إيران تتهم إسرائيل بالوقوف وراء العديد من الهجمات

  • عملاء الموساد يستجوبون مسؤولا في الحرس الثوري داخل إيران

أعلنت وزارة الأمن (الاستخبارات) الإيرانية، السبت، توقيف عناصر قالت إنها من شبكة مرتبطة بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، دخلوا أراضيها عبر شمال العراق لتنفيذ عمليات تستهدف “مناطق حساسة”، وفق الإعلام الرسمي.

وبحسب بيان للوزارة أوردته وكالة “إرنا”، أوقفت قوات الأمن الإيرانية “عناصر شبكة تجسس إرهابية تابعة لجهاز الموساد، تم إرسالهم إلى البلاد لتنفيذ عمليات إرهابية، وتم تحديدهم قبل أن يقوموا بأي عملية تخريب”.

وأضافت أن هؤلاء “كانوا على تواصل مع جهاز الموساد بواسطة إحدى الدول المجاورة، وتسللوا إلى البلاد عبر إقليم كردستان” في شمال العراق، قبل أن يتم توقيفهم “جميعا”.

ولم يذكر البيان تفاصيل بشأن عدد من تمّ توقيفهم أو جنسيتهم أو تاريخ حصول ذلك، أو طبيعة العمليات التي كانوا يحضّرون لتنفيذها.

بيد أنه أشار إلى أنهم “كانوا بصدد تنفيذ عمليات إرهابية كبيرة غير مسبوقة من خلال استخدام معدات حديثة ومتطورة وأقوى أنواع المتفجرات والاتصالات، لاستهداف مناطق حيوية وذات حساسية، محددة مسبقا داخل البلاد”.

وأكدت الوزارة أنه تم ضبط ما كان في حوزة هؤلاء، على أن يتم كشف مزيد من التفاصيل بشأن هذه الشبكة “لاحقا”.

وتتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف العديد من الهجمات التي وقعت على أراضيها، مثل عمليات تخريب منشآت نووية، أو اغتيال عدد من علمائها البارزين خلال الأعوام الماضية.

تتهم إيران إسرائيل بالوقوف خلف العديد من الهجمات

وغالبا ما تعلن السلطات الإيرانية توقيف أشخاص مرتبطين بأجهزة استخبارات تابعة لدول أجنبية، خاصة إسرائيل.

وفي أبريل، أفاد الاعلام الرسمي عن توقيف ثلاثة أشخاص في محافظة سيستان-بلوشستان بجنوب شرق البلاد، يشتبه بارتباطهم بالموساد، لضلوعهم في نشر “وثائق مصنّفة” سرية.

وفي يوليو 2021، أعلنت وزارة الاستخبارات توقيف “عناصر عميلة” لإسرائيل وضبط أسلحة كانت معدة للاستخدام في “أحداث شغب”، في أعقاب احتجاجات شهدتها إيران على خلفية شحّ المياه في جنوب غرب البلاد.

الموساد يستجوب مسؤولا رفيعا في الحرس الثوري داخل إيران

من ناحيتها، حصلت “إيران إنترناشيونال” على معلومات تُظهر أن مسؤولًا كبيرًا آخر في الحرس الثوري الإيراني يدعى “يد الله خدمتي” تم استجوابه من قبل عملاء الموساد داخل إيران، وأنه قدم معلومات- خلال هذا الاستجواب الذي استمر عدة ساعات- حول نقل أسلحة إلى سوريا والعراق ولبنان واليمن.

وفي مقطع فيديو تم تسجيله خلال هذا الاستجواب وحصلت عليه “إيران إنترناشيونال”، أكد خدمتي دوره في قسم “الدعم والتوفير” في الحرس الثوري الإيراني، والتواصل مع علي أصغر نوروزي، قائد هذا القسم، وأعرب عن ندمه لنشاطه في إرسال أسلحة إلى مجموعات تعمل بالوكالة للنظام الإيراني، وطالب رفاقه بعدم القيام بمثل هذه الأمور.

وخدمتي هو مساعد علي أصغر نوروزي، قائد قسم “الدعم والتوفير” في الحرس الثوري الإيراني.

وقسم “الدعم والتوفير” في الحرس الثوري والوحدات العسكرية الأخرى، والذي كان يُعرف سابقًا باسم “مساعدية الدعم واللوجستيات”، هو المسؤول عن تقدير وتوفير المعدات والاحتياجات الأخرى لقوات الحرس الثوري، بما في ذلك الغذاء والملابس والمرافق.

وبحسب المعلومات التي تلقتها “إيران إنترناشيونال”، بعد استجواب خدمتي وإدلائه بمعلومات عن دوره في إرسال الأسلحة، أُطلق سراحه سالمًا وأعيد إلى منزله من قبل الأشخاص الذين اختطفوه.

وبعد استجواب هذا العضو رفيع المستوى في الحرس الثوري الإيراني، أعلن التلفزيون الإيراني في تقرير اختطافه، دون ذكر هوية المختطف الذي تم استجوابه.

وفي هذا التقرير، الذي وصف “الخاطفين” بـ”البلطجية”، ورد أن لديهم مهمة من الموساد لاختطاف “عضو في الحرس الثوري الإيراني”.

وبحسب تقرير التلفزيون الإيراني الذي نُشر في يونيو (حزيران) الماضي، فإن هؤلاء الأشخاص أخذوه إلى ضواحي طهران، وقيدوا يديه، وانتزعوا منه اعترافات لم تكن في “مجال عمله ومهنته”.

وقال التلفزيون الإيراني إنه تم اعتقال الخاطفين، وبث صورًا لأشخاص وهم يدلون باعترافات قسرية.

ثان استجواب لمسؤولين من الحرس الثوري داخل إيران

ويعتبر خدمتي ثاني مسؤول كبير في الحرس الثوري الإيراني تم نشر فيديو استجوابه داخل إيران.

ففي 29 أبريل (نيسان) الماضي، أعلنت “إيران إنترناشيونال” استنادًا إلى مقطع فيديو لاستجواب منصور رسولي، عضو الوحدة 840 في فيلق القدس، أنه اعترف فيه بمهمته لتنفيذ ثلاث اغتيالات في تركيا وألمانيا وفرنسا.

وتأكيدًا لهذه الأنباء، أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية أن عملاء الموساد استجوبوا رسولي في إيران، لكن رسولي نفى علاقته بالحرس الثوري الإيراني في مقطع فيديو، وذكر أنه “اختطف من قبل إحدى جماعات البلطجة”.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز”، في تقرير يشير إلى تخوف السلطات الإيرانية من استمرار الأعمال الإسرائيلية داخل الأراضي الإيرانية، ونقلت عن سياسي إصلاحي إيراني قوله إن “إسرائيل يبدو وكأنها أنشأت منظمة كبيرة في إيران لتنفيذ عملياتها بحرية”.

ونقلت صحيفة “فايننشال تايمز” عن السياسي الإصلاحي، الذي لم يذكر اسمه، قوله: “يبدو أن إسرائيل أنشأت منظمة واسعة في طهران وتعمل بحرية”.

وأضاف هذا السياسي الإصلاحي: من الواضح أن إسرائيل تستهدف الصورة “الآمنة للغاية” لإيران من أجل فضح صورة القوة والاقتدار التي تحاول السلطات التظاهر بها.

من هو نوروزي وما هي أدواره؟

يذكر أن علي أصغر نوروزي هو قائد قسم “الدعم والتوفير” في الحرس الثوري الإيراني برتبة عميد، ومقرّب من قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس، وبحسب المعلومات التي تلقتها “إيران إنترناشيونال”، فإنه في السنوات الأخيرة، نفذ عمليات لنقل الأسلحة إلى الجماعات العميلة للنظام الإيراني.

وهو أيضًا عضو في مجلس إدارة المؤسسة التعاونية للحرس الثوري الإيراني، وهي المسؤولة عن تمويل فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.

ووفقًا لهذه المعلومات، فإن تأثير وقوة نوروزي في آلية نقل الأسلحة كان لدرجة أنه يُشار إلى هذه العمليات باسم “آلية نوروزي”.

وتشير هذه المعلومات إلى أن إحدى العمليات المهمة بقيادة نوروزي كانت تتعلق بنقل أسلحة من إيران إلى المطارات السورية، منها: “تي 4، وشعيرات، وحماة، والمطار الدولي” عام 2019، وبعد ذلك ازداد دوره ونفوذه.

وتقول مصادر “إيران إنترناشيونال”، إنه خلال استجواب خدمتي، تم الحصول على معلومات حول علاقة نوروزي مع شركة “قشم فارس” للطيران في مجال إرسال الأسلحة.

يذكر أن الرئيس التنفيذي لشركة “قشم فارس” للطيران هو غلام رضا قاسمي، وقد استولت السلطات الأرجنتينية على طائرة “بوينج 747” تحت إمرته في أواخر يونيو، وتم اعتقاله مع أفراد طاقم آخرين.

وتنتمي هذه الطائرة إلى شركة “امتراسور”، إحدى الشركات التابعة لشركة “كونوياسا” في فنزويلا، والتي تخضع لعقوبات وزارة الخزانة الأميركية.