سيفرودونيتسك المدينة المفتاح في الحرب الروسية الأوكرانية

  • مدينة سيفرودونيتسك يعد تمهيداً للوصول إلى مدينة ليستشانسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية
  • منذ 2014 تواصل موسكو دعم الجماعات الانفصالية في أوكرانيا

عقب ثورة الميدان في عام 2014  وهروب الرئيس الأوكراني فيكتور ياناكوفيتش واسقاط حكومته، استغل الكرملين التخبط السياسي في كييف وسارع في ضم شبه جزيرة القرم و قدم الدعم بشكل غير معلن للحركات الانفصالية في اقليم الدونباس الواقع شرقي أوكرانيا والمحاذي للحدود مع روسيا. 

استمرت موسكو بدعم الجماعات الانفصالية عسكرياً ومادياً في لوهانسك ودونيتسك ضد كييف، قبل أن تعترف رسمياً باستقلالهما تحت مسمى جديد ” جمهورية لوهانسك الشعبية المستقلة” و “جمهورية دونيتسك الشعبية المستقلة” قبيل أيام من اعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحرب على أوكرانيا أواخر شهر فبراير الماضي.

لم تنجح المحاولات الدبلوماسية خلال السنوات الماضية بحل النزاع بين الطرفين حتى بعد اتفاقية مينسك الأولى و الثانية والتي وقعت عام 2015 بالعاصمة البيلا روسية، والتي ركزت على وقف اطلاق النار الفوري بين الطرفين بوساطة أوروبية، خلال ثمان سنوات من النزاع قتل أكثر من 13 ألف شخص وسط اتهامات متبادلة بانتهاك بنود الاتفاقية. 

موسكو تؤكد بأن الاعتراف جاء لحماية المواطنين الذين يتحدثون اللغة الروسية في هذه المناطق، حيث عملت الحكومة الروسية على تسهيل اصدار وثائق وجوازات سفر روسية بقرار رئاسي، فضلاً عن فرض الخدمات العامة بالنظام الروسي واستخدام عملة الروبل بدلاً من الهريفنا الأوكرانية.

تقع مدينة سيفرودونيتسك في موقع استراتيجي داخل اقليم لوهانسك شرقي أوكرانيا والذي تسيطر روسيا على معظم أراضيه، وتعد المدينة قبل الأخيرة التي تسيطرعليها القوات الأوكرانية هناك، وتعتبر ممر لمدن أخرى، ولكن القوات الروسية قد دمرت الجسور الثلاثة في المدينة مما صعب الوضع أكثر على الجيش الأوكراني وتركه محصوراُ في المناطق الصناعية بالمدينة وجعل عمليات اجلاء المدنيين أمراً مستحيلاً.

سقوط مدينة سيفرودونيتسك يعد تمهيداً للوصول إلى مدينة ليستشانسك الخاضعة للسيطرة الأوكرانية في لوهانسك، حيث تهدف روسيا لبسط سيطرتها على اقليم لوهانسك بشكل كامل، وتمهيد الطريق للسيطرة على اقليم دونيتسك و زوبورجيا جنوباُ والتي تسعى روسيا لاحكام قبضتها وبسط نفوذها على ساحل آزوف وتأمين ممر بري بين شبه جزيرة القرم جنوباً واقليم الدونباس شرقاً بعد سيطرتها على ماريوبول وخيرسون.

ومع تباطؤ الالتزام بتزويد أوكرانيا بالأسلحة وتباين في المواقف بين الدول الحلفاء وشدة الهجوم الروسي، لا تزال كييف تتكبد خسائر كبيرة وتتعرض لضغوط شديدة حسب ما أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، والذي طالب بتسريع عمليات نقل الأسلحة الثقيلة مؤكداً بأن المعارك لاتزال مستمرة و أن جيشه يواصل القتال.