بوتين يسعى إلى السيطرة على أوكرانيا
- المواطنون في ماريوبول يحصلون على المياه من إذابة الثلج
- أكثر من 300 ألف شخص مُحاصرون في ماريوبول
- القوات الروسية تُرّحل المواطنين من ماريوبول إلى مُخيمات اعتقال في روسيا
في الوقت الذي تُصعد فيه القوات الروسية بأمر من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، من هجماتها على المدن المختلفة في أوكرانيا، خاصة ماريوبول- وهي المدينة الاستراتيجية التي ترغب روسيا في السيطرة عليها، بعدما سيطرت على الميناء الخاص بها، قالت إينا سوفسون، العضو في البرلمان الأوكراني، والنائب الأول السابق لوزير التعليم والعلوم، إن “الوضع مريع في ماريوبول حالياً، ويحتجز الروس أكثر من 300 آلاف شخص كرهائن”.
وأضافت سوفسون، في تصريحات خاصة لـ”أخبار الآن” أن القوات الروسية فعلت ذلك لسببين “الأول هو أنهم يريدون ورقة ضغط أكبر بيدهم في المفاوضات الجارية حالياً، والثاني هو أنهم يريدون أن يبعثوا الخوف في نفوس الأوكرانيين ليظهروا لهم ما يفعلونه في ماريوبول، وما يمكنهم فعله في أي مدينة أخرى”.
وأوضحت: “لذلك يرتكبون أموراً مريعة في ماريوبول، قرأنا أنهم قصفوا المدينة من البحر، وفي السابق قصفوها من الجو والبر، والآن لقد استحدثوا القصف البحري، كما وردتنا أخبارًا مروعة عن محاولات بعض المواطنين البقاء على قيد الحياة من خلال إذابة الثلج في الشارع، لكي يحصوا على المياه، لأنه لا وجود للمياه، ولا الكهرباء ولا أي إمدادات حياتية أساسية”.
وعن عمل الممرات الإنسانية في المدينة، قالت عضو البرلمان الأوكراني: “نسمع أخباراً تفيد بأن الروس يكررون ما فعله النازيون في الحرب العالمية الثانية، فهم يرحّلون المواطنين من ماريوبول إلى مُخيمات اعتقال في روسيا ثم ينقلونهم إلى مناطق روسية نائية، ويرغمونهم على التوقيع على أوراق تفيد بموافقتهم على البقاء هناك لمدة سنتين، وعلى تنفيذ أي أعمال تطلبها الحكومة الروسية من دون أي مقابل. بالكاد يسمحون للمواطنين مغادرة المدينة”.
وأكدت أنه حتى الآن غادر 40 ألف مواطن فقط ماريوبول، وبالتالي فإن ما يزيد على 300 ألف شخص لا يزالون في المدينة، وليس لديهم أي سبيل للخروج.
وتابعت سوفسون: “هذه دولة توتاليتارية أشبه بالدولة النازية. فهذا ما كان يفعله تماماً النازيون في الحرب العالمية الثانية، وهذا ما يفعله اليوم الروس. هم الذين كانوا يدّعون أنهم كانوا يحاربون الدولة النازية في الماضي، ولم يلاحظوا أنهم أصبحوا بنفسهم دولة نازية. في الحقيقة هذه عبودية الزمن الحالي، فهم يتخذون عبيداً لهم ويرغمون الشعب على العمل بالسخرة وهذا أمر غير مقبول بأي شكل من الأشكال، ومن بين كل ما وردني حتى الآن باستثناء بعض حالات الإغتصاب التي ارتكبها جنود روس، فإن العبودية هي من بين أكثر الممارسات الروسية إثارة للاشمئزاز من بين كل ممارساتهم بحق المدنيين هنا في أوكرانيا”.
وعن موقف البرلمان الأوكراني، أوضحت أن البرلمان لم يعد يعمل بالطريقة نفسها التي كان يعرفها قبل الحرب. مضيفة: “لقد عقد 3 جلسات طارئة، عُقدت الأولى بعد مرور بضع ساعات على أول عمليات القصف بالقنابل على كييف، والثانية بعد أسبوع، والثالثة بعد أسبوع آخر، وليس هناك من مجال حالياً للعمل التشريعي، ولكن كان يتعين علينا أن نمرر بعض النصوص التشريعية حول بعض المسائل مثل مصادرة الأصول التي يملكها مواطنون روس، وبعض المسائل الخاصة بطريقة عمل القوانين في زمن الحرب. إذن هذا هو العمل الذي قمنا به ولكن بالطبع غالبية النشاطات التي نقوم بها الآن على مستوى تمثيل الناخبين باتت مختلفة الآن”.
وأضافت: “هناك بعض النواب الذين يركّزون على العمل الدولي، وبالتالي يتحدثون إلى وسائل الإعلام ويقومون بخطوات دبلوماسية ويتواصلون مع نواب في دول أجنبية وهذه الأنشطة كثيفة حالياً. كما هناك عدد كبير من النواب الذين انضموا إلى الجيش أو عادوا إلى صفوفه وهم يحاربون اليوم بشكل مباشر على أرض المعركة، على غرار باقي الأوكرانيين، لكن الجزء الأكبر من النواب منخرط في المساعدات الإنسانية والدعم الإنساني لا سيما بعض النواب الذين يمثلون شرائح معينة من الناخبين، فهؤلاء يتولون تنسيق جهود الإغاثة الإنسانية”.
وأشارت إلى ضرورة فرض حظر الطيران فوق أوكرانيا، قائلة: “السبب الذي يجعل منطقة حظر الطيران الجوي ضرورية جداً بالنسبة إلينا. بما أن القوات الروسية عاجزة تماماً عن إحكام سيطرتها على الأرض بالرغم من المعتقدات القوية السائدة بأن الجيش الروسي قوي جداً وهو على أهبة الاستعداد، ولكنه غير قادر على التقدم إلى الأمام، لا بل هو يراوح مكانه على أرض المعركة، بدأ الجيش الأوكراني الهجوم المضاد في مناطق مختلفة بما في ذلك في محيط كييف. ولذلك يستعمل الروس الوسيلة الوحيدة التي بقيت أمامهم فهم متفوقون فقط في الجو، ولهذا السبب يواصلون قصف مدننا فمثلاً خاركيف مسقط رأسي التي ترعرعت فيها وارتدت المدرسة فيها قد تعرّضت لقصف عنيف وتعرّض ألف مبنى سكني تقريباً للقصف مما تسبب بتشرّد عشرات آلاف السكان”.
وأكدت سوفسون على استعداد الشعب الأوكراني “نحن مستعدون كثيراً ومندفعون إلى أقصى الحدود. كل يوم نستيقظ على وقع أنباء بقصف روسي لمدينة جديدة أخرى، هذا النوع من الأخبار يولّد اندفاعاً لا يمكنكم تخيّله، ولهذا السبب يحارب الجيش الأوكراني بكل قوته، لأننا نفهم ما هو الثمن، ونعرف لماذا نحارب تحديداً. لذلك نعم نحن مستعدون للقتال، ولكننا نحتاج فقط لبعض التجهيزات وبعد ذلك يصبح من واجبنا أن نبذل قصارى جهدنا”.
نعم، أظن أنه من المخيف للغاية أن يعي المرء ذلك لأن بوتين لا يشكل خطراً على أوكرانيا فحسب بل على أي أمة متحضرة وهذه نقطة تبعث الخوف في النفوس عندما تتبادر إلى ذهننا لأنه هتلر الزمن الحاضر. لذلك نحن نطلب من العالم أن يقرّ بأنه أعظم خطر يتهدد البشرية حالياً ونطلب من العالم أن يقف بجانب أوكرانيا في الأعمال وفي تقديم الدعم المعنوي على حد سواء. صدقوني، هذا النوع من الدعم يساعدنا كثيراً ليس فقط لأننا نقاتل من أجل أنفسنا لأننا نقاتل ضد هذا الشر الذي يهدد العالم برمته. نرجوكم أن تتذكروا ذلك دوماً وألا تقللوا من خطورة بوتين على أوكرانيا وعلى العالم بأسره على حد سواء.
زيلينسكي يشدد على الحاجة الى “عقد لقاء” مع بوتين
وفي سياق متصل، شدّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، على الحاجة إلى عقد لقاء مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، بأي صيغة كانت من أجل وقف الحرب في أوكرانيا.
وقال زيلينسكي في مقابلة مع موقع “سوسبيلنه” الإلكتروني الإخباري: “باعتقادي أنه بدون اللقاء مع بوتين، من المستحيل أن نفهم تماماً ما هم مستعدّون لفعله من أجل وقف الحرب”.
وكان زيلينسكي أعلن في وقت سابق أنّه “بدون مفاوضات لا يمكن إنهاء الحرب” داعياً إلى عقد قمة مع بوتين، لكنّ تصريحاته الأخيرة حملت طابع الإلحاح الشديد.
وجرى عقد العديد من جلسات المفاوضات الأوكرانية الروسية، منذ بدء الغزو العسكري الروسي لأوكرانيا في 24 شباط/فبراير، وتحدث بوتين عن إحرازها بعض التقدم.