الاحتلال الروسي لأوكرانيا أسفر عن أزمة غذائية وزيادة الجوع في اليمن
- اليمن من أكثر البلدان ألمًا بسبب أطماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
- أدت تداعيات الأزمة الأوكرانية إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، حيث تستورد اليمن 40% من قمحها من أوكرانيا وروسيا.
لمدة عقد من الزمان كان اليمن على موعد مع سنوات صعبة من القتل والتخريب والدمار والمجاعة والأمراض، وفي 22 مارس 2021 أطلقت السعودية مبادرتها لإنهاء الحرب من أجل إتاحة الفرصة لتقديم المساعدات لضحايا الحرب المدمرة.
لم يمضي أقل من عام، إلا وطلت الحرب الروسية الأوكرانية على العالم بتأثيراتها المؤلمة، وكان اليمن من أكثر البلدان ألمًا بسبب أطماع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في جارته أوكرانيا.
انعدام الأمن الغذائي
يعاني اليمن من كارثة إنسانية بسبب تداعيات الحرب المستمرة خلال العقد الماضي، وقد أدت الحرب إلى تدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية وتعطيل الخدمات العامة.
التحدي الأكبر الذي يواجه اليمن هو انعدام الأمن الغذائي، والذي يتفاقم ويصل إلى مستويات كارثية في ظل ارتفاع أسعار المواد الغذائية الأساسية بسبب تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على الإمدادات الغذائية لليمن.
تتحمل النساء والأطفال على وجه الخصوص تأثير الأزمة المعقدة في اليمن، حيث يشكلون أكثر من ثلثي النازحين في اليمن (أكثر من 4.3 مليون شخص). ومن المتوقع أن يرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون من انعدام الأمن الغذائي إلى 19 مليونًا بنهاية عام 2022، وفقًا لبيانات هيئات الأمم المتحدة.
لسوء الحظ، أدت تداعيات الأزمة الأوكرانية إلى تفاقم أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن، حيث تستورد اليمن 40% من قمحها من أوكرانيا وروسيا.
أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى اختفاء إمدادات القمح في الأسواق اليمنية، مما أدى إلى عدم قدرة العائلات – والنازحين على وجه الخصوص – على شراء احتياجاتهم من القمح والحبوب، بعد أن فرضت الحرب على أوكرانيا قيودًا كبيرة على إمدادات الحبوب.
أدى ذلك إلى زيادة كبيرة في أسعار المواد الغذائية وصلت في بعض التقديرات 45%، وارتفعت أسعار القمح بنسبة 35٪ مقارنة بأسعارها في بداية الحرب، وارتفع سعر 50 كيلوغراماً من القمح من 29 ألف ريال يمني (22 دولاراً) قبل الحرب الأوكرانية الروسية إلى 41 ألف ريال يمني (31 دولاراً) بعد اندلاعها.
وبلغ سعر كيلو دقيق القمح في الجنوب أكثر من 800 ريال (حوالي 3.20 دولار أمريكي) مقابل 146 ريالا قبل الأزمة.
أزمة الجوع
في 14 مارس، بعد ثلاثة أسابيع من بدء الغزو الروسي لأوكرانيا، أعلنت اليونيسف أن “أزمة الجوع الشديدة بالفعل في اليمن تتأرجح على حافة كارثة صريحة”.
مع ارتفاع أسعار الغذاء في اليمن، أصبحت معظم العائلات تعيش على وجبة واحدة في اليوم، وحتى هذه الوجبة تحتاج كفاحًا شديدًا بسبب “ارتفاع الأسعار بشكل جنوني”، كما وصفته ياسمين فاروقي، كبيرة مستشاري السياسة في منظمة Mercy Corps الإنسانية.
يتوقع تحليل للأمم المتحدة أن يعاني ما يقرب من 2.2 مليون طفل يمني دون سن الخامسة، بما في ذلك 538000 من سوء التغذية الحاد، وحوالي 1.3 مليون امرأة حامل ومرضع من سوء التغذية الحاد على مدار عام 2022.
قالت فاروقى إن هناك صعوبة في الحصول على الطعام، وهناك حالات وفاة لأطفال كثر في اليمن بسبب الإسهال الحاد، والذي أرجعته إلى سوء التغذية الحاد، حيث كان الأطفال يعانون من الجوع لفترة طويلة لدرجة أن أجسادهم فقدت القدرة على الاحتفاظ بالطعام عندما وجدوه.
تقليل المساعدات
قال جوردان تيج، المدير المؤقت لتحليل السياسات وبناء التحالفات للمجموعة الخيرية Bread for the World، إن 80٪ من سكان اليمن يعتمدون بالفعل على المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية فقط من أجل البقاء على قيد الحياة.
وأضاف تيج إن آثار الحرب في أوكرانيا محسوسة بالفعل في اليمن، لأن البلاد تعتمد على الواردات في الغذاء والوقود، وتنتج أوكرانيا في الواقع ما يقرب من ثلث إمدادات القمح اليمني.
وأشار تيج إلى أن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة اضطر إلى تقليل حصص الغذاء التي يوفرها لشعب اليمن، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ارتفاع الأسعار الذي يجعل الوكالة تكافح من أجل تحمل الإمدادات اللازمة.
الجحيم على الأرض
بحسب الأمم المتحدة. يثير العدد المتزايد من النازحين، الذين يعتمدون على مساعدات الإغاثة الإنسانية، بعض المخاوف بشأن إمكانية وقف المساعدات الإنسانية الأساسية، وهو ما قد يشبه قطع شريان الحياة لملايين الأشخاص الذين يعتمدون عليها.
علاوة على ذلك، فإن الفشل في معالجة الظروف الغذائية والاقتصادية والأمنية قد ينذر بزيادة التوتر في اليمن واندلاع احتجاجات شعبية حاشدة لما يعرف بـ “ثورة الجياع”.
قال ديفيد بيسلي، المدير التنفيذي لبرنامج الأغذية العالمي: “تؤكد الأرقام المروعة أننا في عد تنازلي للكارثة في اليمن وأن الوقت قد نفد تقريبًا لتجنبه”.
وأضاف بيسلي: “ليس لدينا خيار سوى أخذ الطعام من الجياع لإطعام الجياع، وما لم نتلق تمويلًا فوريًا، فإننا في غضون أسابيع قليلة نخاطر حتى بعدم القدرة على إطعام الجياع، وهذا سيكون جحيمًا على الأرض”.