أوكرانيا طلبت مرارا الانضمام إلى الناتو
- الناتو.. منظمة لا ترغب في الانخراط بأوكرانيا
- في قمة الناتو اتفق القادة على تعزيز الجناحِ الشرقي للحلف
في الوقت الذي عُقدت فيه بالعاصمة البلجيكية بروكسل، ثلاث قمم خاصة بالأزمة الأوكرانية، في خضمِ أزمةٍ عالمية كبرى ناجمةٍ عن الحرب بين روسيا وأوكرانيا، كان هناك خطاب للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي أمام حلف شمال الأطلسي، طالب فيه بتوفير مقاتلات ودبابات وأنظمة دفاع جوي أفضل وأسلحة مضادة للسفن، لمساعدة بلاده على التصدي للهجوم الروسي.
وناشد زيلينسكي في خطاب مصور مسبقا موجه لقمة حلف الأطلسي، الخميس، قادة الحلف زيادة الدعم العسكري المقدم لبلاده في مواجهة القوات الروسية، محذرا من أن “هدفها المقبل سيكون أعضاء بالحلف في شرق أوروبا مثل بولندا”.
وفي قمة الناتو، اتفق القادة على تعزيز الجناحِ الشرقي للحلف، في مواجهة الهجوم الذي تشنهُ روسيا على أوكرانيا، وحذروا موسكو من استخدامِ الأسلحة الكيماوية.
وفي حوار خاص مع “أخبار الآن”، قال نيكولاس وليامز مسؤول سابق في حلف الناتو، إن “الناتو” منظمة، لا ترغب في الانخراط بأوكرانيا، مشيرًا إلى أنها لا تريد استخدام قوتها العسكرية المشتركة لمساعدة أوكرانيا”. مضيفًا: “لذلك من حق الحلفاء الأفراد، مساعدة أوكرانيا في شراء أسلحة من بعضهم. كما تُترك كل دولة للقيام بما تراه ضروريًا لمساعدة أوكرانيا”.
وردا على قضية انضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي، قال وليامز إن هذه قصة طويلة ومعقدة للغاية، مضيفا: “أوكرانيا وُعدت يومًا ما أنها ستنضم إلى الناتو، كما حدث مع جورجيا، ولكن ذلك اليوم لم يأتي، وطلب الناتو من أوكرانيا لعدد من السنوات أن تجدد من نفسها، وتكون أقل فسادا وتكون منظمة أكثر، واقل تفككًا”.
وأوضح المسؤول السابق في الناتو: “كما أنهم ليس لديهم أي احتمال أن تنضم أوكرانيا للناتو، لكن وعد ما زال قائما، إذا أصلحت أوكرانيا من نفسها، وبعدها يمكن أن تكون عضوا في الناتو”.
كما علق على العملية العسكرية في أوكرانيا، وما حققته، قال: “حسنا، لم تحقق الكثير (روسيا في أوكرانيا) ولكن ما حققته هو أن الجميع يرى خطورة الحديث عن انضمام أوكرانيا للناتو بالنسبة لروسيا، لكن في المقابل، لقد أظهر الروس قدرا عظيما من القسوة والتهور، الأمر الذي أفزع أوروبا بالكامل وما بعدها”.
وأضاف: “نتج عن ذلك ما لم تكن تريده روسيا حقا، إذ أن الناتو سيعزز الآن جناحه الشرقي كما يدعوه، وهي البلدان المنتمية إلى الناتو في الشرق مع قوات أمريكية وبريطانية وفرنسية وألمانية. فقد كشفت القوات العسكرية الروسية عن نفسها لمدة أسبوعين لمجرد غزو دولة مجاورة لها، لذلك غزو البلقان سيكون أكثر بكثير من قدراتها (روسيا)”.
وعن رأيه إذا ما كن من الممكن أن تنضم دول إلى الناتو قريبًا، قال : “لا أعتقد أن هناك أي دولة ستنضم للناتو قريبا، هناك حديث، على سبيل المثال، أن ربما فنلندا والسويد سوف تبحثان وضعهما المحايد بسبب صدمة غزو أوكرانيا، وربما التقدم بطلب للانضمام إلى الناتو، ولكن ذلك معلق”.
وفي سياق متصل، ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا شهره الثاني، كثَّفت دول حلف شمال الأطلسي “الناتو” بشكل محموم إمداد أوكرانيا بنوعيات وكميات من الأسلحة، وهو ما دفع خبراء عسكريين وأمنيين إلى توقع أن تنقلب المعارك لحرب شوارع يطول أمدها.
واعتبر الخبراء، أن القرارات التي اتخذتها قمة “الناتو”، الخميس، بزيادة تسليح أوكرانيا، ردّ على استخدام روسيا صاروخ “كينجال”، وإنقاذًا لأوكرانيا بعد تشديد القوات الروسية حصارها للمدن الكبيرة وتكثيف عملياتها الجوية والبحرية معًا.
وخلال قمة الناتو في بروكسل، اتفق قادة الحلف على تعزيز الجناح الشرقي للحلف -المواجِهة لدوله لروسيا جغرافيًّا- بمزيد من التسليح.