تصويت في الأمم المتحدة على مشروع قرار يدعو لانسحاب روسيا من أوكرانيا

عشية الذكرى السنوية الأولى للغزو الروسي لأوكرانيا، تصوت الجمعية العامة للأمم المتحدة الخميس على قرار يدعو مجددًا إلى “انسحاب فوري” للقوات الروسية، وتأمل كييف وحلفاؤها الحصول على أوسع دعم له.

وقال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا من منصة قاعة الجمعية العامة في أول أيام النقاشات الأربعاء، “إنني أناشدكم: هذه لحظة حاسمة لإظهار الدعم والوحدة والتضامن”.

وأضاف: “لم يكن الخط الفاصل بين الخير والشر واضحا في التاريخ الحديث كما هو اليوم. دولة تريد البقاء وأخرى تريد القتل والتدمير”.

وقدم وزير الخارجية الأوكراني مشروع قرار للأمم المتحدة تحت عنوان “المبادئ الأساسية للسلام الشامل والعادل والدائم في أوكرانيا”.

من المتوقع أن يتم التصويت بعد النقاشات التي استؤنفت في الساعة العاشرة صباحًا (15,00 ت غ) الخميس.

وتأمل أوكرانيا وحلفاؤها أن يحصل النص على عدد أصوات يساوي على الأقل ما حصده القرار الذي يدين ضم روسيا مناطق أوكرانية في تشرين الأول/أكتوبر، وقد دعمت حينذاك 143 دولة النص.

هذا القرار “رمزي” قبل كل شيء، وفق المحلل في “مجموعة الأزمات الدولية” ريتشارد غوان الذي يؤكد في الآن نفسه أنه سيفاقم عزلة روسيا ويساهم في “تقويض مزاعم بوتين بأنه يقود تحالفا واسعا مناهضا للغرب”.

ويشدد مشروع القرار غير الملزم على “التمسك” بـ”وحدة وسلامة أراضي أوكرانيا” و”يطالب” روسيا بـ”الانسحاب الفوري والكامل وغير المشروط لجميع قواتها العسكرية من الأراضي الأوكرانية داخل حدود البلاد المعترف بها دوليًا”، في إشارة إلى المناطق التي أعلنت ضمّها.

تصويت متوقع في الأمم المتحدة حول الغزو الروسي لأوكرانيا

كما يدعو النص الذي شاركت في رعايته عشرات الدول من أبرزها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وتركيا والأرجنتين واليابان، إلى “وقف الأعمال العدائية” و”يشدد على الحاجة إلى تحقيق سلام شامل وعادل ودائم في أسرع وقت ممكن في أوكرانيا وفقا لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة”.

وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد إن “هذا التصويت سيسجل في التاريخ”، داعية إلى رفض مقترحات التعديل التي قدمتها بيلاروس.

أجواء حرب باردة

تطالب مقترحات التعديل بـ”فتح فوري لمفاوضات السلام”، وإزالة الإشارات إلى العدوان الروسي وطلب انسحاب قوات موسكو، وتدعو الدول الأعضاء إلى “الامتناع عن نقل الأسلحة إلى منطقة النزاع”.

واعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الأربعاء أن الغزو يمثّل “إهانة لضميرنا الجماعي”.

وأضاف أن “العواقب المحتملة لتصعيد النزاع خطر واضح وقائم حاليا”، في إشارة خصوصا إلى “التهديدات الضمنية” باستخدام السلاح النووي والأنشطة العسكرية “غير المسؤولة” في محيط محطات طاقة نووية.

لكن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد هذا الأسبوع مواصلة الهجوم “بشكل منهجي” في أوكرانيا، في خطاب مناهض للغرب يذكر بالحرب الباردة.

كما هاجم سفير روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا الغربيين قائلا إنهم “في سعيهم لإلحاق الهزيمة بروسيا بأي طريقة، ليس بإمكانهم التضحية بأوكرانيا فقط، بل إنهم مستعدون لإغراق العالم كله في هاوية الحرب”.

وردّ مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل قائلاً إن هذه الحرب لا تضع فقط “الغرب في مواجهة روسيا”، بل إن “هذه الحرب غير الشرعية تهم الجميع: الشمال والجنوب والشرق والغرب”.

في هذا السياق، وعدت الصين التي تمتنع عموماً مثل الهند عن التصويت على مشاريع القرارات الأممية بشأن أوكرانيا، بالإعلان هذا الأسبوع عن مقترح “تسوية سياسية” أطلعت كييف وموسكو على جزء من مضمونه.

وحظيت القرارات الثلاثة المتعلقة بالعدوان الروسي التي صوتت عليها الجمعية العامة حتى الآن بعدد أصوات يراوح بين 140 و143 صوتاً، فيما صوتت خمس دول بشكل منهجي ضدها (روسيا وبيلاروس وسوريا وكوريا الشمالية وإريتريا)، وامتنع أقل من 40 بلداً عن التصويت.

لكن التوافق كان أقل عند التصويت على قرار رابع في نيسان/أبريل عُلقت بمقتضاه عضوية روسيا في مجلس حقوق الإنسان (93 صوتًا داعماً و24 رافضا و58 امتناعًا عن التصويت).

ويحيي مجلس الأمن الدولي الجمعة الذكرى السنوية للغزو باجتماع وزاري يحضره خصوصاً وزيرا خارجية الولايات المتحدة أنتوني بلينكن وفرنسا كاترين كولونا.