هل استهداف سلمان رشدي استجابة فتوى الخميني؟

  • آثارت حادثة الإعتداء على الكاتب سلمان رشدي ردود فعل دولية
  • يخضع الكاتب الهندي/البريطاني إلى تنفس اصطناعي

أثار الهجوم الذي تعرض الكاتب البريطاني سلمان رشدي، إدانات دولية للاعتداء بالطعن، فيما رحبت به وسائل إعلام إيرانية.

وخضعَ الروائي من أصل هندي، سلمان رشدي لجراحة طارئة، إثر تعرّضه للطعن قبيل تقديمه محاضرة في مؤتمر عقد ولاية نيويورك، مساء الجمعة.

وقال وكيل أعماله إنّه “وُضِع على جهاز التنفس الاصطناعي”، فيما يواصل الفريق الطبي رعايته عن قرب ومتابعة حالته الصحية.

وفي الأثناء تتواصل الإدانات الدولية للهجوم الذي تعرض له رشدي، وإدانة التضيق عن حرية التعبير والمعتقد من جهة وربطها بالفتوى التي أصدرها الخميني بهدر دم الكاتب على خلفية روايته “آيات شيطانية”.

وفي واشنطن، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان في بيان “شهدت البلاد والعالم اعتداءً بغيضاً على الكاتب سلمان رشدي. هذا العمل العنيف مروع. كلنا في إدارة الرئيس جو بايدن ونائبته كامالا هاريس نصلي من أجل شفائه العاجل”.

وأضاف: “نحن ممتنون للمواطنين الطيبين، ومسعفي الطوارئ لمساعدة السيد رشدي بسرعة كبيرة بعد الهجوم، ولسلطات إنفاذ القانون على عملها السريع والفعال الذي يجري حالياً”.

 

وتمنى الكاتب الأمريكي الشهير، ستيفن كينغ، السلامة لرشدي.

 

وقال الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، إن رشدي كان يجسد قيم حرية التعبير لأكثر من 33 عاما، واصفا الهجوم الذي استهدف حياته بالـ”جبان والهمجي”.

من جانبها، قالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا على تويتر، إنّ “الهجوم على سلمان رشدي عمل دنيء.. شجاعته وحبه للحرية تهمنا جميعاً”، مؤكدة أنّ “حرية الضمير والتعبير ضرورية ضد التعصب”.

 

وقال شاشي ثرور، عضو البرلمان الهندي، إن الحادث وقع في “يوم حزين” لحرية الرأي، متمنيا الشفاء العاجل للكاتب الذي وضع علي التنفس الاصطناعي.

 

أما رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، فقد أدان الهجوم الذي قال إنه تسبب في “ترويعه”، وكتب في تغريدة على تويتر أن “السير سلمان رشدي” تعرض للطعن “أثناء ممارسته حقاً”، في إشارة إلى حرية التعبير، مضيفاً “علينا ألا نتوقّف عن الدفاع عنه”.

 

وكتبت صحيفة شارلي هيبدو، الفرنسية، “علينا أن نكرر مرارًا وتكرارًا أنه لا يوجد ما يبرر الفتوى، بأي حق  يطالب الأشخاص الذين لا يهمنا أنهم متدينون، أن يسمحوا لأنفسهم في يالقول إنه يجب أن يموت شخص ما؟”

 

 

وكتب محمد مراندي مستشار فريق المفاوضين حول الملف النووي في تغريدة على تويتر “لن أذرف الدموع على كاتب يدين بكراهية واحتقار لا حدود لهما للمسلمين والإسلام”.

ولم تُقدّم الشرطة من جهتها تفاصيل بشأن حالة رشدي الصحّية، مكتفيةً بالقول إنّه خضع لجراحة.

وعرّفت الشرطة هوية المعتدي على أنّه هادي مطر (24 عاماً) من فيرفيلد بولاية نيوجيرسي، في حين لم تّتضح دوافعه حتّى الآن. وأشارت الشرطة إلى أنّ رشدي تعرّض للطعن في رقبته وبطنه.

وهرع عدد من الأشخاص إلى المنصّة وثبّتوا المعتدي أرضاً، قبل أن يعتقله أحد عناصر الأمن. وقدّم طبيب كان موجوداً بين الحاضرين إسعافات أوّليّة لرشدي قبل وصول رجال الإسعاف.

وأفادت التقارير بالعثور على حقيبة ظهر ربما تخص المشتبه به، غير أنه لم يعرف محتوياتها بعد.

 

يذكر أن الكاتب سلمان رشدي ولد في عائلة مسلمة في الهند عام 1947، وانتقل إلى بريطانيا في وقت لاحق. وفي 1988 نشر روايته الشهيرة “آيات شيطانية” التي أثارت ردود فعل غاضبة في العالم الإسلامي.

ووجهت إلى رشدي اتهامات بالإساءة إلى النبي محمد والإسلام، وواجه الكاتب تهديدات بالقتل، بما في ذلك فتوى الزعيم الإيراني الراحل آية الله الخميني الذي دعا لاغتيال رشدي.