أيمن الظواهري قُتل في غارة أمريكية بأفغانستان

  • الظواهري اعترف على جميع رفاقه في التنظيم بعد قضية “الجهاد الكبرى”
  • سلطان: مقتل أيمن الظواهري داخل منزل سراج الدين حقّان

قُتل زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري، في غارة أمريكية بأفغانستان، نفذتها وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، قبل أيام.

وقال الرئيس الأمريكي في كلمة بالعاصمة الأمريكية واشنطن، إن العدالة تحققت بعد مقتل أيمن الظواهري، مشيرًا إلى عدم سقوط ضحايا من المدنيين في العملية.

وأشار الرئيس الأمريكي في كلمته إلى أن الظواهري كان يختبئ مع أفراد من عائلته، معتبراً أن العدالة قد تحققت. مشددًا على أن واشنطن “لن تسمح أبدا بأن تكون أفغانستان ملاذا آمنا للإرهاب”.

وأشاد بايدن بما وصفها “الدقة العالية” في قتل الظواهري، قائلا إن زعيم تنظيم القاعدة. مضيفًا أن الظواهري تسبب بمقتل العديد من الأمريكيين، كما سعى وراء استهداف المصالح الأمريكية في عدة دول على مدى عقود.

من ناحيته قال الكاتب والباحث في شؤون الحركات الإسلامية أحمد سلطان، إنه لا يعد استهداف أيمن الظواهري في أفغانستان “أمرًا مستغربًا”، نظرًا لوجود العديد من الشواهد التي تؤكد استمرار التنسيق بين قيادة تنظيم القاعدة وبين تيارات داخل جماعة طالبان، ولا سيما شبكة حقّاني، وهي الشبكة المعروفة أنها الأكثر تطرفًا داخل طالبان.

وأشار سلطان في حوار خاص مع “أخبار الآن”، إلى تصريحات بعض المصادر الأمريكية التي كشفت عن مقتل أيمن الظواهري، داخل منزل سراج الدين حقّاني، وزير داخلية جماعة طالبان الحالي.

وأضاف سلطان: “هناك روابط لا زالت بين جماعة طالبان وبين القاعدة، لكنها لا تحظى بتأييد من جميع مكونات طالبان، بالعكس فهناك فصيل من الجماعة، يرى أن العلاقة مع تنظيم القاعدة أضر بها، وأنه ينبغي التضحية بقيادات التنظيم وتصفيتهم، وتسليمهم، والتخلص منهم ومن عبء وجودهم في أفغانستان، وهذا التيار هو التيار المتحكم في طالبان حاليا”.

الظواهري.. قصة البداية

وأوضح الباحث في الحركات الإسلامية، أنه وفقا لما ذكره الظواهري في كتابه “فرسان تحت راية النبي”، وغير من الكُتب، فإن زعيم تنظيم القاعدة المقتول، بدأ في انتهاج الفكر الجهادي في عام 1966، في أعقاب إعدام سيد قطب- وهو المنظر الشهير لجماعة الإخوان- بدأت مجموعات شبابية من المراهقين بتأسيس ما سُمي بمجموعات الجهاد المصري، وهذه المجموعات كانت مجموعات عنقودية لا ترتبط برباط تنظيمي واحد، وجرى دمجها لاحقا في إطار ما سُمي بتنظيم “الجهاد”، والذي تحالف فيما بعد مع أسامة بن لادن، وتأسس على إثر هذا التحالف تنظيم القاعدة بصورته الحالية.

وأكد سلطان، أنه تم القبض على أيمن الظواهري، في قضية “الجهاد الكبرى”، وهي قضية اغتيال الرئيس المصري الأسبق محمد أنور السادات، مضيفًا أنا الظواهري بعد القبض عليه اعترف على جميع رفاقه في التنظيم، وحتى على المجموعة العسكرية -ضباط وعناصر من الجيش- التي انضمت إلى التنظيم، وكان منهم عصام القمري، ومحمد مكاوي.

 

بعد مقتل أيمن الظواهري.. هل اقتربت نهاية تنظيم القاعدة؟

 

واستطرد: :”مع اندلاع الحرب السوفيتية في أفغانستان، سافر الظواهري إلى باكستان، وعمل في مستشفى في بيشاور، وبعد ذلك انتقل إلى أفغانستان، والتقى بمجموعات عربية، من بنيها مجموعة أسامة بن لادن، مضيفًا: سافر الظواهري مع أسامة بن لادن إلى السودان في عام 1993، واستقرا فيها لفترة، قبل أن يعودا معًا في أواخر عام 1996، ويعملا على التخطيط لتوسع تنظيم القاعدة الذي أنشئ عام 1987.

وأكد الباحث في الحركات الإسلامية: “وفقا لوثاق آبوت أباد، الظواهري كان المحرك الرئيسي لتنظيم القاعدة، ولم يكن أسامة بن لادن سوى واجهة وصورة تم استخدامها لجلب الدعم والتمويل، وتجنيد العناصر”.

وسلط سلطان الضوء على ما كشف عنه الظواهري في رحلته التي أسماها “أيام مع الإمام”، والتي تحدث فيها عن رحلته مع أسامة بن لادن للهروب من داخل الأراضي الأفغانية، بعد تفجيرات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث استقر الظواهري في منطقة الحدود بين أفغانستان وباكستان، بينما استقر بن لادن في منطقة آبوت أباد في باكستان حتى مقتله في عام 2011.

مقتل بن لادن ومحاولة غسل سُمعة التنظيم

وقال سلطان إنه بعد مقتل أسامة بن لادن، تولى سيف العدل (محمد صلاح الدين زيدان) وهو نائب أمير القاعدة الحالي،  والمقيم في طهران منذ أكثر من 20 عامًا، ولديه صلات كثير بقادة إيران، تولى الإمارة بشكل مؤقت، حتى نُقلت الإمارة إلى أيمن الظواهري، والذي استهل إمارته للتنظيم بإجراء سُمي بتحول استراتيجي، حاول من خلاله تقديم التنظيم على أنه أقل راديكالية، محاولا “غسل سمة القاعدة الملطخة بالدماء”.

تنظيم القاعدة دخل في سلسلة من الانتكاسات المتتالية

وأوضح سلطان، أن تنظيم القاعدة دخل في سلسلة من الانتكاسات المتتالية، حيث خسر جُل قادته، الذين قتلوا في طهران وسوريا، ودول أخرى، كما فشلت محاولات الظواهري في تقديم القاعدة في ثوب جديد، وهي المحاولات التي تسببت في انشقاق داخل التنظيم، كالفرع العراقي (داعش)، والفرع السوري (هيئة تحرير الشام).

واختتم سلطان حديثه: “نجد عملية التحول القيادي داخل تنظيم القاعدة، تسير إلى اتجاه تسلم سيف العدل المصاب بمتلازمة طهران لتولي إمارة القاعدة، لكن هناك نقطة مفصلية تتعلق بوجود سيف العدل في إيران، حيث إن هناك من أفرع القاعدة من يرفض الارتباط بطهران، وهي النقطة التي قد تسبب أزمة كبرى داخل التنظيم”.

تباعا نكشف أسرار وخبايا قادة القاعدة المتواجدين في إيران وهل اختاروا الاستقرار في طهران أم أجبروا على ذلك، وما هي خطط مصطفى حامد وسيف العدل لمستقبل القاعدة في وثائقي “بعد متلازمة طهران.. القاعدة إلى أين”.