الجماعات المتشددة منقسمة في منطقة الساحل الإفريقي

  • صراع بين تنظيم القاعدة وداعش في الساحل من أجل الشرعية
  • الجماعات المتطرفة تستغل غياب دور الدولة من أجل كسب دعم محلي
  • ضعف الإمكانيات الأمنية تسهم في زيادة انتشار العناصر المتطرفة بالساحل

كثف تنظيم داعش في السنوات القليلة الماضية عملياته في غرب إفريقيا، حيث سعى التنظيم المتطرف إلى توسعة أنشطته عبر فروعه بالقارة السمراء وتحديدا عبر فروعه الإقليمية “تنظيم داعش في ولاية غرب إفريقيا (ISWAP) وتنظيم داعش في الصحراء الكبرى (ISGS).

وتعتبر منطقة غرب إفريقيا أرضا خصبة للجماعات المتشددة حاليا من أجل توسعة عملياتها، لعدة أسباب أهمها عدم وجود مؤسسات أمنية قوية و عدم توفر القدرات المناسبة لمجابهة الجماعات المسلحة، بالإضافة إلى الفساد وانتشار الفقر والتوترات العرقية.

وحول ذلك، أصدر معهد الشرق الأوسط مقالا مطولا للباحثة لينا رأفت، يرصد آفاق التوسع الجهادي في منطقة الساحل وتداعياته على الجهات الأمنية والسكان المدنيين على حدٍ سواء.

ويبحث التقرير في روايات الدعاية التي تقوم بها الجماعات المتشددة والخطاب العام في تعزيز شرعية تلك الجماعات ودفع محاولاتها إلى محاولة خلق إنتماء محلي ودعم جماهيري.

كما يقدم المقال منظورًا دقيقًا للنزاع بين المتشددين، وهو منظور يتجاوز مجرد التركيز على العمليات الأمنية والاشتباكات ويتعمق أكثر في خلافات تلك المجموعات وهويتها.

وخلال توسع داعش، دخل التنظيم في صراع مع الجماعات المتشددة الأخرى، وخاصة جماعة نصرة الإسلام والمسلمين التابعة لتنظيم القاعدة ، مما حول المنطقة إلى ساحة معركة من أجل صراع شرس بين الجماعات المتطرفة المتنافسة التي تسعى جاهدة إلى تأكيد الهيمنة.

نظرًا لأن منطقة الساحل أصبحت أحدث مسرح للاقتتال الداخلي بين المتشددين، فإن لذلك آثار خطيرة ليس فقط على العمليات الجهادية ضد القوات المحلية والأجنبية، ولكن الأهم من ذلك بالنسبة للسكان المدنيين المحليين.

وتقدم مجموعات مثل تنظيم داعش في الصحراء الكبرى نفسها كبديل قوي للدول وتحديدا في المناطق المهملة بمنطقة الساحل في ظل شبه انعدام للتواجد الحكومي وضعف الخدمات العامة.

ويأتي ذلك المقال ضمن سلسلة من المقالات يصدرها معهد الشرق الأوسط، حيث يهتم بتحليل السياسات في جميع الأمور المتعلقة بالشرق الأوسط منذ أكثر من 70 عاما.