موسكو.. مرسوم حكومي بأن “سخالين 2”

  • سمحت الحكومة الروسية لمجموعتين يابانيتين بالاحتفاظ بحصصهما في مشروع “سخالين-2”
  • القرار بناء على رغبة طوكيو التي لم تكن تريد التنازل عنها رغم مشاركتها في العقوبات المفروضة على موسكو
  • كان الكرملين قرر فجأة في 30 حزيران/يونيو نقل جميع أسهم هذا المشروع إلى مجموعة جديدة أنشأتها الدولة الروسية

 

 

بناء على رغبة طوكيو التي لم تكن تريد التنازل عنها رغم مشاركتها في العقوبات المفروضة على موسكو بسبب غزوها أوكرانيا، سمحت الحكومة الروسية لمجموعتين يابانيتين بالاحتفاظ بحصصهما في مشروع “سخالين-2” للنفط والغاز في الشرق الأقصى الروسي.

وأكد متحدث باسم “ميتسوبيشي كورب”  الخميس أن مرسوماً حكومياً روسياً صدر الأربعاء يسمح للمجموعة اليابانية بنقل حصتها السابقة البالغة 10 بالمئة في “سخالين-2” إلى كيان جديد أنشأته موسكو من جانب واحد في تموز/يوليو.

واتخذت موسكو، قبل يوم،  قراراً مماثلاً بشأن مجموعة “ميتسوي اند كو” التي احتفظت بحصتها البالغة 12,5 بالمئة في المشروع الذي يقع في عرض البحر.

وقررت مجموعة النفط البريطانية العملاقة “شل”، بعيد اندلاع الحرب في أوكرانيا، التخلي عن أصولها في روسيا بما في ذلك حصتها البالغة 27,5 بالمئة في “سخالين-2”.

وكان الكرملين قرر فجأة في 30 حزيران/يونيو نقل جميع أسهم هذا المشروع إلى مجموعة جديدة أنشأتها الدولة الروسية، ما يفترض أن يسمح بإبقاء الشركاء الأجانب الراغبين في البقاء بتحقيق ذلك.

وعلى الرغم من مشاركتها في العقوبات الدولية ضد موسكو وتقليص وارداتها من الطاقة من روسيا، لم تكن الحكومة اليابانية مستعدة للتخلي عن “سخالين-2” المشروع الأساسي في تزويد البلاد بالغاز الطبيعي المسال.

ويرسل إلى اليابان حوالى 60 بالمئة من عشرة ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال المنتج سنوياً في هذا المشروع الذي يؤمن وحده نحو 9 بالمئة من الواردات اليابانية من هذه المادة.

وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية هيروكازو ماتسونو في مؤتمر صحافي دوري الخميس إن الضوء الأخضر الروسي لإبقاء اليابان في المشروع “مهم جداً لاستقرار إمدادات الطاقة في بلادنا”.

وقال جيمس برادي من شركة الاستشارات “تينيو” في مذكرة نُشرت الأسبوع الماضي أن إصرار اليابان على البقاء في “سخالين-2” بأي ثمن “يعكس الواقع البراغماتي المتمثل في الحفاظ على الحرارة والأضواء في أجواء أصعب سوق عالمية للطاقة منذ عقود”.

وكادت طوكيو تشهد انقطاعاً في التيار الكهربائي هذا الصيف بسبب نقص الطاقة المرتبط بدرجات الحرارة الحارقة التي أدت إلى تضخم احتياجات تكييف الهواء.

وعلى غرار أوروبا، تستعد اليابان لمواجهة صعوبات خطيرة في التدفئة هذا الشتاء.

وحذر برادي من أن حصص اليابان في “سخالين-2” تبقى في خطر إذ إن تسوية أي نزاع محتمل الآن يفترض أن يتم من قبل محكمة روسية ومن دون اللجوء على الأرجح إلى تحكيم دولي.

وفي أوائل آب/أغسطس، خفضت “ميتسوي اند كو” و”ميتسوبيشي” بشكل كبير قيمة حصصهما في “سخالين-2” بسبب الغموض في الأوضاع.