بعد الإفراج عن نازنين زاغاري.. مطالبات بإطلاق سراح إيراني أمريكي

  • تم لم شمل نازنين زاغاري – راتكليف وأنوشة عاشوري بأسرتيهما
  • إيران أفرجت عنهما بعد دفع لندن 523 مليون دولار

بعد سنوات ست، أسدل الستار على القضية التي تسبت في أزمة بين إيران وبريطانيا، حيث وصل الإيرانيان البريطانيان المفرج عنهما في طهران نازنين زاغاري-راتكليف وأنوشه آشوري إلى المملكة المتحدة بعدما أمضيا سنوات طويلة رهن الاعتقال في إيران، وجاء الإفراج عنهما في إطار تسوية أعلنت الحكومة البريطانية أنها سدّدت بموجبها دينا قديما على صلة بصفقة أسلحة ملغاة، تقدر قيمتها بـ523 مليون دولار.

وحطت الطائرة التي تقل زاغاري-راتكليف وعاشوري في مطار برايز نورتون التابع للقوات الملكية الجوية في جنوب غرب بريطانيا، بعد إطلاق السلطات الإيرانية سراحهما الأربعاء.

وأظهرت لقطات فيديو زاغاري-راتكليف وعاشوري وهما يتبادلان الحديث مع ملاحي الطائرة في قمرة القيادة، قبل نزولهما والسير على المدرج باتجاه مبنى المطار الرئيسي حيث كانت عائلتيهما تنتظران.

وبدا الاثنان مرتاحان ومبتسمان ولوحا للمصورين قبل دخولهما المبنى.

وغردت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس “أنا سعيدة لأن نازانين وأنوشه وصلا بسلام الى المملكة المتحدة وتم لم شملهما مع عائلتيهما وأقاربهما”، متابعة “أهلا وسهلا بكما في الوطن”.

وكانت تراس قد صرحت أن زاغاري-راتكليف وآشوري “سيعودان إلى بريطانيا اليوم”، في حين ان سجينا ثالثا هو مراد طاهباز “أفرج عنه من السجن موقتا”.

وقال ريتشارد راتكليف زوج نازانين لوكالة فرانس برس في وقت سابق في منزل العائلة أن “أول ما تطلبه دائما هو أن أحضر لها كوبا من الشاي”.

وأضاف وهو يقف بجانب ابنتهما الصغيرة غابرييلا “أشعر بالارتياح لأن المشكلات قد حُلّت”، مشددا على ضرورة أن تحرص الحكومة البريطانية على “عدم تكرار ما حصل”.

وأعربت عائلة آشوري عن “سرورها” مشيرة إلى أن الاعتقال الجائر” الذي تعرّض له أنوشه آشوري “قبل 1672 يوما” أدى إلى “اهتزاز أسس العائلة”.

وتابعت العائلة في بيان “الآن يمكننا أن نتطلّع إلى إعادة بناء تلك الأسس العائلية مع عودة حجر الزاوية”.

وعصر الأربعاء وصلت زاغاري-راتكليف وآشوري إلى عُمان، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية في السلطنة، قبل ان يتوجّها منها إلى لندن.

وسلّمت طهران الإيرانية-البريطانية زاغاري-راتكليف المحتجزة لديها منذ نحو ستة أعوام، الى السلطات البريطانية في طهران.

وأورد التلفزيون الرسمي عبر موقعه الالكتروني “إيريب نيوز”، إنه “تم تسليم زاغاري-راتكليف الى الحكومة البريطانية بعدما أمضت عقوبة سجن لستة أعوام”.

وأكد القضاء الإيراني في وقت لاحق الإفراج عن أنوشه آشوري أيضا. وكانت وسائل إعلام بريطانية ذكرت أن آشوري في طريقه أيضا إلى بريطانيا.

وأتى الافراج عنهما بعدما أشارت وزيرة الخارجية البريطانية إلى أن لندن وطهران توصلتا إلى تسوية لدين قديم يبلغ 400 مليون جنيه إسترليني (467 مليون يورو) رفضت لندن تسديده منذ الإطاحة بشاه إيران العام 1979. لكن لندن أعلنت الأربعاء أنها سددت الدين.

في الطريق نحو الديار

وقد تعزز الأمل بالافراج عن زاغاري-راتكليف بعدما أعيد جواز سفرها البريطاني إليها الثلاثاء أثناء وجود فريق تفاوض بريطاني في إيران.

وكتبت النائبة المحلية توليب صديق الأربعاء على تويتر إن زاغاري-راتكليف كانت “في مطار طهران وفي طريقها إلى ديارها”.

في العام 2016 اعتقلت زاغاري-راتكليف في طهران أثناء زيارة لأسرتها، وهي مديرة مشروع في مؤسسة تومسون رويترز، فرع الأعمال الخيرية لوكالة الأنباء التي تحمل الاسم نفسه.

وكانت قد اتُهمت بالتآمر لقلب نظام الجمهورية وهو ما تنفيه بشدة، وحُكم عليها بالسجن خمس سنوات.

والعام الماضي، حُكم عليها مرة أخرى في أواخر نيسان/أبريل بالسجن لمدة عام لمشاركتها في تجمع خارج السفارة الإيرانية في لندن في العام 2009.

في تشرين الأول/أكتوبر 2021، خسرت زاغاري-راتكليف استئنافها، ما أثار مخاوف أسرتها من ايداعها السجن مجددا بعد الافراج عنها بسوار إلكتروني في آذار/مارس 2020 ووضعت في الإقامة الجبرية منذ ذلك الحين بسبب وباء كوفيد-19.

فيما أوقف آشوري وهو مهندس متقاعد في 2017 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة التجسس لحساب إسرائيل.

وقد نفى الاثنان نفيا قاطعا التهم الموجهة إليها فيما باشر آشوري إضرابا عن الطعام في سجن إيوين في طهران.

أما مراد طاهباز فهو إيراني-أمريكي يحمل الجنسية البريطانية أيضا وقد أوقف مع مدافعين آخرين عن البيئة في كانون الثاني/يناير 2018 وحكم عليه بالسجن عشر سنوات بعد إدانته بتهمة “التآمر مع أمريكا”.

“تهم مفبركة”

ورحب ساشا ديشموخ رئيس منظمة العفو الدولية في المملكة المتحدة بقرار الافراج “الرائع” مؤكدا أن الاثنين “سجنا على أساس تهم مفبركة حول الأمن القومي”.

وأضاف انه بعد الافراج عن راتكليف وآشوري “يجب على الحكومة أن تجدد فورا دعواتها للافراج عن المواطنين البريطانيين الآخرين مهران رؤوف ومراد طاهباز الذين لا يزالان يمران بالمعاناة نفسها مثل نازنين وأنوشه”.

ومهران رؤوف ناشط حقوقي أوقف في تشرين الأول/أكتوبر 2020 وهو معتقل انفراديا بحسب منظمة العفو.

واعتقل مواطنون يحملون جنسيات بلدان أخرى من النمسا وكندا وفرنسا والمانيا والسويد والولايات المتحدة في ظل ظروف مماثلة.

وأعلن زوج نازنين ووالد طفلتهما ريتشارد راتكليف إضرابا عن الطعام لمدة 21 يومًا في خريف عام 2021 لتسليط الضوء على قضيتها.