مرور 5 سنوات على فرار الروهينغا من ميانمار إلى بنغلاديش

  • يعيش الروهينغا أزمة نفسية عميقة وفق دراسة قام بها أطباء بلا حدود
  • يعيشون في مخيمات مكتظة في ظروف صعبة

 

مرت خمس سنوات على الذكرى السنوية الخامسة لهروب أكثر من 730 ألفًا من الروهينغا من ولاية راخين في ميانمار إلى بنغلاديش بعد حملة عسكرية يقودها الجيش ومنذ الحين إلى حدود هذه اللحظة واقع الروهينغا لم يتغير، وقد يكون من السيء إلى أسوأ.

هذه الأقلية العرقية غالبيتها من المسلمين عاشوا لقرون في ميانمار ذات الأغلبية البوذية وصفتها الأمم المتحدة في عام 2013 باعتبارها واحدة من أكثر الأقليات اضطهادا في العالم.

وبسبب استمرار العنف والاضطهاد، أقدم مئات الآلاف منهم على خوض رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر والبر إلى بنغلاديش وماليزيا على أمل تأمين على حياة أفضل.

هربت قرى كاملة من الناس إلى بنغلادش حيث يعيشون في مخيمات مكتظة في ظروف صعبة حيث يفتقر الكثير من الناس إلى الرعاية الصحية والمياه الصالحة للشرب والمراحيض والغذاء.

وتتكوّن المخيمات المكتظة في المنطقة من مآوي بسيطة ومتهالكة مصفوفة بجوار بعضها البعض وممرات ضيقة وموحلة ويعيش فيها أكثر من 5,000 شخص ولا تتوفر فيها مرافق صرف صحي كافية، فتشكل برك المياه الراكدة أرضًا خصبة مواتية لتكاثر البعوض والأمراض.

وفي الواقع، لا يكفي عدد المراحيض القليل أعداد الناس الهائلة، كما أنّ انخفاض إمدادات المياه، وخصوصًا خلال موسم الجفاف، يعني أنّ المرافق عادة ما تكون قذرة. زد على ذلك أن هذه المرافق لا توفّر أي مساحة للخصوصية.

الروهينغا

مسنة من الروهينغا (غيتي)

يعيش الروهينغا أزمة نفسية عميقة وفق دراسة قام بها أطباء بلا حدود إذ تتجلى في جميع أنحاء ميانمار فجوات كبيرة في خدمات الرعاية النفسية، بما في ذلك ولاية راخين.

يجد الناس أنفسهم أمام خيارات محدودة. في الواقع، لا تتوفر سوى عيادة خاصة واحدة للصحة النفسية في سيتوي، ولكنها مكلفة للغاية بالنسبة لمعظم الناس، في حين أنّ خدمات الصحة النفسية في المستشفى العام محدودة للغاية. كما تبعد المدينة حوالي 10 كيلومترات عن المخيمات في بلدة

باوكتاو علمًا أنه على سكان المخيمات عبور النهر أيضًا للوصول إليها، مما يشكل تحديًا إضافيًا لهم. ولهذا فإنّ المسافة البعيدة والقيود المفروضة على التنقل تحد من إمكانية وصول الروهينغا الذين يعيشون في المخيمات إلى هذه المرافق.

يعاني الروهينغا من القيود المفروضة على حرية التنقل أيضا، مما يحرمهم من العمل مدفوع الأجر والتعليم والرعاية الصحية.

يكافحون بشكل يومي من أجل تأمين الغذاء، وتحيط بهم المخاوف المتعلقة بالسلامة ومشاعر كبيرة من اليأس. ويترتب على هذا الوضع الراهن الذي طال أمده عواقب وخيمة على الصحة النفسية.

كما تساهم الظروف الصعبة والمُرهقة التي يفرضها احتجاز الروهينغا في المخيمات المكتظة إلى جانب محدودية الفرص الاقتصادية والاعتماد على المساعدة الإنسانية في جعل النساء والفتيات أكثر عرضة لخطر الاعتداء والتحرش الجنسي والعنف الأسري مما دفع الكثيرات منهم إلى التفكير في الانتحار مع ذلك تستمر النساء الروهينغا في الكفاح من أجل صحتهن النفسية بينما تظل الأسباب الجذرية لمحنتهن بدون حل.