بافلوفا: حريق زاباروجيا كاد أن يؤدي إلى انفجار أكبر بعشر مرات من كارثة تشيرنوبيل

لعلّ قصف محطة زاباروجيا النووية شكّل أكثر أخبار الحرب الأوكرانية – الروسية إثارة للقلق على المستوى الأوكراني وعلى مستوى العالم، فقد اقتصرت الأضرار هذه المرة على حريق كان بإمكان الأوكران السيطرة عليه، لكن ماذا لو تمّ استهداف المحطة مرّة ثانية؟ وماذا لو كان الإستهداف الثاني قاتل؟ إن الوضع بحسب مسؤولة إدارة التعاون الدولي والعلاقات العامة في الوكالة الحكومية لإدارة منطقة الحظر في أوكرانيا كاترينا بافلوفا خطير جداً وكارثي، فهل يدرك الروس نتائج قصفهم للمفاعلات النووية؟.

تقول بافلوفا إنه “خلال الحريق الذي ضرب المنطقة المحظورة كان الموقف حقًا مأساوي بشكل كبير، لكننا كنا فريقًا قويًا وكبيرًا ولم نفقد أي شخص وكان هذا هو الأهم لأن المنطقة كانت كبيرة وبدون أي بنية تحتية خاصة للسيارات والمعدات الخاصة بمكافحة الحرائق. كانت المهمّة الأساسيّة هي إنقاذ الأرواح، لأنه من الخطير جدًا التعامل مع الحريق في مناطق مماثلة، كما أنه من الخطير جدًا التحكم في زيادة الإشعاع المسببة في تلك المناطق، إضافة إلى أنه من المهم جدًا السيطرة على الناس ليتبعوا القواعد المحددة لذلك كان الأمر صعبًا”.

وأضافت “أعتقد أننا الآن في وضع كارثي، ولا أستطيع أن أتخيل لو كنت في منصب رئيسة الوكالة ما الذي كنت سأفعله لأنه لم يكن من المتوقّع أبدًا أن يكون هناك إرهاب نووي داخل منطقة الاستبعاد فهذا أمر فظيع”.

نووي

الإرهاب النووي

تؤكّد بافلوفا أن “في المجال النووي ومجال الإشعاع، من المهم جدًا أن نفهم أن كل خطوة في هذا المجال هي من النوع الخطر ويمكن أن يكون لها عواقب وخيمة في المستقبل. فالمسألة لا تتعلق فقط بالإرهاب النووي، بل إنها تغيّر الاستخدام السلمي للذرة، وعندما نقول إننا نستخدم الذرة من أجل المسائل السلميّة فهذا يعني استخدام محطات الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، لاستخدامها من قبل الناس. لكن عندما تصبح الذرّة في أيدي الإرهابيين، فلن يكون هناك استخدام سلمي لها بل يمكن أنه تكون وجهة الإستخدام خطرة ومختلفة خصوصاً في مناطق الإستبعاد”.

وأوضحت “لدينا منشآت نووية وإشعاعية خطيرة، ولدينا محطة للطاقة النووية، ومحطة تشيرنوبيل للطاقة النووية، وتوجد أربع محطات للطاقة النووية من نوع مفاعل ARBMK ولدينا أيضًا مرافق لتخزين النفايات المشعة ولدينا أيضًا تخزين للوقود النووي المستهلك، بالإضافة إلى بعض كميات معينة أخرى ذات الخطر الاستراتيجي. لذلك إن كل تلك المخاطر قد تُستخدم في اتجاهات مختلفة وهي لن تطال أوكرانيا فحسب ولا حتى أوروبا فقط صدقوني، ولأن أوكرانيا تحتل مكانًا معتدلاً في أوروبا وفي قارتنا هل يمكنكم تخيّل كمية النفايات المشعة التي لدينا؟ إنها كميّة كبيرة وستشكل تلك الكمية في خضم القرارات المختلفة والأخطاء القوية والمباشرة كارثة على العالم أجمع”.

نووي

الإشعاع النووي لا حدود له

إن النشاط الحربي في المنطقة التي توجد فيها محطات طاقة نووية خطر دائماً بحسب بافلوفا سواء كانت تلك المحطات نشطة أم لا “أستطيع أن أشرح السبب في ذلك، فبادئ ذي بدء أودّ أن أذكر مرة أخرى أن محطات الطاقة النووية الخاصة بنا قد تم بناؤها للاستخدام السلمي. لذلك لم يتم تصميم محطة الطاقة النووية ضد النشاط الحربي، لذلك يمكنني القول إن مفاعل VVR هذا الذي يعمل في محطات الطاقة النووية يمكنه مقاومة بعض الطائرات غير الكبيرة جدًا التي تصل حتى 10 أطنان على ما أعتقد، ولكن إذا تحدثنا عن الصواريخ والأنواع المختلفة من القذائف فإن المسألة تتوقف على المكان الذي يمكن أن يسقط فيه وإذا كانت المنطقة نشطة أو غير نشطة. ولكن على أي حال إن النشاط الحربي والهجوم الحربي ضد محطة الطاقة النووية يمثل كارثة وهو خطير للغاية لأنه يمكن أن يشكل انفجارًا ويمكن أن يتسبّب بحريق كبير خصوصاً في محطة زاباروجيا على سبيل المثال، فلو وصل هذا الحريق إلى منشأة وقود نووي مستهلك فإن الوقود النووي المستهلك مشع جدًا ولا يمكنني تخيل العواقب لو كان هناك إطلاق نار أو هجوم صاروخي على هذه المنشأة فستكون النتيجة أكثر بعشر مرات من كارثة تشيرنوبيل. لكن في منطقة الإستبعاد تكون منطقة الحظر ملوثة بعناصر اليورانيوم خصوصاً مع أي هجوم صاروخي أو أي نشاط”.

نووي

وأضافت “في بداية الحرب رأينا الروس يدخلون إلى منطقة الحظر ينقلون معدات عسكرية ثقيلة وكان ارتفاع الإشعاع ومستواه في بعض المناطق 15 مرة أكثر من المعتاد، فهل يمكن أن نتخيّل ما كان ليحصل لو وقع أي هجوم صاروخي أو حصلت بعض الأنشطة العسكرية النشطة داخل منطقة الإستبعاد؟ إن تلك العناصر القديمة من اليورانيوم العابر والنقطة الساخنة ستنتشر في كل مكان، وهي تعتمد أيضًا على الريح فترتفع وتصعد بكمية كبيرة وتنتشر في كل مكان، يمكن أن تصل إلى بيلاروسيا وروسيا وحتى إلى الدول الاسكندنافية”.

وشددت بافلوفا على التذكير بأن “أي نشاط حربي لا يمكن أن يكون له سيناريو مباشر لما يمكن أن يحصل، يمكننا أن نتوقع ولكن لا يمكننا أن نكون متأكدين والجميع يعلم أنه أمر خطير للغاية ليس فقط بالنسبة لأوكرانيا، لأن الإشعاع ليس له حدود ونحن ندرك ذلك من تجربة فوكوشيما ومن حادث تشيرنوبيل”.