رفض اجتماعي لسياسة صفر كوفيد التي تنتهجها الصين
- انكمش قطاع الخدمات بالصين
- تفرض السلطات ضوابط صارمة على التنقل بين المدن
تهديد ووعيد وإنذار شديد اللهجة، الرئيس الصيني شي جيبينغ خرج عن صمته بتحذير من المشككين في سياسة صفر كوفيد التي تعتمدها الصين في محاولتها لاحتواء الوباء، لكن طريقته في الكلام بيّنت بحسب محللين الضغط السياسي والاجتماعي بالدرجة الأولى، ما أسفر عن لهجة غير محببة، فالرئيس الصيني بات يأمر الجميع بالصمت وإلّا؟!
لم تنجح سياسة صفر كوفيد في درء الخطر عن بكين، فالعاصمة الاقتصادية اليوم باتت في حالة ركود على كافة المستويات، كما أثارت التداعيات الاقتصادية الخطيرة مخاوف الاقتصاديين والمديرين التنفيذيين للشركات، لا سيما بالنظر إلى دور شنغهاي كمركز مالي رائد في البلاد ومركز رئيسي للتصنيع والشحن.
في أبريل، انكمش قطاع الخدمات بالصين، الذي يمثل أكثر من نصف الناتج المحلي الإجمالي للبلاد وأكثر من 40 بالمئة من العمالة بثاني أكبر وتيرة على الإطلاق، في حين انكمش قطاع التصنيع أيضاً.
معطيات فتحت الباب للمنتقدين الذين يسألون عن جدوى السياسة المتشددة وهي تفشل، إذ أن بكين تجبر وفق صفر كوفيد أي مسافر قادم من الخارج على الإقامة في فنادق معينة تحددها الحكومة للخضوع لعزل صحي إلزامي لمدة أسبوعين على الأقل.
لمشاهدة المواجهات بين المحتجين والسلطات ولمزيد من التفاصيل يمكنكم متابعة التقرير التالي:
وفي معظم المدن، يتبع ذلك سبعة أيام أخرى من العزل الصحي في الفندق أو المنزل، ثم فترة مراقبة مدتها سبعة أيام مع عدم الاختلاط الاجتماعي وتقديم تقارير منتظمة إلى مسؤولي الصحة المحليين.
كما أن بكين أوقفت خدمات إصدار وتجديد جوازات السفر “للأغراض غير العاجلة” لمواطنيها في الداخل والخارج للحد من السفر الدولي.
فيما تفرض السلطات ضوابط صارمة على التنقل بين المدن الصينية (وأحيانا بين الأحياء السكنية) مع فترات إلزامية أخرى من العزل الصحي الذاتي لمن يُسمح لهم بالسفر.
كل هذه الأسباب أوقدت رفضاً اجتماعياً لهذه السياسة، وخصوصاً أنها لم تنجح في كبح جماح الفيروس، لتندلع العديد من المواجهات بين السلطات ومحتجين صينيين، والذين لا يريدون بحسب الرافضين تهديدات على لسان الرئيس، إنما حلولا على أرض الواقع.