النظام الصحي في أفغانستان على حافة الانهيار

لا تزال أفغانستان ترزح تحت وطاة الإنهيار في شتى المجالات في البلاد ولعل أكبر برهان على ذلك النظام الصحي الذي يقف على حافة الإنهيار التام مع استمرار انقطاع الوصول إلى تمويل الخدمات الصحية في أعقاب استيلاء طالبان على السلطة في أغسطس الماضي، والذي يخشى أن يؤدي إلى تفاقم أزمة دولية لسكان البلاد البالغ عددهم حوالي 39 مليون نسمة.
فمنذ قرابة العامين ومع انتشار جائحة كورونا كانت أفغانستان تشهد دعما في نظامها الصحي بمساعدة من المانحين الدوليين لكن بعد استيلاء طالبان على أفغانستان جمد البنك الدولي ومنظمات أخرى ملايين الدولارات التي كانت تساهم في تقديم مساعدات في مجال الصحة ، ولم تتوقف الأزمة عند هذا الحد فمع عدم دفع أجور العاملين في مجال الرعاية الصحية وفقدان المرضى للتغذية ازداد الإنهيار في النظام الصحي ما جعل  الخبراء يشعرون الآن بالقلق من أن الموجة الرابعة من إصابات كورونا يمكن أن توجه ضربة قاسمة لقطاع الرعاية الصحية المعطل بالفعل في البلاد.
أفغانستان

صبي ينام بينما يركب دراجة في كابول ، أفغانستان / رويترز

متحدث من وزارة الصحة العامة الأفغانية في أفغانستان : نكافح مع نقص خطير في الأدوية

من جانب آخر قال الدكتور محمد جول ليوال من فريق COVID-19 الفني بوزارة الصحة العامة الأفغانية : “نحن نكافح مع نقص خطير في الأدوية. لقد تأثرت جودة الطعام لمرضانا ولموظفي المستشفى بشكل كبير. نحن الآن نستخدم العناصر الاحتياطية من مخزوننا ، لكنها على وشك النفاد. الوضع يتجه نحو حالة حرجة، يشعر أولئك الذين نقلوا مرضاهم إلى المستشفى جراء إصابتهم بفيروس كورونا بالقلق من أن المستشفيات لن تتمكن قريبًا من توفير الرعاية التي يحتاجها مرضى كورونا لأن المؤسسات تفتقر إلى الدعم من المانحين الدوليين.
قال مهدي الإبراهيمي ، أحد أفراد عائلة مريض مصاب بفيروس كورونا المستجد ، “نحن سعداء بخدمة وعلاج العاملين والأطباء في المستشفى ، لكن المستشفى نفسه يعاني بسبب نقص الإمدادات والأدوية والأكسجين” من أجل العلاج في مستشفى كابول.
أفغانستان

عنصر مسلح من قوات طالبان يقف خارج مستشفى للطوارئ / رويترز

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية تم الإبلاغ عن ما يقرب من 156000 إصابة بفيروس كورونا وأكثر من 7200 حالة وفاة في أفغانستان منذ فبراير 2020 ما دفع معظم المصابين بفيروس كورونا إلى اللجوء إلى العلاجات المنزلية بدلا عن المستشفيات التي تعاني شح الموارد.
أفغانستان لم تواجه فقط أزمة في قطاعها الصحي بل أن الأزمة الحقيقية التي تلوح في أفق أفغانستان هي أزمة إنسانية قبل كل شيء .