فرح الديباني تكشف لـ”أخبار الآن” تفاصيل ال24 ساعة قبل حفل الرئيس الفرنسي

  • تم إبلاغي قبل الحفل ب24 ساعة فقط وكنت تحت ضغط كبير.
  • طلب مني غناء النشيد الوطني بعد خطاب الرئيس ماكرون.
  • قمت بإعلام أهلي أولا.

استطاعت السوبرانو العالمية مصرية الأصل فرح الديباني، أن تلفت نظر العالم أجمع خلال الأيام الماضية، وانشغل الإعلام المرئي والمكتوب ومواقع التواصل الاجتماعي، بالحديث عن الفنانة التي احتفى بها الرئيس الفرنسي وقبل يدها.

وذلك بعد أن غنت النشيد الوطني الفرنسي على المسرح، فور إعلان نتيجة الانتخابات التي فاز بها الرئيس إيمانويل ماكرون، وذلك في حدث الأول من نوعه في تاريخ فرنسا، وهو أن يغني مطرب النشيد الوطني الفرنسي في احتفال رسمي، دون أن يكون حامل الجنسية الفرنسية.

ونالت فرح الديباني الإعجاب بسبب أدائها المتميز في غناء النشيد الوطني الفرنسي، لكن رد فعل ماكرون بعد انتهائها من الغناء هو ما حول اللحظة إلى واقعة لا تنسى، إذ اقترب منها ليصافحها ثم انحنى ليقبل يدها.

وكان ذلك المشهد كفيلا ليجعل اسم فرح الديباني، حديث العالم وتصدرت قائمة البحث علي موقع “جوجل”، في محاولة للتعرف أكثر على المغنية الشابة التي احتفى بها الرئيس الفرنسي أمام العالم أجمع بعد أن حول هذا الحدث الكبير إلى لحظة تاريخية ومميزة بالنسبة لها ستؤثر على حياتها إلى الأبد.

وبعد النجاح الكبير الذي حققته مطربة السوبرانو المصرية فرح الديباني، كان ل”أخبار الآن” حديث خاص معها لمعرفة تفاصيل أكثر عن الحفل واستعداداته.

– كيف تم إبلاغك بالحفل وكيف كانت ردة فعلك؟

اتصل بي فريق إعداد الحفل قبل 24 ساعة من الحدث، وطلب مني غناء النشيد الوطني بعد خطاب الرئيس ماكرون في حالة فوزه بالانتخابات، ووجدت نفسي أوافق دون تردد، رغم أني لم أكن في باريس وقتها وكنت في سويسرا، وركبت القطار من جنيف ووصلت على البروڨة مباشرة، لمراجعة النشيد الفرنسي وحفظه والتمرن عليه جيدا، ورغم أني قمت بغنائه من قبل إلا أن المسؤولية هذه المرة كانت كبيرة ولا مجال للخطأ، لأن الملايين من داخل وخارج فرنسا يتابعون الحدث، وكان الموضوع في مجمله به ضغط شديد، لكني كنت واثقة من تقديم عمل مشرف،

– من الذي قام باختيارك أو ترشيح أسمك لتكوني المطربة الرئيسية لهذا الاحتفال؟

لا أعلم كيف تم اختياري، ومن هو ذلك الشخص الذي رشحني، خصوصا أنها المرة الأولى في تاريخ فرنسا، أن يقوم بغناء النشيد الوطني في احتفال رسمي شخص لا يحمل الجنسية الفرنسية

– كيف كانت ردود الأفعال العالمية؟

كانت رودو الأفعال بالنسبة لي مبهرة على المستوى العالمي، وتلقيت دعم واستحسان وتهنئة من أكثر من دولة، كان أولها بلدي مصر، وكذلك تلقيت تهنئة من جمهوري، في ألمانيا، فرنسا، إيطاليا، السعودية، الإمارات، وهذا يثبت أن الفن ليس له حدود أو جنسية.

– من هو أول من شخص قمتي بإبلاغه بمشاركتك في هذه الاحتفالية؟

أهلي هم أول ناس قمت بإبلاغهم، ورغم فرحهم الشديد إلا أننا جميعا كنا في صدمة من الموقف، ولم يكن هناك أي وقت للتفكير، لكني تلقيت منهم دعم زاد حماسي علي تقديم شئ مشرف لهم ولبلدي مصر.

– كيف كان شعورك حينما قبل الرئيس الفرنسي ماكرون يديك أمام الشعب الفرنسي والعالم أجمع؟

شعوري وقتها لا أستطيع وصفه، ولم أكن أتوقعه أبدا، لكنه شعور حقيقي ونبيل من الرئيس، الذي أظهر تقديره لي أمام شعبه والعالم، وكان من المفترض أن نحتفل به بعد فوزه، لكنه حول احتفاله الشخصي إلى احتفال بفني وموهبتي وهذا شعور لا يوصف ولا ينسى.

 تم تكريمك في مصر بحضور الرئيس السيسي في منتدى شباب العالم فهل الإحساس كان مماثل أثناء الحفل أم تكريم بلدك مختلف بالرغم أن الكثير يعتبر الحفل تكريم لكي أمام الشعب الفرنسي والعالم أجمع؟

تكريمي في بلدي أبدا لن يقارن بتكريمي في أي مكان آخر في العالم، وخصوصا أن من كرمني هو رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي شخصيا، وهو شعور لا يوصف ولقد تم تكريمي من قبل في أكثر من دولة، منها فرنسا وألمانيا، لكن الإحساس بالتكريم في بلدي يختلف، وعندما يتم تكريمي في أي دولة هو بمثابة تكريم لمصر، لأني أولا وأخيراً مصرية.

– ماهو موعد الحفلة القادمة لكي وفي أي دولة؟

حفلتي القادمة في مصر خلال شهر مايو، وسيكون احتفال كبير بمناسبة مرور 20 عاما علي إنشاء مكتبة الإسكندرية، وذلك بمشاركة أوركسترا كورال مكتبة الإسكندرية بقيادة المايسترو ناير ناجي.

– شاركت بحفلات في جميع أنحاء العالم، ماهو المسرح الذي تحبين دائما الوقوف عليه وماهو المسرح التي تتمنين إقامة حفله عليه؟

أكثر مسرح أحب الوقوف عليه هو أوبرا باريس، لأنه مكان مميز جدا وله روح وتاريخ، وعندما أقف عليه أشعر بقصص وحكايات وتاريخ طويل، أما المسرح الذي أتمنى أن أقيم فيه حفلات هو أوبرا ڨينا وأوبرا متروبوليتان بنيويورك.

– ما هو طموحك الفترة المقبلة؟

أحلم بتقديم ملكة مصر في أوبرا عايدة، وبدأت فعليا بالاستعداد للأمر، وأتمنى أن أقدمه في موقع فرعوني مميز في الأقصر أو أسوان، كما أريد أن أكمل مشواري في صنع جسر ثقافي بين الغرب والشرق وبين مصر والعالم العربي، وأن أظل دائما رمزا للانفتاح والترابط والتأكيد على أن الفن يقارب بين الشعوب.

– ما هي العوامل التي وصلت بك للعالمية؟

سؤال صعب جداً، لكني أعتقد أن الصبر والعمل والإصرار وطول النفس هما السر، كما أني أؤمن أن الشئ الصحيح يأتي في الوقت الصحيح، وعلى الإنسان أن يعمل ما عليه ليصل لهدفه، وأحيانا أتمنى أشياء وتأتي أشياء آخرى لا أتوقعها لكني أكتشف أنها أحسن مما تمنيت.

يذكر أن السوبرانو العالمية فرح الديباني، التي لم يتعد عمرها الـ33 عاما، هي أول مغنية أوبرا مصرية وعربية تنضم إلى أكاديمية أوبرا باريس في سبتمبر 2016.

ولدت في الإسكندرية، رحلتها مع الفن الأوبرالي بدأ منذ الصغر، إذ تعلمت عزف البيانو في معهد الكونسرفتوار، ثم شاركت في مسابقات لغناء الأوبرا، مما منحها الفرصة للمشاركة بحفلات دار الأوبرا المصرية، والتحقت بمركز الفنون عام 2005، وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة الغناء للمجلس الأعلى للثقافة المصرية عام 2007، ثم الجائزة الثانية في مسابقة Jungend Musiziert عام 2008، ثم جاءت الخطوات نحو العالمية بقرارها الانتقال إلى برلين لدراسة الغناء الأوبرالي، ومنها انتقلت إلى باريس، حيث خاضت تصفيات ضمت 780 شخصا، لتصبح مؤهلة للغناء على خشبة مسرح أوبرا باريس، كأول عربية تحقق هذا الإنجاز.