إلى جانب أهمية موقعها الاستراتيجي.. أوكرانيا سلّة غذائية عالمية

  • تغري أسعار الحبوب المحلية المتزايدة باستمرار المزارعين على الاحتفاظ بمخزوناتهم، في انتظار أسعار أعلى
  • تُعد أوكرانيا مُصدِّرًا مهمًا للدقيق ، حيث وصلت صادراتها إلى 356000 طن في 2019-2020
  • لا توجد محاصيل معدلة وراثيًا معتمدة للإنتاج الزراعي أو الغذائي

إلى جانب كونها دولة جارة لروسيا، ومع أخذ التبريرات الروسية بالاعتبار فيما يتعلق بمسألة الأمن القومي، إلا أن أهمية أوكرانيا تتعدى فقط موقعها الاستراتيجي، وتمتد إلى جانب اقتصادي غزير ومغرِ للتحكم به، وهو ما تسعىالقوى الكبرى اليوم لضمانه.

تُعدُّ أوكرانيا ثاني أكبر دولة في أوروبا بعد روسيا وهي منتج ومصدر رئيسي للمحاصيل الزراعية، مع مساحة كبيرة من الأراضي الخصبة المخصصة لإنتاج الحبوب والبذور الزيتية.

ويتوقع مجلس الحبوب الدولي (IGC) أن يبلغ إجمالي إنتاج أوكرانيا من الحبوب 2021-22 عند 74.2 مليون طن، مقارنة بـ 64.9 مليون في العام السابق، وأن يصل محصول القمح إلى 27.2 مليون طن، ارتفاعا من 25.5 مليونا، بينما

من المتوقع أن يرتفع إنتاج الذرة إلى 37.3 مليون طن من 30 مليونا في 2020-2021، والشعير إلى 8.1 مليون طن في 2021-22، ارتفاعا من 8 ملايين في العام السابق.

وتبلغ توقعات اللجنة الحكومية الدولية لإجمالي صادرات الحبوب الأوكرانية في 2021-22 هو 53.1 مليون طن، مقارنة بـ 45.3 مليون في العام السابق، فيما تم قُدر إنتاج فول الصويا بـ 3.6 مليون طن في 2021-22، ارتفاعًا من

التقدير السابق البالغ 3.2 مليون، وتبلغ توقعات إنتاج أوكرانيا من بذور اللفت 2.5 مليون طن في 2021-22 مقارنة بـ 2.7 مليون في العام السابق، كما قُدّرت صادرات فول الصويا عند 2.3 مليون طن، بزيادة من 1.8 مليون في العام السابق.

 

"حرب الحبوب".. أوكرانيا لاعبٌ اقتصاديٌ مهمٌ في الشرق الأوسط

 

وفي تقرير صدر في 20 أبريل الفائت، قال ملحق وزارة الزراعة الأمريكية: “أدت الظروف المناخية غير المواتية في عام 2020 إلى انخفاض حجم الإنتاج للمزارعين الأوكرانيين في 2020-2021، مضيفاً: “نتيجة لذلك، أفلس بعض

المزارعين الأوكرانيين”، وأشار أيضًا إلى أن الأسعار المرتفعة سمحت لمعظم المزارعين بتعويض الخسارة في الحجم، حيث شهد مزارعو الذرة وضعاً فريداً إذ تعادل أسعار الذرة مع أسعار طحن القمح.

وتغري أسعار الحبوب المحلية المتزايدة باستمرار المزارعين على الاحتفاظ بمخزوناتهم، في انتظار أسعار أعلى بعد بيع كمية محدودة فقط من الحبوب لسداد الديون،حيث يستكشف مصدرو الحبوب السوق بشكل يائس في محاولة

لتنفيذ عقودهم، ما يؤدي إلى ارتفاع أسعار الحبوب.

وذكر التقرير أن “أكثر من ثلث الذرة يتم معالجتها إلى نشاء ودبس السكر بواسطة مصانع أكبر في “دنيبروبتروفسك” ومنشآت معالجة أصغر في “تشرنيغوف” و”كييف”، بالإضافة إلى ذلك، تُسحق كمية صغيرة من زيت الذرة فيما

تُخصص كميات صغيرة من القمح لإنتاج الكحول عالي الجودة ويستخدم حوالي 9٪ من الشعير للتخمير.

 

"حرب الحبوب".. أوكرانيا لاعبٌ اقتصاديٌ مهمٌ في الشرق الأوسط

آلات زراعية حديثة في حقل مزرعة في منطقة فينيتسا، أوكرانيا. (غيتي)

أرباح التصدير تتفوق على عوائد الإنتاج

 

وتابعت وزارة الزراعة الأمريكية: “الاستهلاك المحلي للقمح يستخدم في الغالب للأغراض الغذائية، حيث يتم طحنه ليصبح دقيقًا”، مضيفة: “انخفض إنتاج الدقيق بشدّة في عامي 2020-2021، حيث لم يكن أصحاب المطاحن

المحليون قادرين على التنافس مع مصدري الحبوب في أوقات ارتفاع أسعار تصدير القمح”.

وأشار التقرير إلى أنه “خلال السنوات الأخيرة، انخفض إنتاج الخبز على نطاق واسع في أوكرانيا بشكل تدريجي” ، موضحًا أن “هذا الانخفاض يتوافق مع انخفاض عدد السكان وفقدان الأراضي الأوكرانية”، ووفقًا لاتحاد المطاحن

الأوكراني، تُنتج أكثر من 330 مطحنة دقيق، بما في ذلك 50 مطحنة بسعة 1000 طن شهريًا، حوالي 2.5 مليون طن من الدقيق سنويًا.

"حرب الحبوب".. أوكرانيا لاعبٌ اقتصاديٌ مهمٌ في الشرق الأوسط

وأردف الملحق الأمريكي: “يتحول المستهلكون متوسطو الدخل بعيدًا عن شراء أنواع شعبية من الخبز لصالح منتجات المخابز الفاخرة والخبز المصنوع منزليًا”، “في حين أن الشركات الكبيرة، المملوكة للدولة في الغالب، لصنع الخبز

قد خفضت كميات الإنتاج، فقد افتتح العديد من منتجي الخبز الخاص والمتخصصين متاجر صغيرة ويُزرودون متاجر البقالة في المدن الكبرى.

وتُعد أوكرانيا مُصدِّرًا مهمًا للدقيق ، حيث وصلت صادراتها إلى 356000 طن في 2019-2020، وفقًا للملحق، حيث استحوذت منطقة الشرق الأوسط، والمملكة العربية السعودية بشكل أساسي على 138000 طن، وشرق وجنوب

شرق آسيا (سنغافورة والصين) 101000 طن وأفريقيا 57000 طن.

 

وأوضح الملحق أن أوكرانيا لديها قدرة سحق فائضة، ما يعزز المنافسة بين المعالجات المحلية والمصدرين، كما أنها مُصدِّر صاف للبذور الزيتية والزيت والطحين مشيراً إلى أن البذور الزيتية تحتفظ بمكانة المحصول الأكثر شعبية

بالنسبة للمزارعين الأوكرانيين لأنها توفر عادة ربحية جيدة، لا سيما عباد الشمس، لافتاً إلى أن “العامل المحدد الرئيسي الذي يحد من مساحة التوسع لإنتاج بذور عباد الشمس هو الزيادة الكبيرة في تكاليف الإنتاج عندما لا يتم تلبية

متطلبات تناوب المحاصيل”.

وتقدم بذور اللفت خيارًا آخر قابل للتطبيق للمزارعين الأوكرانيين، إذ تُعتبر الشتوية منها أفضل في التقاط رطوبة التربة وإنتاج محصول أفضل، وعيبا الوحيد هو أنها غالباً ما تعاني من معدلات موت نباتي عالية، ومع ذلك فقد أدت

التغيرات المناخية إلى تقليل عامل الخطر هذا، ما يجعل هذا المحصول أكثر جاذبية للمزارعين، الذين خصصوا مساحة متزايدة لهذا المحصول “.

لا محاصيل معدلّة وراثياً

وحول المحاصيل المعدلة وراثياً وصف تقرير ملحق بتاريخ 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2020، الرأي حول التكنولوجيا الحيوية بأنه منقسم من وجهة نظر الجمهور، وهو “سلبي بشكل عام” أو “متأثر جدًا بالدعاية من الاتحاد الأوروبي”،

بينما يدرك العديد من المزارعين أن المحاصيل المعدلة وراثيًا هي أكثر فعالة من حيث التكلفة وتوفر نتائج مالية أفضل.

وذكر التقرير أن “الدولة الأوكرانية التزمت بتشكيل سياستها بما يتماشى مع لوائح الاتحاد الأوروبي”، حيث لا توجد محاصيل معدلة وراثيًا معتمدة للإنتاج الزراعي أو الغذائي ولا توجد واردات من المحاصيل المعدلة وراثيًا”.