعة للناتو بنفس النجاح”.

وبريغوجين الذي تصاعد نفوذه بشكل كبير خلال الهجوم المستمر منذ أكثر من عام، انتقد كبار المسؤولين العسكريين الروس وحملهم مسؤولية الخسائر الفادحة خلال الأسابيع الماضية ولا سيما وزير الدفاع سيرغي شويعو، ورئيس الأركان العامة للجيش، فاليري غيراسيموف.

تصاعد في أوكرانيا.. كيف بدأ الصراع بين فاغنر وقيادات روسيا في سوريا؟

وجندت مجموعة “فاغنر” التي تأسست في العام 2014، آلاف المعتقلين من أجل القتال في أوكرانيا مقابل تخفيف أحكامهم بالسجن. وبعدما كان بريغوجين متخفيًا لفترة طويلة، أثبت نفسه كلاعب رئيسي في النزاع في أوكرانيا.

والثلاثاء، أقر زعيم المرتزقة الروس، بأن نحو 10 آلاف من بين 50 ألف سجين جندتهم “فاغنر” من السجون الروسية، قُتلوا في أوكرانيا على خط المواجهة في معركة باخموت الدامية.

الصراع بين الجيش الروسي وفاغنر بدأت في 2018. ففي فبراير من ذلك العام، بدأت قوات “فاغنر” هجوما على منطقة تعرف باسم هاشم في سوريا، حيث كانت حقولها النفطية تديرها شركة “كونوكو” الأمريكية بمحافظة دير الزور.

خريطة توضح حدود دير الزور في سوريا

وحافظت الولايات المتحدة على موقع صغير للعمليات الخاصة هناك. وبمجرد تعرض القوات الأمريكية لقصف من مرتزقة “فاغنر”، وضع البنتاغون وزير الدفاع الروسي على المحك.

وفي إفادة أمام الكونغرس، قال وزير الدفاع الأمريكي آنذاك، جيم ماتيس، إن الروس نفوا علاقتهم  بمجموعة فاغنر التي قصفت القوات الأمريكية.

وحينها، أمر ماتيس القوات الأمريكية بضرب فاغنر. وفي غضون ساعات، قُتل وأصيب المئات من المرتزقة الروس في غارات شملت مروحيات هجومية وطائرات بدون طيار وطائرة حربية من طراز “AC-130” وصواريخ “هيمارس”، فيما ظلت موسكو صامتة، بحسب صحيفة “وول ستريت جورنال”.