الحرب تجبر الصحافيين على ممارسة رسالتهم من الملاجئ

يحاول الأوكرانيين قدر المستطاع نقل الصورة الحقيقيّة عن واقع الحرب لديهم إلى العالم، لذلك ينشئون ملاجئ خاصة بالصحافيين وعائلاتهم كي يتسنّى لهؤلاء العمل ضمن أجواء آمنة نسبياً.

ويجد الصحافيين في أحد الملاجئ في لفيف مكاناً يؤويهم من غضب الحرب والقصف، فيقضون أيامهم هناك جاعلين من زوايا ذلك الملجأ مكاتب صحافيّة تساعدهم على التمسّك بواجبهم الصحافي ونقل الرسالة بأمانة إلى العالم.

يقودنا أرتور زاجونك في جولة ضمن الملجأ فنتعرف إلى أقسامه وإلى مظاهر الحياة اليومية فيه.

يعيش هنا بين 10 أو 11 شخصًا، ولكن يمكن أن يكون هناك 3 أشخاص في يوم ما، وفي اليوم التالي قد يصل العدد إلى 16 شخصاً

أرتور زاجونك

يقول أرتور “يوجد مطبخ للإعلاميين هنا بالملجأ، للأشخاص العاملين في مجال الإعلام فما يحتاجون إليه هو طاولة وميكروويف وكل تلك الأشياء، إذا كانوا بحاجة إلى الطعام فلدينا الجبن هنا أو بعض اللبن”.

يضيف أرتور “يعيش هنا بين 10 أو 11 شخصًا، ولكن يمكن أن يكون هناك 3 أشخاص في يوم ما وفي اليوم التالي قد يصل العدد إلى 16 شخصاً، لذلك فإن الناس يصلون إلى هنا يبيتون ليلة ثم يذهبون، مشيرا إلى “أنهم يأتون إلى لفيف في الغالب من الجزء الغربي من أوكرانيا لذلك فهم يأتون من خاركيف وبعض الناس يأتون من كييف، وأماكن أخرى حول كييف”

مع بدء الحرب بدأ الصحافيون بالتشتت كما جميع الناس، غير أنهم اليوم وبعد انقضاء فترة على انطلاقة الحرب يستجمعون قواهم ويتواصلون لإعادة تنظيم صفوفهم ولو عن بعد خدمة لمهنتهم ورسالتهم.

 

الحرب على أوكرانيا

تقول ماريا جيرنافيش وهي رئيسة تحرير وكالة”Social Portal”  “أنا من كييف، والآن أنا في لفيف لقد تم إجلائي من كييف بسبب حالة الطوارئ ولأن كييف كانت محاطة بالجنود الروس وقيل لي إنه الوضع خطير للغاية. لذلك قررت الخروج بعد إجلاء جميع زملائي، إنهم الآن موجودون في بلدان أوروبية مختلفة”.

وأضافت ماريا “نحن الآن نستعيد عملنا من خلال العمل من بلدان مختلفة في محاولة لإنتاج نسخة إنجليزية من أخبارنا وذلك لإطلاع الدول الغربية حول الوضع في أوكرانيا. على سبيل المثال علمت أن في إستونيا تقوم وسائل إعلامنا المحلية فقط بتغطية الوضع الدبلوماسي فيما لا تغطي القصف الحاصل في أوكرانيا، لذلك من المهم بالنسبة لنا نقل تلك الأخبار إلى الدول الغربية”.

من المعروف عالميا ً وعبر التاريخ أنّ الإعلام الناجح يشكل نصف المعركة، تدرك الصحافة الأوكرانية أهميّة السلاح الموضوع بين يديها وهي تناضل يومياً إلى جانب جيشها بسلاح الكلمة مؤدية قسطها من الحرب.

شاهدوا أيضاً: التسجيل الأخير يوثق اللحظات الأولى للهجوم الروسي على أوكرانيا