ما سر الحمى القلاعية في هذا البلد العربي؟

مرض فيروسي معدٍ يؤثر على الأبقار والأغنام والماعز.. أدى هذا العام إلى تراجع مبيعات الماشية بشكل كبير..

مرض ألقى بظلاله قبل عيد الأضحى بأكبر دولة إسلامية في العالم..  فما هي القصة؟ ولماذا انتشر هذا المرض؟

خلال الفترة التي تسبق العيد، تظهر عادة حظائر مؤقتة لإيواء الأبقار والماعز في جوانب الطرق المزدحمة بالعاصمة الإندونيسية جاكارتا ومناطق أخرى.

لكن انتشار مرض الحمى القلاعية أدى هذا العام إلى تراجع المبيعات بشكل كبير

يهدد تفشي مرض الحمى القلاعية في إندونيسيا بتعطيل طقوس الأضحيات بمناسبة عيد الأضحى هذا العام ، حيث يتحسر تجار الماشية في أكبر دولة ذات أغلبية مسلمة في العالم على انخفاض المبيعات.

أطلقت إندونيسيا برنامجًا لتطعيم الماشية على مستوى البلاد في محاولة للحد من تفشي المرض الذي بدأ في مايو.

أصيب أكثر من 317 ألف حيوان في 21 مقاطعة إندونيسية ، معظمها في أكثر جزر جاوة وسومطرة اكتظاظًا بالسكان ، حيث تم إعدام أكثر من 3400 حيوان ، وفقًا لبيانات حكومية.

في حين أن المرض يمكن أن يكون مميتًا للحيوانات ، إلا أنه لا يعتبر بشكل عام تهديدًا لصحة الإنسان.

يمكن إرجاع سهولة انتشار فيروس الحمى القلاعية إلى ثلاثة عوامل مهمة هي مقاومة الفيروس القوية لكل اللقاحات وقابليته للتطاير بالإضافة إلى ازدياد عدد مزارع التربية وارتفاع الكثافة فيها، وسهولة حركة الحيوانات من مكان إلى آخر، وهذا كله يجعل مرض الحمى القلاعية ينتشر بشكل أسرع ويصيب حيوانات أكبر.

يستطيع الفيروس العيش بضعة أيام في الهواء الخارجي، ثم ينتقل من حيوان إلى آخر بالاحتكاك المباشر، أو عن طريق الهواء، أو أرجل الحيوانات الملوثة التي تضعها في الطين، وأيضاً عن طريق  الأحذية  وتوجد عوامل بيئية واجتماعية واقتصادية أخرى تساعد على سرعة انتقال العدوى وعلى رأسها انتشار تربية الحيوانات على نطاق واسع وبشكل مكثف، بعد أن كانت مقصورة على بعض المزارع المعزولة ومن ثم فإن تكدس هذه الحيوانات في مصانع اللحوم يسهل عملية انتقال الفيروس، إضافة إلى سائر الفيروسات المعدية  كما يلعب تبادل الحيوانات، وهو أسلوب متبع في تربيتها دوراً حيوياً في العدوى، فلم تعد الحيوانات تقضي عمرها بالكامل في مزرعة واحدة بل تنتقل من وحدة متخصصة في التكاثر إلى وحدة أخرى متخصصة في التسمين.

وهكذا يجد الفيروس نفسه محمولاً من ضحية إلى أخرى مجاناً وبسهولة كبيرة.